نحن نحتفل خلال هذه الأيام بذكرى نصر أكتوبر المجيد، الذي يمثل نقطة تحول فارقة في تاريخ مصر الحديث، إذ يتجدد الفخر والاعتزاز بملحمة وطنية خالدة صنعتها قواتنا المسلحة في السادس من أكتوبر 1973، ولكن بعيدًا عن بطولات الجيوش والمعارك، هناك جانب إنساني وأمني بالغ الأهمية يستحق أن يُستعاد ويُسلط عليه الضوء، وهو اختفاء الجريمة تمامًا خلال فترة الحرب، حيث سجل معدلها رقم صفر.
شهدت مصر خلال أيام حرب أكتوبر ظاهرة فريدة من نوعها لم تشهدها من قبل، فقد توحدت كافة طبقات الشعب خلف قواتنا المسلحة في موقف غير مسبوق من الوحدة والتلاحم الوطني.
هذا الانسجام المجتمعي انعكس بشكل واضح على حالة الأمن الداخلي، إذ اختفت الجرائم تمامًا ولم تُسجل أي واقعة في دفاتر قيد الأحوال أو القضايا خلال فترة الصراع.