الثقافة تحارب بأقوى أسلحتها قبل وبعد 1973.. خطة الوعى انطلقت من حرب الاستنزاف.. وسلسلة كتب تشرح كيف تستعد "لحماية الوطن".. ونشاط بارز لمعرض القاهرة الدولى للكتاب.. وفتح المسارح بالمجان

الأحد، 05 أكتوبر 2025 03:00 م
الثقافة تحارب بأقوى أسلحتها قبل وبعد 1973.. خطة الوعى انطلقت من حرب الاستنزاف.. وسلسلة كتب تشرح كيف تستعد "لحماية الوطن".. ونشاط بارز لمعرض القاهرة الدولى للكتاب.. وفتح المسارح بالمجان وزارة الثقافة

كتبت بسنت جميل

حكاية وثيقة نادرة تكشف مقترحات يوسف السباعى للاحتفاء بالنصر العظيم أبرزها إنشاء متحف لسيناء يضم آثار حقيقية للمعركة.. وإعداد دائرة معارف مصورة للأطفال تضم أمجاد الجيش المصرى

بينما تحتفل وزارة الثقافة بذكرى انتصار حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، من خلال باقة من الفعاليات والأنشطة التى تنظمها عبر مختلف قطاعاتها وهيئاتها حاليا، تبرز أهمية التوقف عند الدور الذى قامت به الوزارة قبل الحرب وبعدها، وما قدمته من جهود ملموسة فى تعزيز روح الانتماء الوطنى وترسيخ الهوية الثقافية لدى أبناء الشعب المصري. من هنا، كان من الضرورى الرجوع إلى الكاتب محمد سيد ريان، الذى سبق أن قدم كتابه "الثقافة سنة 1973: سيرة شعبية لحرب أكتوبر"، للتمعُن أكثر فى دور وزارة الثقافة خلال تلك الحقبة المهمة.

الثقافة سنة 1973
الثقافة سنة 1973

ففى أعقاب الهزيمة عام 1967 لم تقف الوزارة مكتوفة الأيدى والفكر فى تلك الفترة، فبدأت خطة لمحاولة تقريب وجهات النظر بين أصحاب السلاح وأصحاب القلم، ولتوضيح ما يجرى على أرض الجبهة وما يجرى فى العاصمة، ولتخفيف وقع النكسة وتبعاتها على المثقفين وأصحاب الرأى.

"السينما والمسرح والفنون الشعبية".. أسلحة الوزارة

فى هذا الوقت قامت الوزارة بمراجعة برامجها المقدمة للجمهور سواء فيما يخص السينما والمسرح والفنون الشعبية، لتتناسب مع طبيعة المرحلة ولتدعيم الجبهة الداخلية. وعلى صعيد النشر قامت الوزارة ممثلة فى دار الكاتب العربى - الهيئة العامة للكتاب فيما بعد بنشر مجموعة من الكتب عن المعركة وأصدرت سلسلة هامة أسمها " استعد لحماية الوطن" وصدر منها مجموعة عناوين مميزة وهى "الدفاع عن المنازل" و"الدفاع عن المدن والقرى"، و"الدفاع عن المصانع" وكانت تباع وقتها بـ 3 قروش.

الدفاع عن المنازل
الدفاع عن المنازل

الدفاع عن المدن
الدفاع عن المدن

معرض القاهرة الدولى للكتاب بدورته الأولى

كان وزير الثقافة فى تلك الفترة "1967 - 1970" هو الدكتور ثروت عكاشة وكانت فترة إنجاز على المستوى الثقافى ولم تتوقف أدوار القوى الناعمة المصرية، ففى عام 1969 وبعد النكسة بعامين وبالتحديد يوم 22 يناير، تم افتتاح معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الأولى بأرض الجزيرة.

بعد افتتاح معرض الكتاب الأول، تم إعلان أول سياسة ثقافية، ويعتبر البيان الذى ألقاه وزير الثقافة وقتها الدكتور ثروت عكاشة أمام لجنة الخدمات بمجلس الأمة، ونشره بعد ذلك فى مطبعة دار الكتب تحت عنوان "السياسة الثقافية"، بمثابة استراتيجية كاملة فى كل فروع الثقافة "الكتاب - الفنون التشكيلية - السينما - المسرح - الموسيقى - ثقافة الطفل - الآثار - المكتبات والوثائق - الترجمة".

هيئة المسرح
هيئة المسرح

فى توقيت مهم يوسف السباعى وزيرا الثقافة

حاول يوسف السباعى التوفيق بين عهدى الرئيسين جمال عبدالناصر وأنور السادات، رغم أن لكل منهما سياسته وأفكاره وخططه، وأطلق الأديب الكبير توفيق الحكيم عليه لقب "رائد الأمن الثقافى"، وكتب يوسف السباعى فى مجلة الثقافة الصادرة عن الوزارة، 3 مقالات تعبر عن فكره ورؤيته الثقافية فجاءت الأولى تحت عنوان "العمل الثقافى بين التصور والتطبيق"، وتتمثل إشكالية التنفيذ من خلال المنتجون الذى يعتقدون أن دور الوزارة هو فقط النشر، بينما الوزارة تواجه قيودا، على الرغم أن الثقافة غذاء روحى ومعنوى، وهى ضرورة مثل الغذاء المادى.

الرئيس الراحل أنور السادات
الرئيس الراحل أنور السادات

وبعد 6 أكتوبر، وضحت ضرورة وجود التعبئة المعنوية والفكرية، وأيضا خطة متكاملة فى مجالات: الكتاب، المسرح، السينما، الدمج بين النشر العاجل والمتأنى، والتركيز على إبراز أمجاد الأمة، وتسلط الضوء على الأطراف الثلاثة للعمل الثقافى وهم المنتجون: المفكرون والأدباء والفنانون، والمتلقى: الجماهير، والوزارة: ليست صاحبة العطاء، بل الوسيط.

وفى مقال ثان تحت عنوان "الثقافة بين 23 يوليو و6 أكتوبر" قال: اليومان يمثلان مصدر إلهام دائم فى الثقافة المصرية والعربية، كما أن الثورة أسهمت فى تطور الثقافة بإنشاء مؤسستين: المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية.

وتمثلت ركائز وزارة الثقافة بعد 6 أكتوبر فى التنمية الاجتماعية وبناء الإنسان، وإثراء الوجدان بالقيم والتقاليد الأصيلة، محو الأمية الثقافية وبناء المواطن المستنير، إشاعة التفاؤل والحرية.

وفى المقال الثالث كتب "مسؤولية العمل الثقافى بعد 6 أكتوبر" حيث إن الثقافة الأصيلة تبنى الإنسان القادر على ممارسة دوره الحضارى، ويجب أن تنفتح على التراث الإنسانى دون فقدان الأصالة. ووسائل تحقيق ذلك من خلال توفير الكتاب والمجلة الجيدة ودعم المسرح الرفيع، وإنتاج أفلام سينمائية ممتازة، إتاحة الاطلاع على الحضارة عبر المتاحف.

"وثيقة نادرة"

 لمقترحات "الثقافة" بعد حرب أكتوبر

قال الكاتب محمد سيد ريان، منذ عدة سنوات تم الكشف عن وثيقة مهمة من وثائق حرب أكتوبر تخص وزارة الثقافة فى تلك الفترة، وتضم الوثيقة مقترحات الوزارة بعد قرار تشكيل "لجنة تسجيل بطولات المعركة فى الجبهة المصرية"، والتى بدأت أعمالها فى أعقاب الحرب مباشرة وانتهت فى مايو 1974، والحقيقة أنه رغم أن بعض تلك المقترحات قد تم تنفيذها فى سنوات تالية للحرب، ولكن يظل بعضها صالحا للتنفيذ رغم مرور كل هذه السنوات، ومن أبرز المقترحات:
اعتبار 6 أكتوبر عيدا قوميّا يسمى العيد القومى للتحرير وإقامة نصب تذكارى للجندى المصرى فى ميدان رئيسى فى عاصمة كل محافظة يسمى ميدان 6 أكتوبر، وإنشاء متحف لسيناء يضم آثارا حقيقية للمعركة إلى جانب النواحى الفنية التى تسجل أفعال البطولات.

بيان وزارة الثقافة
بيان وزارة الثقافة

إقامة مهرجان سنوى لمدة أسبوع تشارك فيه الفنون جميعا، ويقام فى سيناء بعد تعميرها، وأن يطلق على هذا المهرجان اسم مهرجان سيناء.

إعداد دائرة معارف مصورة للأطفال تضم أمجاد الجيش المصرى والبطولات البارزة لأبناء الشعب، وإعداد الكتب التسجيلية عن حرب 6 أكتوبر منذ بدء الأعداد بعد النكسة ومراحلها التى تتمثل فى الصمود والاستنزاف والتدريب والإعداد والتخطيط للمعركة نفسها.

إنتاج أفلام تسجيلية وروايات بشكل ملحوظ، بحيث يكون نسيج الفيلم تسجيليا والأشخاص أبطال قصة، وتسجيل الفكاهة والنوادر التى وقعت خلال المعركة عن طريق عمل مسابقات فيها بين فنانى الكاريكاتير، وإقامة المعارض الفنية التى تضم أعمال الفنانين المستوحاة من هذه المعارك التاريخية.

وزارة الثقافة
وزارة الثقافة

• أما آخر وأهم التوصيات التى وردت بتلك الوثيقة الهامة من وجهة نظري، فهى أنه لا يسمح بابتذال 6 أكتوبر ولا يطلق هذا الاسم إلا على معالم ذات قيمة.

فتح المسارح بالمجان

وزارة الثقافة، فى تلك الفترة قررت يوم 11 أكتوبر 1973 فتح المسارح مجانا للجمهور، وانطلق شعار "المسرح يشارك فى المعركة"، ومن أشهر المسرحيات التى تم عرضها "أقوى من الزمن" من بطولة برلنتى عبدالحميد وعبدالرحمن أبوزهرة وصلاح قابيل، تأليف يوسف السباعى ومن إخراج نبيل الألفى، و"العمر لحظة" على المسرح القومى، كما انطلقت برامج غنائية وأبرزها "مدد مدد مدد مدد.. شدى حيلك يا بلد" و"بسم الله" فى كل المسارح ومراكز الثقافة الجماهيرية، بالإضافة إلى تقديم عروض لفرقة رضا والفرقة القومية للفنون الشعبية.

أقوى من الزمن
أقوى من الزمن



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب