بيرم التونسى صحفيا.. حفيد الشاعر الكبير: جدى لم يتمتع بالجنسية المصرية إلا فى عهد عبدالناصر وبعدها تم قيده بنقابة الصحفيين..جمعية المؤلفين والملحنين فى باريس منحته شهادة بديلا عن المؤهل ليستطيع الانضمام للنقابة

الإثنين، 06 أكتوبر 2025 05:20 م
بيرم التونسى صحفيا.. حفيد الشاعر الكبير: جدى لم يتمتع بالجنسية المصرية إلا فى عهد عبدالناصر وبعدها تم قيده بنقابة الصحفيين..جمعية المؤلفين والملحنين فى باريس منحته شهادة بديلا عن المؤهل ليستطيع الانضمام للنقابة حفيد الشاعر بيرم التونسى والزميل عبد الحليم سالم

بقلم عبد الحليم سالم

- المستشار محمود بيرم التونسى: جدى بدأ الصحافة سنة 1916.. ثم المسلة والشباب والزمان التونسية.. وأخيرا جريدة الجمهورية براتب 40 جنيها


كان لقائى مع المستشار محمود بيرم التونسى، على مقهى سلطانة بكورنيش ستانلى فى الإسكندرية، منصبا على الأوضاع المحلية والعالمية، والهم العربى المشترك، وما أن تم  ذكر شاعر الشعب بيرم التونسى، حتى حضر الشاعر وغطى الحديث عنه على كل ذلك.

تركز الحديث عن واحد من الجوانب المهمة فى حياة  بيرم التونسى  «بيرم صحفيا».
وقال المستشار محمود لـ«اليوم السابع»: «الصحافة زاوية مهملة فى حياة وتاريخ بيرم شاعر الشعب، وهو إسكندرانى ولد فى العصر الذهبى للإسكندرية، وقتها كان النشاط الثقافى كله يتم عبر الصحافة».

يضيف محمود: «بالنسبة للصحافة فى الإسكندرية فالمدينة كانت تضم ثانى مطبعة تركها نابليون بونابرت، وفى المنشية تحديدا فى ميدان الصحافة، كان يستخدمها بيرم ومن يطبعون المجلات وغيرها».

ويستطرد محمود «اللى أنا عايز أقولُه حاجة ثانية إنه كانت الصحافة هى درة التاج فى النشاط الثقافى والسياسى فى الإسكندرية، وفى مصر .. إسكندرية كانت أهم من القاهرة فيما يخص الصحافة اللى كانت معظمها فى الإسكندرية نتيجة وجود الأجانب ويوجد جرائد وهتلاقى المجلات الخاصة للجاليات الأجنبية منهم الأرمن والإيطاليون  وغيرهم».

ويوضح حفيد بيرم التونسى: بالإضافة إلى ذلك هناك مجلات الأطفال، ولو رجعت فى الزمن فى كتاب تاريخ الصحافة العربية الخاصة لفيليب دى طرازى،  ستكتشف أن الصحافة فى الإسكندرية كانت متلألئة  فى الوقت الذى اكتشف بيرم  الموهبة الخاصة به فى الكتابة الشعرية من خلال قصيدة المجلس البلدى ونشرها بيرم عبر الصحافة فى جريدة الأهالى، وعندما  ورث بيرم من والدته بيت السيالة وباعه أسس أول جريدة خاصة به اسمها النجاح عام 1916.
وذكر حفيد بيرم التونسى أنه مع بدايات نشاط بيرم، كان هناك نشاط صحفى،  وامتلك وحصل على امتياز مجلة النجاح 1916، وأشار إلى ذلك الكونت فيليب دى طرازى، وكان مشاركا فيها شاعر اسمه إسماعيل صبرى، وفى عام 1919، أصدر بيرم جريدته الثانية وكانت ثورة فى عالم الصحافة.. واسمها المسلة، وكان يقصد أنها «الخازوق اللى بيصحى الغفلان».

ويتابع حفيد بيرم: جدى اشتغل فى الصحافة، بل أبدع فيها واجتهد فى حل أزمة الورق والطباعة عندما ظهرت جريدة المسلة بشكل جديد حيث يقسم الصفحة الواحدة إلى أربعة بحيث « يتم تطبيق» الجريدة مثل الكراس ولكنها جريدة.
ويقول حفيد بيرم: جدى كان يكسب بدليل أنه كان يعمل فى أنشطة صحافية متنوعة، وقصيدة المجلس البلدى التى نشرها تقريبا فى سنة 1915 أو 1916 فى جريدة الأهالى، وأعاد طبعها، وكسب منها فلوس كتير جدا، وكان يشير الى نفسه باعتباره محمود بيرم التونسى صاحب قصيدة المجلس البلدى، فإذن الصحافة قدمته للناس، والصحافة نقلت إبداعه، وهى التى حفظته ثم جاء قرار نفى بيرم بسبب نشاطه وانخراطه فى ثوره 19، وبالتالى ربما كانت تلك الفترة فى المنفى بداية لمحطته الثانية فى الصحافة التى تبلورت فى تونس، وفى ظروف مختلفة ومعقدة رجع إلى مصر متخفيا».

 

واستكمل حفيد بيرم «قعد شوية فى إسكندرية، ثم انتقل إلى القاهرة ثم تعرف على سيد درويش.. وكتب كلمات أوبريت شهرزاد ثم أعيد القبض عليه 1921 كان ذاهب إلى الإسكندرية لحضور فرح بنت عمه، وتم القبض عليه فى محطة مصر».

وأكمل حفيد بيرم: تم ترحيله إلى فرنسا مباشرةّ، وفى مارسيليا كانت المأساة والتعاسة الكبرى لأن الأمور كانت ليست كما الآن، كانت فرنسا منهكة من الحرب العالمية الأولى وكانت تأشيرته إلى فرنسا مكتوب فيها Partir sans revenir، وتعنى «ذهاب بلا عودة».

يضيف الحفيد: «عاش حياة ضنك بين المصانع.. لكنه ابن بلد.. بيرم ابن المدينة الوطنية فى الحى الوطنى فى الإسكندرية فى السيالة، كان نشيطا جدا وهتلاقيه فى كل حته فى الأوساط والجاليات العربية من  شمال أفريقيا فى تونس و الجزائر والمغرب».

ويكشف حفيد بيرم: «تعلم بيرم الفرنسية وتعرف على شاب تونسى أحد كبار التجار وعضو الغرفة التجارية، أظن اسمه محمد بدرة  من الجناح الراديكالى فى الحزب الدستورى، وكانوا بيفكروا فى تطوير الأدوات فى مكافحة الاحتلال الفرنسى فى تونس من خلال النشاط الصحافى، وعرض بدرة على بيرم تولى مسؤولية جريدة الحزب الدستورى التونسى «جورنال الزمان» ووصل إلى تونس فى سنة 32 او 33، وتولى مدير تحرير الجريدة وحولها من نشر الأخبار العادية والإعلانات إلى جريدة تناهض الاستعمار، وتتضمن المقال بجانب الأخبار، وفى هذه الفترة مارس بيرم إبداعات صحافية مهمة.

يذكر حفيد بيرم «كانت الحركات النهضاوية فى تونس والمغرب العربى محدودة، وبالتالى متستغربش لما تعرف إنه هو كان بيكتب الجريدة من الجلدة للجلدة، كما كان يعمل فى مجلة الشباب الخاصة بعبدالعزيز الصدر الذى كان يعطيه مبلغا زهيدا جدا، وفى هذه الفترة توهج إبداعه الصحافى بين التحرير والتبويب و التنفيذ والكاريكاتير».

يستطرد حفيد بيرم: بعد ذلك أسس جدى فى تونس «جماعة تحت السور»  وانضم اليها الشاعر الكبير أبوالقاسم الشابى، ولما اختلفت توجهات بيرم مع جريدة الزمان التونسية التابعة للحزب الدستورى وكان فى ذلك الوقت صديق بورقيبة، فأسس جريدة خاصة به أسماها الشباب، وربما استوحى اسمها من مجلة الشباب الخاصة بعبدالعزيز الصدر التى كان يكتبها لعبدالعزيز الصدر فى العشرينات.

وأوضح حفيد بيرم: جدى ترك تونس نتيجة مشكلة مع قنصل إيطاليا، ورحل من العاصمة التونسية فى اتجاه أفريقيا، ثم عاد على المسار إلى لبنان ثم سوريا ثم لبنان ثم ذهب إلى مصر متسللا، فى هذه الفترة ترك تونس وكان صحفيا، نقدر نقول فى أوائل 37 هو أقام فى تونس تقريبا من أواخر 32 حتى سنة 37  كانت فترة خصبة جدا.. من يريد أن يتعرف على بيرم الصحفى الحقيقى يبحث فى تلك المرحلة التى تمثل المحطة الثانية.

ويضيف حفيد بيرم: برحيله عن تونس تكون بوادر المحطة الثالثة والأخيرة اتضحت معالمها فعاد إلى مصر، ولما استقر فيها ورجع مجددا يكتب فى الصحافة، وكانت البداية من جريدة المصرى مع محمود أبو الفتح، ثم أخبار اليوم مع مصطفى أمين، لكن بالرغم من ذلك توجد مسألة مهمة جدا أثرت فيه لما نفى إلى فرنسا وهى فكرة القانون.

يتابع : «بيرم هتلاقى فى كل حياته إنه بيتمثل فكرة القانون فى كل شىء، وأنه حتى لما بيستهجن أى شىء أو أى سلوك هتلاقى المسألة أخذت بعدها القانونى، كمان انتبه لأهمية التجمعات النقابية، وظل يناضل منذ وصوله، فى أنه يعمل حاجتين الأولى جمعية المؤلفين والملحنين ودى ليها قصة تانية لأنه كان مسجل نفسه فى باريس فى سنه،والثانية إنشاء نقابة الصحفيين وكان عنده مشكلة فى القيد فى نقابة الصحفيين.. لأنه لا يمتلك المؤهلات فهو ترك الدراسة وهو فى أولى أو تانية ابتدائى وكان عنده مشكلة الجنسية».


ويوضح حفيد بيرم: بيرم كان مصريا أبا وأما وميلادا، ولكن ليست لديه شهادة جنسية، وهذه قصة خارج السياق فالدولة المصرية الحديثة نشأت مع دستور 23 مع الملك فؤاد لم تكن توجد جنسية ..أول قانون للجنسية صدر بعد دستور 23 وطبق فى سنه 27 .. فى ذلك الوقت بيرم كان فى المنفى لما رجع من المنفى كان النحاس باشا رئيس الوزراء ولم يحصل على الجنسية.

يتابع: النحاس باشا ألغى الاتفاقيات والامتيازات الأجنبية فى البروتوكول الخاص بها، وبالتالى أى حد كان عايش فى مصر أيا كان خلال سنة يمكنه الحصول على الجنسية المصرية ويحصل عليها وبيرم مكنش موجود هو جاى بوثيقة سافر بيها».

ويستكمل حفيد بيرم: حصل جدى على الجنسية فى عهد الزعيم جمال عبد الناصر سنة 1954 وكانت بابه من أجل عضوية نقابة الصحفيين، موضحا أنه كان يكتب فى أخبار اليوم والمصرى بالقطعة، وبعد ما تم قيده فى النقابة تم تعيينه سنة 1955 صحافيا بمرتب 40 جنيها فى جريدة الجمهورية وكان رئيس تحريرها آنذاك أنور السادات وظل فيها حتى وفاته يناير 1961.

 



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب