"غسيل الأدمغة" حرب الاحتلال على العقول.. تقرير يكشف كيف حولت إسرائيل منصات التواصل الاجتماعى إلى سلاح دعائى خفى.. جندت آلاف المؤثرين لخدمة أجندتها وضخت ملايين الدولارات فى الـAI وتيك توك لتجميل جرائمها ضد غزة

الثلاثاء، 07 أكتوبر 2025 10:21 ص
"غسيل الأدمغة" حرب الاحتلال على العقول.. تقرير يكشف كيف حولت إسرائيل منصات التواصل الاجتماعى إلى سلاح دعائى خفى.. جندت آلاف المؤثرين لخدمة أجندتها وضخت ملايين الدولارات فى الـAI وتيك توك لتجميل جرائمها ضد غزة تقرير يكشف كيف حولت إسرائيل منصات التواصل الاجتماعى إلى سلاح دعائى خفى

كتب: محمد جمال

ما بين عقود بمئات الآلاف، ورسائل بريدية مسربة، واستثمارات بملايين الدولارات فى الذكاء الاصطناعى والدعاية الرقمية، يتضح أن إسرائيل تخوض حربًا موازية وهى حرب على وعى الشعوب، فبينما تُبيد الأجساد فى غزة بالقصف، تُبيد العقول عالميًا عبر حملات منظمة لتجميل جرائمها وإسكات الأصوات المعارضة.

ففى الوقت الذى يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلى حربه الدموية على قطاع غزة، حيث قُتل أكثر من 66 ألف فلسطينى وجُرح أكثر من 169 ألفًا معظمهم من النساء والأطفال، تتكشف خيوط حرب موازية لا تُرى بالعين المجردة: حرب على العقول والروايات.

وكشف تقرير أمريكى حديث- نشرته مجلة ريسبونسيبل ستيتكرافت- أن الحكومة الإسرائيلية أطلقت حملة دعائية ضخمة على منصات التواصل الاجتماعى بتمويل مباشر من وزارة الخارجية، ووفق التقرير، جرى توقيع عقد بقيمة 900 ألف دولار مع مجموعة Havas Media Group الألمانية عبر شركة Bridges Partners لتشغيل ما بين 14 و18 مؤثرًا بين يونيو الماضى ونوفمبر المقبل.

الوثائق المقدمة بموجب «قانون تسجيل الوكلاء الأجانب» «FARA» أوضحت أن قيمة المنشور الواحد تراوحت بين 6.100 و7.300 دولار بعد خصم تكاليف الإنتاج والإدارة، أى أن «لايك» أو «شير» قد لا يكون مجرد تفاعل عابر، بل جزء من ماكينة دعائية ممولة بعناية.
تسريبات ويكيليكس الأخيرة أكدت أن نصف قيمة العقد خُصص لتدريب مؤثرين أمريكيين على إنتاج محتوى مؤيد لإسرائيل، على أن يعملوا بتنسيق مباشر مع شركاء إسرائيليين لصياغة الرسائل الدعائية.

رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لم يُخفِ هذه الاستراتيجية، بل قال علنًا: «علينا أن نرد.. من خلال مؤثرينا. إنهم مهمون للغاية». وهو ما يكشف إدراك الاحتلال لقوة الإعلام الرقمى فى تشكيل الرأى العام.

الحملة أُطلق عليها اسم «مشروع إستير»، ما أثار جدلاً واسعًا بسبب تشابهها مع مبادرة أمريكية لمكافحة معاداة السامية، لكن الشركات المتورطة فى تنفيذ الحملة رفضت التعليق على تفاصيلها، ما زاد الشكوك حول طبيعتها وحجمها الحقيقى.

لم يتوقف الأمر عند المؤثرين، إذ كشفت الوثائق أن إسرائيل رفعت ميزانيتها المخصصة للنشاط الدعائى الخارجى بمقدار 20 ضعفًا لتصل إلى 150 مليون دولار. كما تدفع شهريًا نحو 1.5 مليون دولار للمستشار الرقمى الأمريكى براد بارسكيل «مدير حملة ترامب السابق» لإنتاج آلاف الرسائل الدعائية المعتمدة على الذكاء الاصطناعى.

فضيحة أخرى فجّرها موقع ريسبونسيبل ستيتكرافت، إذ نشر رسالة بريد إلكترونى مسربة من سافرا كاتز، الرئيسة التنفيذية لشركة أوراكل التى تسيطر على «تيك توك» فى الولايات المتحدة، الرسالة المؤرخة عام 2015، نصّت بوضوح على أن «علينا غرس حب إسرائيل فى عقول الأطفال قبل دخولهم الجامعة».
«كاتز» اقترحت أيضًا إنتاج برنامج تليفزيونى واقعى عن «نساء جيش الدفاع الإسرائيلى» لتلميع صورة الجيش أمام الجمهور الأمريكى، وهو ما تحقق بالفعل عام 2024 عبر إنتاج شقيقتها ساريت كاتز.

وصف نتنياهو صفقة السيطرة على تيك توك بأنها «أهم صفقة جارية حاليًا»، فى إشارة واضحة إلى رهان إسرائيل على المنصات الرقمية لتثبيت روايتها عالميًا.

التحقيق يكشف أن المعركة لم تعد محصورة فى ساحات القتال، بل امتدت إلى شاشات الهواتف، فكل فيديو منشور أو «ترند» قد يكون جزءًا من آلة دعائية إسرائيلية ضخمة هدفها إعادة صياغة الحقيقة.

والسؤال الذى يبقى مطروحًا: هل ما نراه على المنصات الاجتماعية انعكاسا للواقع.. أم رواية مصنوعة بعناية لإبادة الحقيقة قبل العقول؟




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة