الكنيسة والوطن على قلب رجل واحد فى معركة الكرامة 1973.. كمال زاخر: الأقباط جزء أصيل من الشعب المصري.. الحرب لم تترك مجالا إلا لاسترداد الكرامة.. الكنيسة سبقت بدورها في حرب الاستنزاف.. ولا صوت يعلو فوق صوت الوطن

الإثنين، 06 أكتوبر 2025 06:00 م
الكنيسة والوطن على قلب رجل واحد فى معركة الكرامة 1973.. كمال زاخر: الأقباط جزء أصيل من الشعب المصري.. الحرب لم تترك مجالا إلا لاسترداد الكرامة.. الكنيسة سبقت بدورها في حرب الاستنزاف.. ولا صوت يعلو فوق صوت الوطن حرب أكتوبر

كتبت بتول عصام

تعود ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة لتُعيد للأذهان تلك الأيام التي توحد فيها المصريون على قلب رجل واحد، لم يكن في الوجدان العام آنذاك سوى هدف واحد: استرداد الأرض والكرامة. كانت البيوت والشوارع والجامعات ساحة مفتوحة لروح وطنية صافية، تُذيب كل الفوارق وتُثبت أن الوطن أكبر من أي اختلافات.

لم تكن القضية في تلك الفترة مجرد معركة عسكرية على الجبهة، بل كانت حالة عامة يعيشها المجتمع المصري كله، حيث تحولت المصانع والمدارس والكنائس والمساجد إلى جبهة داخلية صلبة تدعم الجبهة الأمامية. وفي قلب هذا المشهد، لعبت الكنيسة دورًا وطنيًا بارزًا سواء من خلال المساندة الروحية أو المساهمات المادية والمعنوية، ما جعلها شريكًا أصيلًا في صناعة هذا النصر.

وفي تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، استعاد المفكر القبطي كمال زاخر بعضًا من ملامح تلك المرحلة التي عاشها بنفسه، مؤكدًا أن حالة الحرب لم تترك مجالًا لأي قضية أخرى، فكان الأقباط جزءًا أصيلًا من الشعب المصري يحملون نفس الهمّ، وهو استرداد سيناء والكرامة الوطنية.

 

حرب أكتوبر.. لا مجال إلا للكرامة واسترداد الأرض

يقول زاخر: "كانت حالة الحرب أو الاستعداد لها لا تترك مجالًا لأي قضية أخرى، فالأقباط كانوا جزءًا أصيلًا من الشعب المصري، وهمّهم كان استرداد سيناء واسترداد الكرامة، وهو أمر لم يختلف عليه اثنان. كان لنا زملاء على الجبهة من دفعتنا، وكنا نتواصل معهم بخطابات لأن لم تكن هناك وسيلة اتصال أخرى. كانوا متحمسين لليوم الذي تتحرر فيه الأرض. دفعتهم عُرفت باسم دفعة الاستبقاء، إذ لم يُسرَّحوا بعد انتهاء مدتهم الرسمية، بل استمروا حتى اندلاع الحرب، وخرجوا بعدها بسنوات. حينها كان المصريون فعلًا كما يُقال: على قلب رجل واحد".

 

الكنيسة ودورها الوطني قبل وأثناء الحرب

وعن دور الكنيسة قبل وأثناء الحرب، يوضح زاخر أن هذا الدور بدأ منذ حرب الاستنزاف: "الكنيسة كان لها دور مؤثر ربما يتجسد في شخصية الأنبا صموئيل أسقف الخدمات، الذي كان أول من اهتم بالمهاجرين الأقباط في الغرب، فصار حلقة الوصل بين المهجر والوطن. وقد ساهم في جلب تبرعات عينية ومادية غير عادية لمستشفى الهلال الأحمر، الذي كان يتولى علاج مصابي الحرب طوال سنوات الاستنزاف".

ويشير إلى موقف البابا شنودة الثالث عقب انتخابه بطريركًا: "أما البابا شنودة، فعقب انتخابه بطريركًا وقبل أن يستقر في مقره بالقاهرة، قام بزيارة الأديرة المصرية كلها، وفي طريق عودته من أديرة البحر الأحمر حرص على زيارة الجبهة. جلس مع الجنود والضباط، وألقى كلمة مهمة لدعم روحهم الوطنية والاستعداد للحرب، ثم عاد بعدها ليمارس مهام منصبه. لكنها كانت رسالة قوية في توقيتها".

 

وحدة وطنية بلا خلافات

ويستعيد زاخر ملامح الحياة الاجتماعية والسياسية آنذاك بقوله: "حتى حرب 1973 لم يكن هناك وجود للجماعات المتطرفة، ولم يكن في العقل الجمعي للمصريين أي اهتمام إلا بالبلد. كنت طالبًا بجامعة القاهرة وتخرجت عام 1972، والمشهد وقتها يبدو غير معقول إذا رُوي للأجيال الحالية. لم نكن نسأل أحدًا عن دينه أو عقيدته، ولم تكن هذه الأمور مطروحة للنقاش أصلًا. كانت هناك أسر جامعية مسيحية تُجري اجتماعاتها خارج الجامعة أيام الجمعة، وغالبًا في كنيسة قريبة، وقد تأسست معظمها برعاية الأنبا صموئيل. هذا المناخ النقي انعكس على الجبهة الداخلية، فكان حائط صد يحمي الجبهة الأمامية".

 

أقباط في الصفوف الأولى للحرب

ولم يفت زاخر أن يُشير إلى أسماء قبطية بارزة شاركت في صناعة النصر: "من أبرز الأسماء اللواء فؤاد عزيز غالي، قائد الكتيبة التي عبرت القناة وحررت القنطرة شرق وأَسرت جنودًا إسرائيليين. هذا الإنجاز كان دفعة هائلة للجيش، حتى أن الرئيس السادات قرر في تلك اللحظة إسناد قيادة الجيش الثاني الميداني إليه وترقيته لرتبة فريق".

ويضيف: "كذلك العقيد باقي صدقة، صاحب فكرة هدم الساتر الترابي بخراطيم المياه، وهي الفكرة التي بدت مغامرة في البداية، لكنها نجحت في فتح الطريق أمام العبور بأقل خسائر. هذان النموذجان- من قادة الأقباط- يجسدان أن الدم المصري واحد، وأن الجميع كانوا شركاء في صناعة النصر".




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب