رقم صفر في الجرائم.. كيف اختفت الجريمة خلال حرب أكتوبر 1973؟.. اللواء علاء عبد المجيد لـ"اليوم السابع": الحرب قضت على الجرائم بروح الوطنية والتلاحم.. والمصريون توحدوا على قلب رجل واحد خلف قواتهم المسلحة

الثلاثاء، 07 أكتوبر 2025 08:00 ص
رقم صفر في الجرائم.. كيف اختفت الجريمة خلال حرب أكتوبر 1973؟.. اللواء علاء عبد المجيد لـ"اليوم السابع": الحرب قضت على الجرائم بروح الوطنية والتلاحم.. والمصريون توحدوا على قلب رجل واحد خلف قواتهم المسلحة انتصار أكتوبر

كتب محمود عبد الراضي

نحتفل خلال هذه الأيام بذكرى نصر أكتوبر المجيد، الذي يمثل نقطة تحول فارقة في تاريخ مصر الحديث، إذ يتجدد الفخر والاعتزاز بملحمة وطنية خالدة صنعتها قواتنا المسلحة في السادس من أكتوبر 1973، ولكن بعيدًا عن بطولات الجيوش والمعارك، هناك جانب إنساني وأمني بالغ الأهمية يستحق أن يُستعاد ويُسلط عليه الضوء، وهو اختفاء الجريمة تمامًا خلال فترة الحرب، حيث سجل معدلها رقم صفر.

شهدت مصر خلال أيام حرب أكتوبر ظاهرة فريدة من نوعها لم تشهدها من قبل، فقد توحدت كافة طبقات الشعب خلف قواتنا المسلحة في موقف غير مسبوق من الوحدة والتلاحم الوطني.

هذا الانسجام المجتمعي انعكس بشكل واضح على حالة الأمن الداخلي، إذ اختفت الجرائم تمامًا ولم تُسجل أي واقعة في دفاتر قيد الأحوال أو القضايا خلال فترة الصراع.

ويؤكد اللواء الدكتور علاء عبد المجيد، الخبير الأمني، في تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن هذه الفترة كانت استثنائية على مستوى الروح المعنوية والالتفاف الشعبي حول قضية الوطن.

يقول عبد المجيد إن ارتفاع الروح المعنوية لدى الجميع جعل المجتمع أكثر تماسكًا وتمسكًا بالقيم الوطنية، مما أدى إلى غياب أي نشاط إجرامي داخل البلاد.

وبالفعل، كانت الشرطة تؤمن الجبهة الداخلية والمنشآت الحيوية بكل حزم، بينما كانت الأجواء السائدة في مصر خلال تلك الأيام مثالية ومليئة بالمحبة والأمن والاستقرار.

الأمن في تلك الفترة لم يكن فقط مسؤولية الأجهزة الأمنية، بل كان واجبًا وطنيًا يتحمل فيه كل مواطن جزءًا كبيرًا، ما ساعد في تقوية الجبهة الداخلية وتأمينها بشكل كامل.

هذا التعاون الشعبي شكل ركيزة أساسية إلى جانب الجهود العسكرية التي بذلتها القوات المسلحة على الجبهة، ليعبر الوطن بأكمله عن وحدته وصموده في وجه العدوان.

تمر السنوات، وما تزال حرب السادس من أكتوبر نبراسًا يضيء درب المستقبل في مصر، فهي ليست مجرد معركة عسكرية، بل حدث يحمل دروسًا عميقة في الوطنية والإنجاز الجماعي، فقد أذهلت تلك الحرب العالم بمستوى التخطيط الاستراتيجي والتنسيق العسكري غير المسبوق، الذي تجسد في استخدام عنصر المفاجأة والتكتيكات المبتكرة التي حطمت هيبة العدو وأساطيره الزائفة.

أبطال الحرب من الجيش يؤكدون أن حرب أكتوبر كانت تجربة فريدة، صنعت من خلالها مصر دروسًا في فنون القتال والتخطيط الاستراتيجي التي يُحتذى بها. إنها ليست فقط قصة نصر عسكري، بل نموذج كامل للقيادة الحكيمة والإرادة الوطنية الصلبة التي يمكن الاستفادة منها في مواجهة كل التحديات المستقبلية.

إلى جانب الانتصارات العسكرية، فقد تركت تلك الحرب أثرًا اجتماعيًا عميقًا يعكس وحدة الشعب المصري والتزامه بالقيم الوطنية، لا يمكن إغفال الأثر الكبير الذي تركه هذا الاندفاع الوطني في محاربة الجريمة والانحراف خلال فترة الحرب، مما يعكس الروح الجماعية العالية التي سادت آنذاك.

كانت مصر، خلال تلك الفترة، كالبحر الهادئ رغم العاصفة العسكرية التي كانت تضرب على الجبهة، حيث أظهرت الداخلية والشرطة قدرتها على الحفاظ على أمن المواطنين والمنشآت، ما ساعد على توفير بيئة مستقرة لدعم القوات المسلحة ومساندتها، ومن خلال هذا التنسيق بين الجيش والشرطة والمواطنين، نجحت مصر في تخطي أصعب التحديات وتحقيق النصر الذي لا يزال يُحتفل به حتى اليوم.

الرسالة التي تحملها هذه الذكرى ليست مجرد استذكار للماضي، بل دعوة مستمرة لتعزيز الوحدة الوطنية والالتزام بالقيم الأمنية والاجتماعية التي جعلت مصر قادرة على مواجهة المحن بثبات وثقة، فحالة "رقم صفر" في الجرائم التي شهدتها البلاد خلال حرب أكتوبر تظل شاهداً حياً على قدرة المجتمع المصري على التكاتف والانتصار على كل العقبات، ليس فقط بالسلاح، بل بروح التضامن والإرادة الجماعية.

يمكن القول إن حرب أكتوبر لم تكن مجرد معركة عسكرية، بل كانت ملحمة وطنية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، حيث تضافرت فيها جهود الجيش والداخلية والشعب، ليكتبوا معاً صفحة مشرقة من نضال الوطن الذي لا ينسى، تلك اللحظات تظل مصدر إلهام لكل الأجيال، وتذكرنا بأن الأمن والاستقرار هما ثمرة وحدة وعزيمة لا تنكسر مهما اشتدت التحديات.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة