في واحدة من أنجح خطط التمويه والتأمين في تاريخ الحروب، لجأت القوات المسلحة المصرية إلى استخدام اللغة النوبية كلغة سرية للتواصل بين الوحدات خلال حرب 6 أكتوبر 1973.
وعرض تليفزيون "اليوم السابع" لقطة أرشيفية نادرة من لقاء سابق مع الصول أحمد إدريس، صاحب الشفرة النوبية، والذي وافته المنية في 21 سبتمبر 2021.
وكشف إدريس خلال اللقاء أن اختيار اللغة النوبية كلغة شفرة سرّية في حرب أكتوبر جاءت بقرار من القيادات العسكرية، وذلك بعد تأكدهم من أن هذه اللغة، التي يتحدث بها عدد محدود من أبناء النوبة لا تُكتب، وتمثل حاجزاً طبيعياً منيعا أمام محاولات العدو الإسرائيلي لاختراق الاتصالات أو فك شفراتها.
فقد لعب أبناء النوبة، ممن خدموا في الجيش، دوراً محورياً في هذا التكتيك، إذ تولوا مهام الاتصالات اللاسلكية بين القيادات والوحدات الميدانية، ما ساهم في الحفاظ على سرية التحركات والخطط العسكرية، وأربك أجهزة التنصت الإسرائيلية التي عجزت عن فهم مضمون الرسائل.
لم تكن اللغة النوبية مجرد وسيلة تواصل، بل تحولت إلى سلاح استراتيجي ساهم في تحقيق عنصر المفاجأة الذي كان أحد مفاتيح نصر أكتوبر المجيد.