إسرائيل تُبيد العقول.. تقرير يكشف كيف حول الاحتلال منصات التواصل إلى سلاح دعائى خفى.. جندت آلاف المؤثرين على مواقع التواصل لخدمة أجندتها.. وضخت ملايين الدولارات فى الـAI وتيك توك لتجميل جرائمها فى غزة

السبت، 04 أكتوبر 2025 01:00 ص
إسرائيل تُبيد العقول.. تقرير يكشف كيف حول الاحتلال منصات التواصل إلى سلاح دعائى خفى.. جندت آلاف المؤثرين على مواقع التواصل لخدمة أجندتها.. وضخت ملايين الدولارات فى الـAI وتيك توك لتجميل جرائمها فى غزة نتنياهو تيك توك

محمد جمال

ما بين عقود بمئات الآلاف، ورسائل بريدية مسربة، واستثمارات بملايين الدولارات في الذكاء الاصطناعي والدعاية الرقمية، يتضح أن إسرائيل تخوض حربًا موازية: حرب على وعي الشعوب، فبينما تُبيد الأجساد فى غزة بالقصف، تُبيد العقول عالميًا عبر حملات منظمة لتجميل جرائمها وإسكات الأصوات المعارضة.

ففي الوقت الذى يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلى حربه الدموية على قطاع غزة، حيث قُتل أكثر من 66 ألف فلسطيني وجُرح أكثر من 169 ألفًا معظمهم من النساء والأطفال، تتكشف خيوط حرب موازية لا تُرى بالعين المجردة: حرب على العقول والروايات.

وكشف تقرير أمريكي حديث – نشرته مجلة ريسبونسيبل ستيتكرافت – أن الحكومة الإسرائيلية أطلقت حملة دعائية ضخمة على منصات التواصل الاجتماعي بتمويل مباشر من وزارة الخارجية، ووفق التقرير، جرى توقيع عقد بقيمة 900 ألف دولار مع مجموعة Havas Media Group الألمانية عبر شركة Bridges Partners لتشغيل ما بين 14 و18 مؤثرًا بين يونيو الماضى ونوفمبر المقبل.

الوثائق المقدمة بموجب "قانون تسجيل الوكلاء الأجانب" (FARA) أوضحت أن قيمة المنشور الواحد تراوحت بين 6,100 و7,300 دولار بعد خصم تكاليف الإنتاج والإدارة، أي أن "لايك" أو "شير" قد لا يكون مجرد تفاعل عابر، بل جزء من ماكينة دعائية ممولة بعناية.

تسريبات ويكيليكس الأخيرة أكدت أن نصف قيمة العقد خُصص لتدريب مؤثرين أمريكيين على إنتاج محتوى مؤيد لإسرائيل، على أن يعملوا بتنسيق مباشر مع شركاء إسرائيليين لصياغة الرسائل الدعائية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يُخفِ هذه الاستراتيجية، بل قال علنًا: "علينا أن نرد.. من خلال مؤثرينا. إنهم مهمون للغاية." وهو ما يكشف إدراك الاحتلال لقوة الإعلام الرقمي في تشكيل الرأي العام.

الحملة أُطلق عليها اسم "مشروع إستير"، ما أثار جدلاً واسعًا بسبب تشابهها مع مبادرة أمريكية لمكافحة معاداة السامية. لكن الشركات المتورطة في تنفيذ الحملة رفضت التعليق على تفاصيلها، ما زاد الشكوك حول طبيعتها وحجمها الحقيقي.

لم يتوقف الأمر عند المؤثرين، إذ كشفت الوثائق أن إسرائيل رفعت ميزانيتها المخصصة للنشاط الدعائي الخارجي بمقدار 20 ضعفًا لتصل إلى 150 مليون دولار. كما تدفع شهريًا نحو 1.5 مليون دولار للمستشار الرقمي الأمريكي براد بارسكيل (مدير حملة ترامب السابق) لإنتاج آلاف الرسائل الدعائية المعتمدة على الذكاء الاصطناعى.

فضيحة أخرى فجّرها موقع ريسبونسيبل ستيتكرافت، إذ نشر رسالة بريد إلكتروني مسربة من سافرا كاتز، الرئيسة التنفيذية لشركة أوراكل التي تسيطر على "تيك توك" في الولايات المتحدة، الرسالة المؤرخة عام 2015 نصّت بوضوح على أن "علينا غرس حب إسرائيل في عقول الأطفال قبل دخولهم الجامعة".

كاتز اقترحت أيضًا إنتاج برنامج تلفزيوني واقعي عن "نساء جيش الدفاع الإسرائيلي" لتلميع صورة الجيش أمام الجمهور الأمريكي، وهو ما تحقق بالفعل عام 2024 عبر إنتاج شقيقتها ساريت كاتز.

وصف نتنياهو صفقة السيطرة على تيك توك بأنها "أهم صفقة جارية حاليًا"، في إشارة واضحة إلى رهان إسرائيل على المنصات الرقمية لتثبيت روايتها عالميًا.

التحقيق يكشف أن المعركة لم تعد محصورة في ساحات القتال، بل امتدت إلى شاشات الهواتف، فكل فيديو، منشور، أو "ترند" قد يكون جزءًا من آلة دعائية إسرائيلية ضخمة هدفها إعادة صياغة الحقيقة.

والسؤال الذي يبقى مطروحًا: هل ما نراه على المنصات الاجتماعية انعكاس للواقع.. أم رواية مصنوعة بعناية لإبادة الحقيقة قبل العقول؟



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب