توصّلت القوات العسكرية السورية، فجر الثلاثاء، لاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" لوقف إطلاق النار في حيَّيْ الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، بعد اشتباكات طاحنة بين الجانبين، حسبما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وقالت وزارة الدفاع السورية، مساء الاثنين، إن الجيش أعاد انتشاره على عدة خطوط مواجهة مع قوات "قسد" التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا، مشيرة إلى أن هذه الخطوة ليست مقدمة لعمل عسكري، بل لمنع الهجمات المتكررة ومحاولات قوات سوريا الديمقراطية للسيطرة على أراضٍ.
وأوضحت أن تحركات قوات الجيش تأتي ضمن خطة إعادة انتشاره على بعض المحاور شمال وشمال شرق سوريا، وذلك بعد الاعتداءات المتكررة لقوات سوريا الديمقراطية واستهدافها للأهالي وقوى الجيش والأمن، وقيامها بمحاولة السيطرة على نقاط وقرى جديدة.
فيما أكدت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية الالتزام باتفاق العاشر من مارس الماضي، نافية وجود أي نوايا للقيام بعمليات عسكرية ضد الأكراد.
وينص الاتفاق على دمج قوات سوريا الديمقراطية في المؤسسات السورية بحلول نهاية العام الجاري، بما يشمل نقل السيطرة على معابر حدودية ومطار وحقول للنفط والغاز إلى دمشق. لكن التنفيذ بطيء وسط اتهامات متبادلة.
من جانبه، اتهم المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية "قسد" فرهاد شامي فصائل تابعة لحكومة دمشق بمحاولة دخول حيي الشيخ مقصود والأشرفية، مؤكدا أن ما يجري في حلب نتيجة مباشرة لاستفزازات فصائل الحكومة المؤقتة ومحاولاتها التوغل بالدبابات، بحسب ما كتبه عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك".
ونفى المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية الاتهامات الموجهة لعناصر "قسد" باستهداف نقاط تفتيش، مؤكدا أن القوات الكردية لا تملك قوات في حيي الأشرفية والشيخ مقصود.
بدوره، أعلن الدفاع المدني السوري مقتل مدني وإصابة خمسة آخرين، بينهم امرأتان، جراء قصفٍ صاروخي نفذته "قوات سوريا الديمقراطية"، واشتباكاتٍ وقعت في مدينة حلب في وقتٍ متأخر من مساء الاثنين.
صباح الثلاثاء، سادت حالة من الهدوء الحذر في مدينة حلب عقب ليلة من التصعيد العسكري بين الجيش السوري و"قوات سوريا الديمقراطية" على أطراف حيي الشيخ مقصود والأشرفية، شهدت اشتباكات عنيفة وقصفاً متبادلاً هو الأعنف منذ توقيع اتفاق آذار الماضي بين الجانبين.
واندلعت المواجهات الأخيرة، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام سورية، بعد اكتشاف الأمن السوري نفقاً تابعاً لـ"قسد" يمتد خلف مواقع الجيش في محيط حي الأشرفية، حيث جرى تفجيره على الفور، أعقبه هجوم شنّه عناصر من "قسد" يرتدون لباساً مدنياً استهدف نقاط الأمن الداخلي، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى في صفوف العسكريين والمدنيين.
وتشير التصريحات الرسمية إلى أنه لا نية لبدء عملية عسكرية في الوقت الحالي من قبل الجيش السوري ضد مواقع "قسد" في مدينة حلب، فيما يرى مراقبون أن أي تهدئة لا تترافق مع معالجة جذور الخلاف قد تمثل تأجيلاً مؤقتاً للأزمة لا أكثر.
فيما، شهد حيّا الأشرفية والشيخ مقصود في حلب، صباح الثلاثاء، خروج عددٍ من المدنيين باتجاه مدينة حلب عبر حاجز العوارض، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية سورية.
وتعاني سوريا من حالة استقطاب عسكري وأمني مع رفض القوات الكردية والدروز لأي دور للقوات التابعة لحكومة دمشق في ظل عدم وجود ضمانات حفظ حقوق الأقليات في البلاد مع تجاهل الإدارة السورية المؤقتة لشواغل الأقليات الذين يطالبون بتضمين شواغلهم في الإعلان الدستوري السوري.