كشف خبير هندسة الطيران العالمي، الدكتور هاني مصطفى، أن مستقبل الطيران التجاري لعامة الناس لا يتجه بالضرورة نحو زيادة السرعة بشكل كبير، بل يركز على زيادة الكفاءة التشغيلية وتقليل التكاليف عبر تكنولوجيا "الطائرات الهجينة الكهربائية". وأوضح مصطفى، خلال حواره مع الإعلامي أحمد فايق ببرنامج "مصر تستطيع"، على قناة دي إم سي أن حلم الطائرات فائقة السرعة سيقتصر على فئة محدودة من رجال الأعمال، مستشهداً بتجربة طائرة الكونكورد كدرس تاريخي هام.
ورداً على سؤال حول إمكانية تقليص زمن الرحلات الطويلة في المستقبل، استرجع د. مصطفى تجربة طائرة "الكونكورد" الأسرع من الصوت، مؤكداً أن فشلها لم يكن فشلاً تقنياً، بل كان "فشلاً تجارياً بامتياز". وأوضح: "كانت التذاكر باهظة الثمن جداً، ولم يكن هناك إقبال كافٍ عليها. كنموذج عمل تجاري، لم يكن المشروع ناجحاً".
وأضاف أن هناك حالياً عودة لتطوير طائرات "سوبر سونيك" (أسرع من الصوت)، لكن بمفهوم مختلف تماماً. "الطائرات التي يتم تطويرها الآن صغيرة الحجم، تتسع لأربعة أو ستة ركاب فقط، وهي موجهة بشكل أساسي لرجال الأعمال الذين يرغبون في التنقل بسرعة قصوى بين القارات. لن تكون هذه الطائرات لعامة الناس".
أما عن مستقبل الطيران الجماهيري، فأكد د. مصطفى أن التوجه الأبرز هو "الطائرات الهجينة الكهربائية" (Hybrid-Electric). وشرح قائلاً: "الطائرات الحالية تعتمد على أنظمة هيدروليكية وهوائية (Pneumatic) ثقيلة الوزن. الفكرة الجديدة هي استبدال كل هذه الأنظمة بمكونات كهربائية بالكامل، يتم تشغيلها بواسطة مولد كهربائي قوي. هذا التحول سيؤدي إلى تخفيف وزن الطائرة بشكل كبير".
وعن فائدة هذا التطور للمسافر العادي، أوضح الخبير العالمي أن تقليل وزن الطائرة يعني أنها ستستهلك وقوداً أقل، أو ستكون قادرة على حمل عدد أكبر من الركاب. "في كلتا الحالتين، النتيجة النهائية هي انخفاض تكلفة التشغيل، وبالتالي انخفاض أسعار تذاكر الطيران للمسافرين".
واختتم د. مصطفى حديثه بالإشارة إلى النمو المستمر في قطاع الطيران العالمي، والذي يزداد بنسبة تتراوح بين 3% إلى 5% سنوياً، مع تصنيع ما يقرب من 1000 طائرة جديدة كل عام لتحل محل الطائرات القديمة، مما يؤكد أن المستقبل يحمل المزيد من التطور التكنولوجي الذي يهدف إلى جعل السفر الجوي أكثر كفاءة واستدامة.