الفيضانات تغرق قرى بالسودان بسبب إجراءات مدمرة اتخذتها إثيوبيا.. فرار 500 أسرة من منازلهم.. وزارة الرى تعلن حالة الطوارئ القصوى بعد تعرض حياة المواطنين للخطر.. وتحذير للسودانيين في المناطق المحاذية للنيل

السبت، 04 أكتوبر 2025 10:00 م
الفيضانات تغرق قرى بالسودان بسبب إجراءات مدمرة اتخذتها إثيوبيا.. فرار 500 أسرة من منازلهم.. وزارة الرى تعلن حالة الطوارئ القصوى بعد تعرض حياة المواطنين للخطر.. وتحذير للسودانيين في المناطق المحاذية للنيل فيضانات السودان

إيمان حنا

غمرت الفيضانات قرى بأكملها في السودان وألحقت خسائر فادحة بالأراضي الزراعية والمنشآت والمنازل، في واحدة من الكوارث الجسام التي يواجهها البلد الذى خرج لتوه من أتون حرب لا تزال آثارها ممتدة.

وشهدت عدة ولايات سودانية موجة فيضانات عارمة اجتاحت الأحياء السكنية والأراضي الزراعية في إقليم النيل الأزرق وولايات سنار والجزيرة والخرطوم ونهر النيل والشمالية، وتسببت في أضرار جسيمة، وسط تحذيرات من استمرار ارتفاع المناسيب خلال الأيام المقبلة، ما يهدد بمزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات، بعد إجراءات مدمرة اتخذتها إثيوبيا منها فتح بوابات سد النهضة الإثيوبي، وهو ما أدى إلى مشاهد كارثية من غرق قرى بأكملها وتدمير منازل وأراضٍ زراعية واسعة.

وتكشف الممارسات الأثيوبية زيف الادعاءات المتكررة بعدم الإضرار بالغير، ولا تعدو كونها استغلالاً سياسياً للمياه على حساب الأرواح والأمن الإقليمي.

ويعيش سكان جنوب الخرطوم بالمناطق المحاذية للنيل مأساة كبيرة؛ نتيجة الفيضان الذي اجتاح أجزاء واسعة من المنطقة، متسببا في تدمير عدد من المنازل وتشريد الأسر، وتشير التقارير الأولية إلى الأضرار الضخمة التي لحقت بالبنية السكنية، في ظل عدم القدرة على توفير الإغاثات العاجلة المطلوبة في مثل هذه الحالات ، مما فاقم معاناة الأهالي الذين باتوا في حاجة ماسة إلى مساعدات إغاثية عاجلة.

 ويواجه المواطنين الذين شردتهم الفيضانات المفاجئة في قرى شمال مدينة الخرطوم بحري، ظروفا إنسانية صعبة؛ حيث يعانى المتضررون من عدم توفر مواد الإيواء ومياه الشرب وخدمة الكهرباء، والمعدات الواقية من الحشرات الناقلة للأمراض، خصوصا البعوض.

الفيضانات التي اجتاحت أراضى السودان منذ أيام ؛ بسبب تداعيات التدفق المفاجئ للمياه من سد النهضة الإثيوبي، أثقلت كاهل الشعب المنكوب وسط مخاوف من تفاقم الخسائر وحدوث اضطرابات اقتصادية واجتماعية، في ظل تأزم الأوضاع المعيشية للمواطنين، فيما أعلنت وزارة الري والموارد المائية بالسودان، حالة الطوارئ القصوى بعد تسجيل ارتفاع قياسي في مناسيب نهر النيل نتيجة تدفقات غير مسبوقة من سد النهضة الإثيوبي، وأصدرت السلطات السودانية إنذارا أحمر يشمل عدة ولايات على امتداد الشريط النيلي، وسط تحذيرات من فيضانات مدمرة تغرق المنازل والأراضي الزراعية، وتعرض حياة آلاف المواطنين للخطر في ظل تحذيرات من كارثة بيئية وإنسانية وتهديد واسع النطاق.
ووجهت غرف الطوارئ في السودان تحذيرا ونداءً عاجلاً للمواطنين من خطر حقيقي يواجه المناطق المحاذية للنيل بعدما اجتاحت المياه جميع الحواجز وأغرقت المنازل السكنية وسط تزايد مطرد في منسوب النيل.

وفق بيانات حكومية فهناك ثلاث ولايات تأثرت بالفيضانات هى الجزيرة، الشمالية، والنيل الأبيض، بأكثر من 1876 شخصاً، مع توقعات بزيادة هذه الأعداد. وأجلى الدفاع المدني السوداني أكثر من 500 أسرة من بلدة ود مدني شمال العاصمة الخرطوم بعد اجتياح الفيضانات البلدة.

وتفقد إن كمال عوض الكريم، المدير التنفيذي لمحلية الخرطوم بالإنابة، عددا من مناطق الهشاشة على ضفتي النيلين الأبيض والأزرق شملت الرميلة، والعزوزاب، ودعجيب وتوتي" وفق وكالة الأنباء السودانية (سونا).

مخاطر سد النهضة..


وحذر خبراء سودانيون من المخاطر المباشرة لاستمرار تشغيل سد النهضة الإثيوبي على السودان، وأصدرت الإدارة العامة لشؤون مياه النيل التابعة لوزارة الزراعة والري في السودان، بياناً عاجلاً للمواطنين القاطنين على ضفاف النيل، دعتهم فيه إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية ممتلكاتهم وأرواحهم. وأشارت الإدارة إلى أن مناسيب النيل لا تزال في حالة ارتفاع مستمر، ما يستدعي الحذر الشديد.

وأوضحت الإدارة أن عدداً من المحطات والولايات والأنهار وصلت إلى منسوب الفيضان، من بينها محطات ود العيس بولاية سنار، الخرطوم، الجزيرة، نهر النيل، أما الولايات المتأثرة فهي النيل الأزرق، سنار، الجزيرة، الخرطوم، نهر النيل، والنيل الأبيض. وتشمل الأنهار المتضررة النيل الأزرق (محطة الخرطوم)، النيل الأبيض (الجبلين – الخرطوم)، والنيل الرئيسي (الخرطوم – دنقلا).

كما أدى انهيار سد ترابي في شمال مدينة الخرطوم بحري (منطقة ود رملى) لاجتياح الفيضانات حيث كان السد بمثابة حاجز طبيعي أمام المياه. وأسفر الانهيار عن غمر عدد كبير من المنازل والمزارع، ما أدى إلى حالة من الذعر بين السكان المحليين الذين أطلقوا نداءات استغاثة عاجلة لإجلائهم وتأمينهم من خطر الغرق، وسط ضعف البنية التحتية وعدم كفاية التدابير الوقائية.

اتهم خبراء ري سد النهضة بالتسبب في الفيضانات الحالية بالسودان، وقالوا إن السد لم يتم تفريغه تدريجيا بل تم تخزين المياه خلال موسم الأمطار في إثيوبيا بين يونيو وأغسطس، ما حمّله عبئا إضافيا. وأضافوا أن التوربينات الأربعة التي كان من المفترض أن تساعد في تقليل المياه فشلت في العمل، ما منع إثيوبيا من إطلاق المياه الفائضة التي تدفقت بكميات كبيرة باتجاه السودان. وتضررت مشاريع زراعية بولاية الجزيرة من خطر الفيضان.

وقال مدير الزراعة مبارك عبد الرحمن يعقوب إن الفيضانات أثرت على العمليات الزراعية، حيث تضرر أكثر من 2000 فدان موزعة على 176 مزرعة تنتج الخضروات والمنتجات البستانية مثل الورقيات والمانجو والموالح والموز، في مناطق جنوب الجزيرة، الأمر الذي يؤثر بصورة مباشرة على المزارعين وعلى الأمن الغذائي للبلاد. وفي ولاية نهر النيل، شهد النيل ارتفاعا كبيرا في المناسيب التي تسببت في انهيار المنازل والبنى التحتية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب