الشهيد الحى عبد الجواد سويلم.. أسطورة مصرية خالدة فى قلب الإسماعيلية مدينة البطولة والشهادة.. دمر 16 دبابة و11 مدرعة و2 بلدوزر و2 عربة جيب.. أصر على العودة للجبهة رغم فقد ساقيه وساعده الأيمن وعينه اليمنى.. صور

الإثنين، 06 أكتوبر 2025 02:30 م
الشهيد الحى عبد الجواد سويلم.. أسطورة مصرية خالدة فى قلب الإسماعيلية مدينة البطولة والشهادة.. دمر 16 دبابة و11 مدرعة و2 بلدوزر و2 عربة جيب.. أصر على العودة للجبهة رغم فقد ساقيه وساعده الأيمن وعينه اليمنى.. صور الشهيد الحى مع الزميل صبرى غانم

الإسماعيلية - صبرى غانم

تظل محافظة الإسماعيلية رمزًا خالدًا للمقاومة والتضحية في تاريخ مصر الحديث، إذ قدمت آلاف الشهداء من أبنائها في سبيل تحرير الوطن من الاحتلال البريطاني ثم من المحتل الإسرائيلي، وعلى أرضها دارت معارك فاصلة خلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، لتبقى شاهدًا حيًا على أن أبناءها هم أول من ضحوا وآخر من تراجعوا، ومن بين هؤلاء الأبطال يسطع اسم عبد الجواد مسعد سويلم، الذي لقب بـ "الشهيد الحي" بعدما كتب ملحمة فريدة في الصمود والبطولة.

الميلاد في زمن الاحتلال

وُلد البطل عبدالجواد سويلم  في 26 إبريل 1947 بعزبة أبو عمر التابعة لمركز أبو صوير بمحافظة الإسماعيلية/ نشأ وسط أسرة مصرية بسيطة، كان والده يخدم في قوات السواحل "التي سُمّيت لاحقًا حرس الحدود"، ومنذ طفولته، عاش عبد الجواد أجواء الاحتلال البريطاني، حيث كانت أبو صوير مقرًا لأكبر قاعدة جوية للإنجليز في الشرق الأوسط.

وفي عام 1951، وقعت حادثة غيّرت مسار حياته بالكامل؛ إذ استيقظ على صرخات أهالي قريته بعد أن قتل ضابط بريطاني جاره الشيخ محمد أبو بركات، نجار القرية، رميًا بالرصاص بدعوى تعاونه مع الفدائيين، المشهد البشع ترك أثرًا لا يُمحى في نفس الطفل الصغير، فقرر أن ينتقم لوطنه يومًا ما.
 

الطريق إلى الصاعقة

حين جاء موعد تجنيده، التحق بداية بسلاح الحرس الجمهوري، لكنه لم يكن راضيًا. عرض رغبته على أخيه غير الشقيق، الذي كان ضابطًا بالجيش، وقال له إنه يريد أن يكون في سلاح الصاعقة. وبعد محاولات، تحقق حلمه، ليبدأ تدريبات شاقة وصعبة وصفها بأنها "إعداد للشهادة"، حيث كانت الصاعقة المصرية وقتها مدرسة البطولة والفداء.

بطولات في حرب الاستنزاف

مع اندلاع حرب الاستنزاف في أول يوليو 1967، كان عبد الجواد في الصفوف الأمامية، ينفذ العمليات الخاصة خلف خطوط العدو، نفذ ما يقرب من 18 عملية ناجحة عبر قناة السويس، وتمكن خلالها بمفرده من تدمير 16 دبابة إسرائيلية وتدمير 11 مدرعة وتدمير 2 بلدوزر وتدمير 2 عربة جيب عسكرية وتدمير أتوبيس كامل.

كما شارك مع رفاقه في تدمير 6 طائرات إسرائيلية أثناء هجومهم على مطار المليز، هذه العمليات جعلته واحدًا من أبرز أبطال الصاعقة المصرية في تلك الفترة.

الإصابة التي صنعت أسطورة

خلال إحدى العمليات أصيب عبد الجواد سويلم الشهيد الحى إصابة بالغة جراء قصف بصاروخ إسرائيلي، فقد على إثرها ساقيه الاثنين، وساعده الأيمن، وعينه اليمنى، بالإضافة إلى جرح غائر في الظهر، نقل إلى مستشفى جنوب بورسعيد في حالة خطيرة، ثم إلى مستشفى القوات المسلحة.

وأثناء غيبوبته، دُفنت أطرافه المبتورة في مقابر الشهداء ببورسعيد، وبعد أيام قليلة، زاره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في المستشفى، سأله عبد الناصر عن طلباته، فأجاب وهو ملفوف بالشاش: "عايز أرجع الميدان". عندها التفت الرئيس إلى وزير الدفاع الفريق محمد فوزي وقال عبارته الشهيرة: "ما دامت هذه الروح موجودة سننتصر يا فوزي"، ومنذ ذلك اليوم، حمل عبد الجواد لقب "الشهيد الحي".

العودة إلى الميدان رغم الإعاقة

رغم نسبة العجز التي وصلت إلى 90%، رفض سويلم الخروج من الخدمة العسكرية، وبعد تركيب أطراف صناعية، أصر على العودة للمشاركة في المعارك، وجاءت حرب أكتوبر 1973 ليكتب خلالها ملحمة جديدة، إذ أصبح الجندي الوحيد في العالم الذي يقاتل بهذه الحالة الصحية القاسية، مؤكدًا أن إرادة الجندي المصري لا تعرف المستحيل.

نال البطل عبد الجواد سويلم شرف التكريم من جميع رؤساء مصر على مدار تاريخه، حيث كرمه الرؤساء :"جمال عبد الناصر بمنحه نوط الشجاعة الأول، والسادات بمنحه نوطين للشجاعة، ومبارك بتكريمه في اليوبيل الفضي لنصر أكتوبر 1998 ومنحه ميدالية مقاتلي أكتوبر، والرئيس السيسي في مؤتمر الشباب الثالث بالإسماعيلية عام 2017، في مشهد مؤثر حيث قبّل الرئيس رأسه أمام الجميع تقديرًا لتضحياته"

 

الشهيد الحى عبدالجواد سويلم 1

الشهيد الحى عبدالجواد سويلم 1

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب