أبطال من بورسعيد في ملحمة أكتوبر.. "يسري عمارة" قاهر اللواء المدرع الإسرائيلي.. و"صلاح شاهين" احتفل بعيد ميلاده رافعًا علم مصر على أرض سيناء.. ويؤكدون: النصر تحقق بفضل إيماننا بالله ووحدتنا.. صور

الإثنين، 06 أكتوبر 2025 08:55 م

العميد يسرى عمارة

بورسعيد – محمد عزام

في الذكرى الـ52 لـ انتصارات أكتوبر المجيدة، تعود الذاكرة لتستحضر ملامح الجندي المصري، ذاك المقاتل الذي واجه الموت بصدره وإيمان راسخ لا يتزعزع.

لم يكن السلاح وحده سر النصر، بل كانت الروح المصرية التي لا تعرف المستحيل، والعزيمة التي جعلت من عبور القناة معجزة عسكرية أذهلت العالم، فالجندي المصري في أكتوبر كان صورةً للبسالة والشرف، قاتل بعقيدة الانتصار أو الشهادة، فسطّر بدمائه أغلى فصول الكرامة.

يسري عمارة.. البطل الذي أسر "عساف ياجوري"

العميد يسري عمارة، أحد أبناء بورسعيد، ارتبط اسمه بأحد أعظم إنجازات الحرب بعدما تمكن مع زملائه من أسر "عساف ياجوري" قائد اللواء 190 مدرع الإسرائيلي.

بدأ "عمارة" مسيرته في الكلية الجوية ثم التحق بالكلية الحربية، وشارك في صفوف الكتيبة 961 مشاة، حيث كتب مع زملائه قصة من الشجاعة والفداء.

ويروي البطل أن لحظة اندلاع الحرب لا تُنسى : "مع أول ضربة جوية مصرية دوّى هتاف الجنود "الله أكبر" ليهز الجبهة كلها، ويعلن بداية صفحة جديدة من تاريخ الوطن".

وفي أحد المواقف المفصلية، نفذ تشكيل على هيئة حرف "U" لمحاصرة لواء مدرع إسرائيلي، وأسفرت المواجهة عن تدمير عشرات الدبابات في وقت قصير، وبينما أصيب خلال القتال، لم يتراجع بل استمر في مهمته حتى تحقق النصر.

صلاح شاهين.. عيد ميلاد على جبهة القتال

البطل صلاح شاهين، ابن بورسعيد أيضًا، ارتبطت ذكرياته بحرب أكتوبر ارتباطًا استثنائيًا، إذ جاء يوم ميلاده في قلب المعركة.

يقول: "كان زملائي يمازحونني قائلين: نحتفل بعيد ميلادك في سيناء، ولم أكن أتوقع أن يكون الاحتفال الحقيقي هو برفع علم مصر على أرضها المحررة".

خدم شاهين خمس سنوات في صفوف القوات المسلحة، وتخصص في استخدام صاروخ "مولوتيكا" المضاد للدبابات .

ويستعيد ذكريات اللحظة الحاسمة قائلاً: "مع بداية العبور، انهالت المدفعية المصرية على السواتر الترابية، ثم انطلقنا نصطاد دبابات العدو واحدة تلو الأخرى، حتى أطلق الإسرائيليون علينا لقب "عفاريت عبدالجابر" نسبة إلى قائد كتيبتنا" .

الرسالة إلى شباب اليوم

رغم مرور أكثر من نصف قرن على نصر أكتوبر، إلا أن كلمات الأبطال لا تزال تحمل دروسًا حية للأجيال الجديدة.

يقول يسري عمارة: "النصر تحقق بفضل إيماننا بالله ووحدتنا.. فحافظوا على وطنكم كما حافظنا عليه".

ويضيف صلاح شاهين : "قدمنا دماءنا في سبيل رفعة مصر.. واجبكم أن تحافظوا على ما بُني بعرق وتضحيات رجالها".

هكذا تظل بورسعيد، المدينة التي لم تنكسر يومًا، حاضنةً لقصص الرجال الذين لم يعرفوا المستحيل، لتبقى بطولاتهم نبراسًا للأجيال المتعاقبة في الذكرى الـ52 لأعظم نصر عسكري في تاريخ مصر الحديث.