إطلاق جائزة الثقافة الجماهيرية يثير جدلاً حول شروط الترشح

السبت، 04 أكتوبر 2025 04:00 م
إطلاق جائزة الثقافة الجماهيرية يثير جدلاً حول شروط الترشح جائزة الثقافة الجماهيرية

محمد عبد الرحمن

شهد إطلاق الهيئة العامة لقصور الثقافة جائزة الثقافة الجماهيرية في الآداب والفنون في دورتها الأولى — أحدث جوائز الهيئة والأكبر بينها — جدلاً واسعًا بين المثقفين وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي. وقد ركّز النقاش على شروط الترشح التي اعتبرها بعض المنتقدين مُوجّهة لمجموعات بعينها، في حين رآها آخرون مسابقة تهمّش الشباب وتحرمهم فرص المنافسة والفوز.

وجاءت أغلب الاعتراضات على بند رئيسي في آليات الترشح، وهو اشتراط مرور 20 عاماً على نشر الكتاب الأول للمتقدم مع تقديم ما يثبت ذلك، ويُنظر إلى هذا الشرط على أنه يمنح الأفضلية للكتّاب الكبار الذين بدأوا النشر مبكرًا، بينما يستبعد من نشر لأول مرة في سن متأخر أو من تعثرت مسيرته النشرية لسنوات لأسباب تتعلق بصعوبات سوق النشر أو ظروف شخصية ومهنية.

من جانبه رد الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، مستشار رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة للشؤون الثقافية والفنية، على تلك الانتقادات موضحا دوافع إطلاق الجائزة ووضع تلك الضوابط، وأكد ناصف أن فكرة جائزة الثقافة الجماهيرية ولدت لتعويض عدد من المستحقين الكثر الذين لم يحالفهم الحظ بالفوز بجائزة الدولة للتفوق في الآداب والفنون، رغم إسهاماتهم الإبداعية الكبيرة في مجالات الرواية والقصة والشعر والفن التشكيلي.

وتقدّم ناصف بالشكر للدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، الذي وافق على إطلاق الجائزة ورعايتها، مشيراً إلى أن القرار اتُخذ خلال الدورة السابقة من مؤتمر أدباء مصر الذي أقيم في المنيا، واعتمد منذ شهر يناير الماضي. وأوضح أن الجائزة تُقدَّم على شكل أربع جوائز: جائزتان في الآداب وجائزتان في الفنون، قيمة كل واحدة منها 100 ألف جنيه.

وتتوافق تصريحات ناصف مع بنود أخرى وردت في آليات الترشح، منها شرط ألّا يكون المتقدم قد حصل على إحدى جوائز الدولة المكافئة أو الأعلى خلال السنوات العشر الأخيرة من تاريخ تقدمه، مما يعني أن الحاصلين على جوائز الدولة سابقاً ليسوا مُقصيين تماماً، بل يُستثنى من حصل منها خلال العقد الأخير، كما وُضع شرط ألّا يكون المتقدم قد نال جائزة من الجوائز العربية الكبرى، شرط يهدف إلى إتاحة الفرصة للكتّاب والفنانين البعيدين عن دوائر الأضواء والذين لم تُكلَّفْ أعمالهم بتكريم مماثل على مستوى العالم العربي.

بشكل عام، جاءت جائزة الثقافة الجماهيرية في الآداب والفنون من قبل الهيئة العامة لقصور الثقافة، في ظل هذه الآليات والشروط، كمحاولة لتوسيع قاعدة التكريم وتقديم "تعويض معنوي" لمن لم ينلوا جوائز الدولة الكبرى، بينما يرى منتقدو الشروط أنها قد تشكّل عائقاً أمام أصوات شابة، رغم أن جميع جوائز الهيئة الأخرى تمنح في الأصل للشباب وأهمها المسابقة الأدبية المركزية ومسابقة الكاتب المصري، ومسابقات النشر الإقليمي، إلا أن هذه المسابقات تحتاج إلى التطوير، وزيادة قيمتها المادية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب