استمرت الأوضاع الإنسانية في الفاشر السودانية في التفاقم مما أثر بشكل كبير على وصول المساعدات للنازحين في المناطق المحيطة والذي وصل عددهم في مدينة طويله خلال أيام إلي 600 ألف نازح.
منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان دينيس براون دعت بشدة إلى وقف الحرب والسماح للأمم المتحدة بالوصول إلى المتأثرين منها ولا سيما في مدينة الفاشر المحاصرة، مشيرة إلى أن طويلة يقيم بها حاليا 600 ألف نازح، فرّ معظمهم من الفاشر والمناطق المجاورة لها، ومن الخرطوم في بداية الحرب في أبريل 2023. جاء ذلك خلال تواجدها بمنطقة طويلة في شمال دارفور
وحول صعوبة الوصول الإنساني قالت دينيس براون منسقة الشؤون الإنسانية إن عدد المحتاجين في السودان الذي توازي مساحته فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا مجتمعة يبلغ أكثر من 30 مليون شخص بينما يبلغ إجمالي عدد النازحين داخل البلاد أكثر من 10 ملايين نازح.
وأكدت المسؤولة الأممية مدى صعوبة الوصول إلى طويلة التي تبعد حوالي 50 كيلومترا عن مدينة الفاشر المحاصرة مؤكدة أن الفريق اضطر مرارا لتغيير مساره بسبب كثرة خطوط الجبهات داخل السودان، مما يجعل الوصول صعبا للغاية لافته الي أن الوصول استغرق إلى طويلة خمسة أيام و 5000 كيلومتر، عبر ثلاث دول، وثلاث طائرات مختلفة، وثلاثة أيام من القيادة".
ولفتت المسؤولة الأممية إلى أن الناس ما زالوا يفرون من الفاشر، مسلطة الضوء على قصص نساء من الفاشر وصلن إلى طويلة هربا من العنف وقد قُتل أزواجهن وأطفالهن مشددة علي ضرورة الوصول إلى الناس في الفاشر، مؤكدة: لا يمكننا إرسال الشاحنات التي هي جاهزة للانطلاق، ولا الأفراد الذين هم جاهزون للانطلاق، بسبب عدم وجود هذا الضمان. لقد فقدنا بالفعل أكثر من 120 من عمال الإغاثة الإنسانية منذ بداية الحرب".
وأشارت المسؤولة الأممية إلي تفاقم سوء التغذية بسبب ان سلاسل الإمداد معطلة لصعوية الطرق وأن الإمدادات محدودة في السوق وأسعار المواد الغذائية ترتفع بشكل جنوني، والحصول على المياه النظيفة محدود، والصرف الصحي سيء للغاية قائلة: لدينا وباء الكوليرا وحمى الضنك
وفي تقريره الأخير أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلقه العميق إزاء تدهور الأوضاع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور المحاصَرة، ومخيم أبو شوك المجاور، حيث أكدت التقارير وفاة عشرات الأطفال دون سن الخامسة، بالإضافة إلى العديد من كبار السن، بسبب الجوع والمرض خلال الأربعين يوما الماضية.