هل يتم تأجيل مؤتمر الصناعات الثقافية والإبداعية بالعريش إلى نوفمبر؟

في ظل الاستعدادات المكثّفة التي تشهدها وزارة الثقافة للاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة وتنظيم عدد من المهرجانات والفعاليات الثقافية الكبرى في مختلف المحافظات، ظهرت تساؤلات حول مصير المؤتمر الدولي "الصناعات الثقافية والإبداعية وأبعادها التنموية.. سيناء نموذجًا"، الذي أعلنت الوزارة عن عقده بقصر ثقافة العريش خلال شهر أكتوبر الحالي.

ورغم الإعلان الرسمي عن المؤتمر قبل أسابيع وبالتحديد في شهر أغسطس الماضي، إلا أنه حتى الآن لم تُصدر الهيئة العامة لقصور الثقافة حتى الآن جدول أعمال المؤتمر أو تفاصيل جلساته ومحاوره، مما أثار التكهنات حول احتمال تأجيل موعد انعقاده إلى شهر نوفمبر المقبل.

بحسب مصادر مطلعة، فإن ازدحام جدول وزارة الثقافة خلال شهر أكتوبر بعدد كبير من الفعاليات الوطنية والدولية، قد يكون من أبرز الأسباب وراء تأجيل المؤتمر، حيث تتوزع الجهود التنظيمية والفنية بين: فعاليات احتفالات نصر أكتوبر في مختلف المحافظات، مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية، أحد أهم المهرجانات الدولية التي تقيمها الوزارة كل عام، بالإضافة إلى مهرجان أسوان للثقافة والفنون، الذي يشارك فيه فرقًا دولية، إلى جانب افتتاح عدد من المواقع الثقافية الجديدة بعد تطويرها، من بينها قصر ثقافة حلوان.

هذا الزخم من الفعاليات، وفقًا لمتابعين، جعل تنظيم مؤتمر دولي بحجم "الصناعات الثقافية والإبداعية" خلال الشهر الحالي أمرًا معقدًا من الناحية اللوجستية والتنظيمية، خصوصًا في ظل رغبة وزارة الثقافة في أن يخرج المؤتمر بصورة تليق باسم سيناء ومكانتها في المشهد الوطني.

المؤتمر الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بالتعاون مع العلاقات الثقافية الدولية برئاسة الدكتورة رانيا عبد اللطيف، يهدف إلى تسليط الضوء على دور الصناعات الثقافية والإبداعية في التنمية المستدامة وتمكين المجتمعات، مع اتخاذ سيناء نموذجًا لتطبيق هذه الرؤية على أرض الواقع.

وبحسب الخطة الأولية، كان من المقرر أن يتضمن المؤتمر جلسات بحثية بمشاركة باحثين مصريين وعرب وأجانب، لطرح رؤى حول العلاقة بين الثقافة والتنمية، وسبل دعم الصناعات الإبداعية في المناطق الحدودية.

لكن حتى الآن، لم يُعلن عن أسماء الباحثين المشاركين، كما لم تُكشف محاور الجلسات أو برنامج الافتتاح والختام، ما زاد من الغموض حول مدى جاهزية المؤتمر للانعقاد في موعده المحدد.

تشير مصادر ثقافية إلى أن تأجيل المؤتمر إلى نوفمبر قد يتيح مساحة زمنية كافية أمام قطاع العلاقات الثقافية الخارجية لاستكتاب عدد أكبر من الباحثين والخبراء الأجانب للمشاركة بأوراق عملهم، ما يعزز من القيمة العلمية للمؤتمر، ويحقق هدف تبادل الخبرات المحلية والإقليمية والدولية الذي تسعى إليه وزارة الثقافة.

كما أن التأجيل المحتمل قد يُمكّن الهيئة العامة لقصور الثقافة من استكمال الترتيبات اللوجستية والتنظيمية في قصر ثقافة العريش، وضمان حضور رسمي وشعبي يعكس أهمية الحدث في دعم مسار التنمية بسيناء.

حتى لحظة كتابة هذه السطور، لم يصدر بيان رسمي من وزارة الثقافة أو الهيئة العامة لقصور الثقافة بشأن تأجيل المؤتمر، إلا أن المؤشرات الأولية – وفق عدد من المصادر – توحي بأن الاحتمال قائم بقوة، خاصة مع غياب الجدول الزمني وبيانات المشاركين، وازدحام أجندة أكتوبر بالفعاليات الكبرى.

وفي حال تقرر التأجيل، فمن المنتظر أن يُعلن الموعد الجديد رسميًا في نهاية الشهر الحالي، على أن يُعقد المؤتمر في نوفمبر المقبل ضمن أجندة وزارة الثقافة لفعاليات خريف 2025، ليخرج بالصورة التي تليق بأهمية موضوعه وبمكانة سيناء في وجدان المصريين.