مصر والمملكة العربية السعودية تمثلان رمانة الميزان فى المنطقة؛ ولطالما كان تحالفهما حائط صد أمام التحديات التي تواجه العرب، فى مقدمتها القضية الفلسطينية .
كانت العلاقات الراسخة بين مصر والسعودية أساس يبنى عليه استقرار المنطقة؛ خاصةً أنها علاقات تاريخية مبنية على التعاون الإستراتيجى والتنسيق المستمر تجاه القضايا التى تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية.
حملت العلاقات المصرية السعودية بعدا استراتيجيا مهما للمنطقة، حيث أن مصر والمملكة تتمتعان بثقل وقوة وتأثير على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية، ما يعزز من مستوى وحرص البلدين على التنسيق والتشاور السياسى المستمر بينهما، لبحث مجمل القضايا الإقليمية والدولية فى مواجهة التحديات المشتركة، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، والأمن والسلم الدوليين.
فى هذا الصدد يوضح الدكتور على العنزى المحلل السياسى السعودى والأستاذ بجامعة الملك سعود، فى تصريحات خاصة لـ اليوم السابع، أن الرؤى المصرية السعودية الموحدة إزاء القضايا المهمة فى المنطقة مثل ركيزة الاستقرار في المنطقة، ومواقف البلدين تجاه القضايا الإقليمية والدولية دائما متطابق، ووقوفهما إلى جانب بعضهما يؤكد مدى عمق العلاقات بينهما وهذا العمق الاستراتيجي في علاقاتهما يخدم قضايا المنطقة والاستقرار العالمي، فمنذ فترة الملك عبدالعزيز حتى اليوم والعلاقات السعودية المصرية نموذج للعلاقات بين بلدين شقيقين.
وبالنسبة لأهمية تلك العلاقات، يؤكد العنزى، أنها دعمت قضايا الدول العربية والمنطقة خاصًةً القضية الفلسطينية؛ فالتنسيق المصرى السعودى منع كثيرًا من المشاريع الدولية التى كانت ولا زالت تستهدف دول المنطقة وزعزعة استقرارها؛ فعلاقات التعاون والتنسيق المصرى السعودى هما الجناحان اللذان تطير بهما الدول العربية فى المحافل الدولية.
وترسخت هذه العلاقات في فترة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتصل الى مستويات عالية جدا في المجالات كافة، خصوصا فيما يخص التحديات التي تواجه المنطقة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وإيقاف نزيف الدم وحرب الإبادة التي يشنها العدو الإسرائيلى .
وتاريخ العلاقات المصرية السعودية ثابت وراسخ ومتطور بل و فى ازدهار مستمر وتعاون مثمر .
فالقاهرة والرياض بمثابة جناحى الأمة العربية لتجاوز الأزمات التى تفرضها التحديات الدولية بانعكاساتها الإقليمية، وتُمثل البلدان كفتى الميزان إحداهما فى قارة أفريقيا والأخرى فى قارة آسيا، حيث تجمعهما علاقات قوامها الأخوة والاحترام المتبادل والأهداف المشتركة.
وفى هذا السياق؛ أشار المحلل السياسى السعودى الدكتور مبارك آل عاتى، إلى أن الزيارات المتبادلة بين قيادات البلدين جسدت وحدة الرؤى إزاء القضايا المحورية فى المنطقة بل والعالم، وكان يتخلل تلك الزيارات مساعٍ لوضع تصور مشترك لحل الأزمات التى تفرضها الظروف الحالية، وكان آخرها زيارة الرئيس السيسى إلى جدة عام 2023 والتى أخذت على عاتقها تنمية العلاقات بين البلدين، وبحث سبل تقوية أواصر العمل العربى المشترك، وأيضا إعادة ترميم العلاقات العربية ـ العربية، وتناول سبل إعادة تقوية أواصر البيت العربى، وأعقبها زيارته للرياض فى نوفمبر 2024 للمشاركة فى القمة العربية ثم زيارته إلى المملكة، فى فبراير الماضى، للمشاركة فى اجتماع غير رسمى حول القضية الفلسطينية ؛ لذا فهذه الزيارات تصب فى صالح قضايا المنطقة؛ فالبلدان بمثابة حجر الزاوية لحفظ الأمن القومى العربى.
صمام أمان.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد الأحمد أستاذ الإعلام والصحافة بجامعة الملك سعود بالرياض أن مصر والسعودية هما رمانة الميزان وصمام أمان المنطقة ، لقد عرفت بتصديهما لقضايا الأمة العربية الإسلامية .
وظهر هذا جليا فى القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى الشقيق .
واستطرد الأحمد، في تصريحاته لـاليوم السابع، قائلاً : لا شك أن للدور المصري أهمية كبرى في إحلال السلام في المنطقة؛ فمصر الداعم الأول للقضية كما أنها وسيط هي للمباحثات بين حماس وإسرائيل.
وأكد أن أن الزيارات المتبادلة بين القيادتين المصرية والسعودية للتشاور والتنسيق على أعلى مستوى كان دائما وبخصوص جميع القضايا الملحة العرب وآخرها زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للمملكة بدعوة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والتي تم خلالها بحث القضايا المهمة والتنسيق بشأنها والتشاور في الشؤن التي تهم الدولتين الشقيقتين والمنطقة وفى مقدمتها القضية الفلسطيينة وحرب غزة الوحشية وأمن الملاحة فى البحر الأحمر وغيرها من القضايا الملحة.