الانتصار الذى يجمع العرب مع كل ذكرى له ؛ فطيلة 52 عامًا يستذكر المصريون ومعهم جموع الوطن العربى الانتصار الذى ترك بصماته ليس فى المنطقة فقط بل العالم الذى يقف مندهشًا حتى الآن من عبقرية الجيش المصرى وقوة عزيمته التى لا يمكن لأحد أن يقهرها.
يشارك العرب المصريين فرحتهم بهذه الذكرى الخالدة ؛ مؤكدين أنه فرحة وفخر كل العرب.
وفى هذا السياق؛ هنأ الرؤساء والملوك العرب مصر قيادة وحكومة وشعبا بهذه المناسبة ؛ وفى هذا السياق هنأ سلطان عُمان الرئيس السيسى وبعث السلطان هيثم بن طارق، برقية تهنئة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، معربا عن أطيب التهاني والتبريكات للرئيس والشعب المصرى بهذه المناسبة المجيدة.
كما بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان برقية تهنئة، للرئيس عبدالفتاح السيسي ، بمناسبة ذكرى يوم العبور معربا عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بمزيد من التقدم والازدهار لمصر.
وفى السياق نفسه، أكد سفير دولة الكويت بالقاهرة غانم صقر الغانم؛ أن هذه الذكرى تحظى بمكانة خاصة لدى كل أبناء الكويت الذين ينظرون إليها كحدث كبير يجسد معانى العزة والكرامة والقدرة على دحر العدوان وتحقيق النصر على العدو رغم كافة العقبات والدعم غير المحدود الذى توفر له.
وهنأ الغانم مصر قيادة وحكومة وشعباً بالذكرى الثانية والخمسين لـ انتصارات حرب أكتوبر المجيدة.
وأضاف السفير الكويتى أن الكويتيين شاركوا فى النصر جنبا إلى جنب مع أشقائهم على الجبهتين المصرية والسورية ولم تتردد الكويت بإرسال لواء اليرموك وقوة الجهراء للمشاركة إلى جانب اشقائهم للدفاع عن التراب العربى حيث استشهد منهم العشرات الذين ارتقوا دفاعا عن الأرض العربية وسجلت دمائهم الطاهرة تضحياتهم وبطولاتهم بحروف من نور ولا تزال إشعاعاتها تضيء قلوب الشباب الكويتى بآيات الفخر والعزة حتى اليوم.
وأكد السفير الغانم أن الجيش المصرى الباسل أظهر كفاءة نادرة وتغلب على الخلل فى موازين القوى مع العدو بمزيج من الإرادة الصلبة والعزيمة المتوثبة والتخطيط المدروس مستندا على تراث عريق من البطولة والنصر على مدار التاريخ ومطمئنا إلى الوقفة الشجاعة من جانب الأشقاء فى الوطن العربى وفى المقدمة الكويت التى لم يقتصر دورها على الإمداد العسكرى بالرجال والعتاد بل واصلت التزامها القومى مدفوعة بروحها العروبية الأصيلة فنشطت فى الحرب على كافة الجبهات السياسية والاقتصادية وشاركت بدأب شديد فى قرار حظر تصدير النفط إلى الدول المنحازة ضد حقوق العرب ما شكل نقطة فارقة فى مسار المعركة أسهمت فى تغيير قناعات العديد من الأطراف الدولية تجاه الصراع فى المنطقة.
وأوضح الغانم أن مشهد التضامن العربى إبان معركة اكتوبر. المجيدة استطاع الرد على كل الإخفاقات العربية السابقة بنصر ساحق اقر به العدو قبل الصديق ما أعاد العزة والكرامة للأمة العربية واجبر العالم على احترام الحقوق العربية والإيمان بقدرة العرب على خوض غمار المعارك الحديثة وانتزاع الانتصار باقل الإمكانيات وان نزوعهم إلى السلام والتعايش المشترك لا ينبع من ضعف بل من نزوع حقيقى تدعو اليه قيمنا القومية والدينية لقبول الآخر بشرط أن يبادلنا القبول والتعاون.
وأشار سفير الكويت إلى أن استحضار روح انتصارات أكتوبر العظيمة وإبراز مكانتها العالية فى الوجدان والتغنى بنتائجها أمر ضرورى ومطلوب فى ظل الأوقات الصعبة التى تشهدها الأمة العربية والجروح النازفة التى أصابت أشقاء أبرياء فى فلسطين المحتلة من جراء عدوان جائر أقدم عليه عدو متغطرس يسعى لفرض إرادته بقوة الحديد والنار دون أن يخفى سعيه إلى إعادة رسم خريطة المنطقة وابتلاع المزيد من الأرض العربية استنادا على مفاهيم عفا عليها الزمن، مؤكدا أن الرد القوى على هذا النهج يتمثل فيما دعا إليه الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت وأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسى من إظهار روح التضامن والوقوف كالبنيان المرصوص فى مواجهة المخاطر الراهنة.
ونوه الغانم إلى أن هذه الذكرى العطرة التى تتردد أصداؤها فى كل ارجاء الوطن العربى تعد مناسبة للتأكيد على استمرار التزام الكويت بالعمل المشترك فى تعزيز علاقاتها مع الشقيقة مصر التى تتسم بالخصوصية والتميز والنمو المتسارع مؤكدا أن الفترة المقبلة سوف تشهد المزيد من صور التعاون الأخوى بما يتناسب مع التاريخ المشترك للبلدين الشقيقين والحافل بذكريات ومحطات مشرقة على كافة الأصعدة.
انتصار محفور بالوجدان..
ومن جانبها أعربت السفيرة فوزية بنت عبد الله زينل، سفيرة مملكة البحرين لدى مصر المندوبة الدائمة لدى جامعة الدول العربية، عن تهانيها لجمهورية مصر العربية، قيادةً وحكومةً وشعبًا، بمناسبة احتفالات الذكرى الثانية والخمسين لانتصار السادس من أكتوبر المجيد عام 1973.
وأشادت بالعلاقات الأخوية التى تربط مصر ومملكة البحرين واصفة إياها بالعلاقات راسخة الضاربة بجذورها في عمق التاريخ، مشيرة إلى أن هذه العلاقات بلغت مرحلة الشراكة الاستراتيجية بفضل الرؤية الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي والملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، وما يجمعهما من حرص مشترك على تعزيز التعاون الثنائي وخدمة القضايا العربية؛ مؤكدة أن العلاقات المصرية البحرينية تمثل نموذجًا رائدًا في قوة التضامن العربي ووحدة الصف، معربة عن اعتزازها بما تشهده هذه العلاقات من تطور مستمر يترجم عمق الروابط الأخوية ووحدة المصير المشترك بين الشعبين الشقيقين.
وأكدت، أن العلاقات الأخوية والوثيقة بين البلدين الشقيقين تشهد دعمًا ورعاية متواصلة من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء و الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالبحرين ، بما يسهم في دفع مسيرة التعاون بين المنامة والقاهرة إلى آفاق أرحب من التنسيق والتكامل في مختلف المجالات.
وفى هذا السياق أيضا قال سعد الرميحي رئيس مركز قطر للصحافة ؛ ل"اليوم السابع "؛ إن يوم نصر أكتوبر بمثابة انتصار للإرادة العربية؛ فى أشرف معركة أمام العدو الصهيوني.
إن ملحمة أكتوبر محفورة في ذاكرتي وذاكرة كل عربى وذاكرة الجيل الذي عرف وعاش تلك اللحظات الخالدة وفي رمضان المبارك ؛ والتي أثبتت للعالم عبقرية إدارة المعركة في الزمان والوقت المناسب وفي غفلة من العدو ؛ والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار وعاشت امتنا العربية .
وفى سرده لذكرياته لتلك الفترة ؛ كنت صغير السن لم يتجاوز عمري 16 سنة ، عندما قرأت الخبر على صدر صحيفة News of the World الإنجليزية وأنا في لندن صباح يوم الأحد 7 أكتوبر 1973 وهالني الخبر وأنا أطالعه والصحيفة في يد مسن إنجليزي كان يجلس في أحد المقاهي.
ويستطرد الرميحي في حديثه قائلًا: فطلبت من ذلك الرجل أن أستعير الصحيفة لثواني وأنا غير مصدق ما أقرأه ، وعندما رأي الدموع في عيني قال لي نصا:"الخبر صحيح إن المصريين أقتحموا قناة السويس ظهر أمس وحطموا حصن بارليف ، هم الآن في سيناء ".
خرجت من المقهى تغمرني مشاعر الفخر ممزوجة بالفرحة وجعلتني كأنى أحلق لعنان السماء ؛ لقد
حفرت حرب أكتوبر في ذاكرتي منذ ذلك اليوم وان أنسى يوما كل المشاعر المرتبطة بتلك الذكرى الغالية.
إزالة خط بارليف..
وفى الإطار نفسه ؛ قال الأكاديمي والمحلل السياسي الكويتي الدكتور عايد المناع ؛ ل"اليوم السابع "؛ إن نصر أكتوبر يعد من أهم انتصارات العرب فى العصر الحديث وعبور خط بارليف الذى كان يتصور البعض أنه لا يهزم ، لكن القوات المصرية الباسلة استطاعت أن تهدمه .
وقد ساند العرب بقيادة الملك فيصل وقتذاك الجيش في هذه المعركة حيث قطعوا امتدادات النفط عن الدول التى ساندت العدوان؛ فكانت المعركة خير دليل على أن العرب إذا اتحدوا فإنهم يستطيعون تحقيق ما لا يتصوره الكثيرون وأكدت أن هزيمة إسرائيل ليست مستحيلة ؛ ففى معركة أكتوبر استطاعت الإرادة السياسية تحقيق إنجاز تاريخى وهرولت أمريكا الداعم الأكبر للعدو الإسرائيلي بإرسال وزير خارجيتها وقتذاك هنرى كسنجر للتفاوض لوقف إطلاق النار، وهذه المناسبة تدفعنا لإعادة التفكير في تحالف العرب والتفكير والتعاون حتى نصل إلى خير أمتنا العربية والإسلامية .