شرطة دبي تُحوّل التكنولوجيا إلى رسالة أمل وتمكين

الثلاثاء، 07 أكتوبر 2025 10:53 ص
شرطة دبي تُحوّل التكنولوجيا إلى رسالة أمل وتمكين شرطة دبى

رسالة دبي – هند عادل

في مدينة تحوّلت إلى نموذج عالمي للتقدم والابتكار، خطفت شرطة دبي الأنظار مجددًا خلال مشاركتها في فعاليات معرض إكسبو لذوي الهمم، الذي انطلق صباح اليوم بمشاركة وفود من مختلف دول العالم، وذلك من خلال عرضها لأحدث تقنياتها الأمنية المتقدمة، وعلى رأسها السيارة الذكية "غياث" المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي تمثل نقلة نوعية في منظومة العمل الشرطي الحديث.

شرطة دبى
شرطة دبى

 

استوقف جناح شرطة دبي الزوّار بمجرد دخولهم إلى أروقة المعرض، حيث كانت "غياث"، السيارة الأمنية الذكية، في واجهة العرض، بما تحتويه من تكنولوجيا متطورة تُحاكي المستقبل. صُممت "غياث" لتعمل ضمن فرق العمليات الخاصة، وتُعتبر واحدة من أذكى سيارات الشرطة على مستوى العالم.

تحتوي السيارة على أنظمة تعرف على الوجوه ولوحات السيارات، وتقوم بتحليل البيانات لحظيًا لتحديد هوية المشتبه بهم بدقة، دون أي تدخل بشري، ما يجعلها وحدة أمنية متنقلة قادرة على اتخاذ قرارات سريعة وفعالة في الميدان.
كاميرات بزاوية 360 درجة، و8 كاميرات خارجية دقيقة، ونظام بيريسكوب متطور، جميعها تم دمجها ضمن الهيكل الخارجي للسيارة، لتوفير تغطية شاملة للمناطق المحيطة، وتعزيز الأمن الوقائي الاستباقي.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث تم تزويد "غياث" أيضًا بطائرة مسيّرة مدمجة، تنطلق من صندوق السيارة وتُستخدم لمهام المراقبة الجوية، خاصة في الأماكن التي يصعب الوصول إليها، أو خلال المهام الطارئة مثل البحث والإنقاذ وتُعد هذه الطائرة بمثابة "عين ثالثة" تدعم القرار الميداني وتوفّر معلومات فورية للقيادة الأمنية.
داخل السيارة، يوجد شاشة مركزية بقياس 16 بوصة، متصلة بشكل مباشر بمركز العمليات، ما يتيح التواصل اللحظي بين الفرق المختلفة، وتبادل المعلومات الأمنية في الوقت الفعلي. كما تضم السيارة مقعدًا خلفيًا معزولًا ومجهزًا لنقل المشتبه فيهم بأمان، إلى جانب حاويات متخصصة بمعدات الإسعاف والإنقاذ، ما يجعل "غياث" وحدة متكاملة لتنفيذ المهام الأمنية والإنسانية في آن واحد.
وفي مشهد مؤثر يجسد كيف يمكن للتكنولوجيا أن تكون أداة للتمكين وليس فقط وسيلة للمراقبة أو الحماية، برزت قصة مراد البلوشي، وهو عريف شرطة في دبي فقد إحدى قدميه خلال خدمته في إحدى الدوريات الأمنية.
رغم الإصابة التي حولته إلى أحد أصحاب الهمم، لم تتخلَ شرطة دبي عن أحد رجالها، بل أعادت دمجه في بيئة عمله بطريقة مبتكرة تعكس مدى تطور منظومة الأمن والذكاء الاصطناعي في الإمارة.
شرطة دبي نظّمت له محاكاة كاملة لدورية "غياث" الذكية، إحدى أكثر سيارات الشرطة تطورًا على مستوى العالم، والتي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة والتعرف على الوجوه ولوحات الأرقام ، وتم عرض تلك التجربة الحيه داخل معرض اكسبو دبى لذوي الهمم الذي انطلق صباح اليوم بمدينة دبي.

جلس مراد داخل غرفة تحاكي بيئة الدورية بدقة، ليشعر كأنه لا يزال في موقعه الأمني، يمارس مهامه ويطور قدراته باستخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا.
التجربة كانت أكثر من مجرد محاكاة، بل رسالة واضحة مفادها أن الإصابة الجسدية لا تعني نهاية الدور أو الإقصاء، وإنما يمكن تجاوزها بتطويع التكنولوجيا لخدمة الإنسان ودعمه.
مراد عبّر عن مشاعره في حديثه لجريدة اليوم السابع قائلًا: "شيء يشعر بالفخر والفرحة أني رغم أني أصبحت من ذوي الهمم، إلا أني أكمل تدريبي وتطوير مهاراتي بالذكاء الاصطناعي لأكمل عملي".
المشهد يعكس كيف أصبحت شرطة دبي لا تعتمد فقط على التكنولوجيا لتعزيز الأمن، بل تستخدمها أيضًا لتمكين عناصرها ودعمهم نفسيًا ومهنيًا، في إطار رؤية إنسانية شاملة، فهي ليست مجرد جهة تنفيذ قانون، بل مؤسسة تضع العنصر البشري في قلب الاهتمام، وتسعى لتوفير بيئة عمل مرنة وعادلة تتواءم مع احتياجات جميع منتسبيها.

لم يكن التميز مقتصرًا على التكنولوجيا فقط، بل تجسّد أيضًا في الحضور القوي لعنصر الشرطة النسائية من شرطة دبي، واللواتي قمن بدور بارز في تأمين وتنظيم المعرض، والتفاعل الإيجابي مع الزوار، خاصة الأطفال من أصحاب الهمم.
وكان للشرطيات دور إنساني مؤثر، حيث شاركن في فعاليات اجتماعية داخل الجناح الأمني، منها ورش رسم وتلوين للأطفال، ومساعدتهم في تنفيذ لوحات فنية وإبداعية عكست مواهبهم، وساهمت في إدخال البهجة والسرور إلى نفوسهم.

غاث
غياث

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب