أحد أسباب كتابة مذكرات سياسية هو الاستمرار في الترويج للحملات الانتخابية، سواءً لانتخابات مستقبلية أو كعادة مستمرة فضلا عن سبب آخر وهو ببساطة سرد قصة جيدة مليئة بالتشويق والإثارة، غنية بالتفاصيل الحصرية، وعميقة البصيرة ويبدو أن كتاب "107 أيام"، مذكرات نائبة الرئيس السابقة، كامالا هاريس، عن حملتها الرئاسية المقتضبة، ينبع من هاتين الرغبتين.
الكتاب يجمع بين تحليل ذكي وصور توضيحية وفي فصوله، وفيه تكتب ابنة أوكلاند، التي نشأت في بيركلي، بكلمات لا يستخدمها أي إنسان عادي، عن "شغفها بالمشاريع الصغيرة"، وفي فصول أخرى، تُعوّض عن ذلك بأمر حقيقي، مثل عندما قدّم لها فريقها رقائق البطاطس أثناء التحضير لمناظرتها مع الرئيس السابق آنذاك دونالد ترامب، فشعرت وكأنها "تُقدّم لها مكافأة صغيرة".
لكن هذه المذكرات، التي تُخصّص فصلاً قصيراً لكل يوم من لحظة إعلان الرئيس السابق جو بايدن انسحابه من سباق 2024 وحتى يوم الانتخابات، تُفيد في أغراض أخرى عديدة أيضاً حيث يساعد على فهم كيفية تقبل هاريس خسارة الانتخابات وما عانته الولايات المتحدة منذ ذلك الحين.
كتاب "107 أيام" يُساعد على تسليط الضوء على شخصية هاريس من خلال الكشف عما تراه آمنًا أو مُفيدًا للكشف عنه فهو يلقى الضوء على طبيعتها الداخلية وميولها وطريقة تفكيرها.
تكشف كامالا هاريس فى كتابها أنها استاءت من نائب الرئيس دوغ إمهوف لعدم تخطيطه لشيء مميز بمناسبة عيد ميلادها خلال الحملة، رغم أنه كان يروج لها منذ أشهر ويهدف هذا الفصل إلى إظهار تأثير الإرهاق، على الحملة الرئاسية الاتخابية سواء فى مرحلة جو بايدن أو فى مرحلة كامالا هاريس فى المعركة التى انتهت بخسارة الحزب الديمقراطي ونهاية حلم كامالا هاريس وجو بايدن.