كولومبيا تستعد لمظاهرات واسعة دعما لفلسطين فى الذكرى الثانية لحرب غزة

أعلنت منظمات مدنية ونقابية في كولومبيا، بينها جبهة العمل من أجل فلسطين  والمجتمع الفلسطيني في كولومبيا و اتحاد المعلمين الكولومبيين (Fecode)، عن تنظيم يوم وطني للتضامن مع الشعب الفلسطيني في السابع من أكتوبر الجاري، بمناسبة مرور عامين على اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأشارت صحيفة انفوباى الأرجنتينية إلى أنه من المقرر أن تشهد العاصمة بوجوتا فعاليات رمزية  ومسيرات حاشدة تبدأ بوقفة احتجاجية أمام سفارة الولايات المتحدة عند الثانية ظهرا تليها مسيرة مركزية نحو ساحة بوليفار، وتختتم بوقفة بالشموع تخليدا لذكرى ضحايا العدوان على غزة، حيث قال المنظمون إن "كل شمعة ستكون رسالة تضامن وذكرى لكل فلسطيني قُتل في هذه الحرب".

وتأتي الدعوة وسط تصاعد الغضب الشعبي في كولومبيا إزاء ما تصفه الأمم المتحدة بأنه "إبادة جماعية"  ضد الفلسطينيين، بعد مقتل أكثر من 65 ألف شخص وإصابة مئات الآلاف، وفق تقديرات وزارة الصحة في غزة. وقال البيان الصادر عن المنظمين إن "العالم يشاهد منذ عامين مأساة إنسانية مروعة في غزة؛ أكثر من 100 ألف قتيل ومئات الآلاف من الجرحى والمشردين، فيما يعيش أكثر من مليوني إنسان تحت الحصار والجوع".

وأشار البيان إلى أن هذه التحركات تأتي في إطار موجة تضامن دولية شهدتها مدن كبرى مثل سيدني، باريس، بروكسل، نيويورك وبيلباو، حيث تحولت الأعلام الفلسطينية إلى رمز للمقاومة والحرية في مختلف أنحاء العالم.

وفي المقابل، تشهد كولومبيا توترًا بعد أعمال شغب وعنف وقعت مطلع أكتوبر أمام مقر اتحاد الصناعيين الكولومبيين (ANDI) في بوجوتا، حيث اتهم ناشطون الاتحاد بعلاقات اقتصادية مع إسرائيل، ما أدى إلى تخريب واجهة المبنى وتدخل قوات الأمن. كما شهدت مدن ميديلين وكالي احتجاجات مماثلة انتهت بمواجهات محدودة.

وأدان رئيس الاتحاد، بروس ماكماستر، تلك الأحداث واعتبرها "هجومًا غير مقبول على مؤسسة تمثل ركيزة الاقتصاد الوطني"، فيما أصدرت اتحاد المزارعين الوطني وتحالف النقابات الكولومبية (Aliadas) بيانات استنكار طالبت فيها بـ"نبذ العنف واختيار السبل السلمية للتعبير عن المواقف السياسية".

ورغم الجدل، يؤكد منظمو مظاهرات السابع من أكتوبر أن تحركاتهم ستكون سلمية ورمزية، وأن هدفها "إيصال صوت الشعب الكولومبي إلى العالم" في وقت تتواصل فيه الحرب على غزة وتتعاظم الكارثة الإنسانية هناك.
وتُعد هذه المظاهرات المرتقبة من أبرز التحركات التضامنية في أمريكا اللاتينية مع فلسطين، حيث تتزامن مع الذكرى الثانية للحرب وتكشف عن التحول المتزايد في مواقف الشارع الكولومبي المؤيد لوقف الدعم الدولي لإسرائيل.