أكتوبر.. نصر العزيمة على الهزيمة

في ذكرى حرب أكتوبر المجيدة، نستعيد بعيون القلب وروح الإيمان ملحمة العزة والكرامة التي سطرها جنود مصر وتلاحم شعبها، كانت تلك اللحظة التي قُلبت فيها موازين التاريخ، حينما تحولت الهزيمة إلى نصر، والألم إلى أمل، والمحنة إلى محنة جديدة تقوي العزائم وتشد الأواصر.

لم تكن حرب أكتوبر مجرد معركة على الأرض، بل كانت روحًا تتجدد في نفوس المصريين، قوة استمدت من وحدة الشعب وتلاحم الجيش، حيث اندمج الجميع في بوتقة واحدة من الإصرار والعزيمة التي لا تلين، هناك، في أرض الكرامة، تعلمنا أن العزيمة أقوى من الهزيمة، وأنّ النصر الحقيقي يولد من رحم المحن.

لم يكن الألم سوى بوابة للأمل، ولم تكن المحنة سوى درس للمثابرة، في كل خطوة على طريق النصر، كانت هناك قصة كفاح لا تنتهي، وقصة شعب يؤمن بأن المستحيل هو مجرد كلمة تُحطمها الإرادة. وهكذا، أصبح أكتوبر رمزًا للعبور، ليس فقط على صعيد المعارك، بل على مستوى كل تحدٍ يواجه الوطن.

واليوم، ونحن نستحضر روح أكتوبر، ندرك أن العبور الحقيقي يكمن في البناء والتعمير والعمل الدؤوب، إنها دعوة لاستعادة تلك الروح التي أثبتت أن الشعب قادر على تجاوز أصعب الظروف وأن يقيم صروحًا من الأمل فوق أنقاض المحن، روح أكتوبر ليست ذكرى تقف عند حدود الزمن، بل هي منارة تدعونا إلى العبور بحياتنا إلى الأفضل، بالجهد والعمل والتجديد.

في هذا العهد الجديد، علينا أن نحول ألم الماضي إلى أمل حقيقي، ومحن الأمس إلى إنجازات اليوم، لنصنع معًا مصر التي تستحقها أجيالنا القادمة، ففي وحدة العزيمة وصدق العمل تكمن قوة الشعب، ومن خلالها فقط نعيد بناء وطننا على أسس متينة من الأمل والنجاح.