بعد نحو 4 عقود من الصمت، يعود الملك الإسبانى السابق خوان كارلوس إلى دائرة الضوء بإصدار مذكراته الجديدة التى تنفى واحدة من أكثر الشائعات إثارة فى تاريخ القصور الملكية، وهى علاقته المزعومة بالأميرة البريطانية ديانا.
ووفقا لصحيفة لا اكونوميستا الإسبانية فإن المذكرات ستصدر فى فرنسا 5 نوفمبر، بالتعاون مع الصحفية الفرنسية لورانس ديبراى.
نفى قاطع لعلاقة الملك السابق مع الأميرة ديانا
فى سطور المذكرات، يضع خوان كارلوس حدًا لما تردد طوال ثمانينيات القرن الماضى حول علاقة غامضة جمعته بديانا خلال عطلاتهما الصيفية فى جزيرة مايوركا، قائلًا: لم تكن لدى أى علاقة مع ديانا وكل ما قيل كان مبالغات إعلامية لا تمت للواقع بصلة.
وأضاف الملك أن الأميرة البريطانية كانت تتصرف بمرح وانفتاح أمام عدسات المصورين فقط، بينما كانت فى الجلسات الخاصة كانت صامته للغاية.
هذا التصريح ينسجم مع ما قالته ديانا نفسها فى حوارها الشهير عام 1992 مع الصحفى البريطانى أندرو مورتون، حيث كشفت أنها شاركت في تلك الإجازات بضغط من زوجها الأمير تشارلز، لا برغبة شخصية، مؤكدة شعورها بالعزلة خلال تلك الفترة.
صيفيات التوتر فى مايوركا
وأشارت الصحيفة إلى أنه بين عامي 1986 و1990، تحولت إقامة الأميرين تشارلز وديانا فى قصر ماريفنت إلى حدث موسمى تتناقل صوره الصحف العالمى، لكنها كانت تغطى على واقع ملئ بالتوترات.
فبحسب المؤرخ الإسباني فرناندو رايون، كانت الملكة إليزابيث الثانية قد تحدثت خلال زيارة رسمية إلى مدريد عام 1986 عن الأزمة التي يعانيها زواج ابنها، لتقترح الملكة صوفيا استضافة الزوجين فى مايوركا كنوع من الراحة النفسية.
وأضاف رايون: كان البحر علاجًا موقتًا، ومحادثات الملك مع ديانا والملكة صوفيا مع تشارلز ساعدت على التهدئة، لكنها لم تمنع الانفصال الذي كان قادمًا لا محالة.
ورغم صور الحميمية التى التقطت للأميرة وهي تحتضن الأمير هاري على الشاطئ، إلا أن الأجواء داخل القصر كانت مشحونة بالصمت والبرود العاطفى.
الملكة صوفيا.. الصامتة للأزمات
لم تكن الملكة صوفيا بعيدة عن تلك الأحداث، فقد أدت دورًا محوريًا فى الحفاظ على التوازن داخل العائلة الملكية الإسبانية، وكانت، كما وصفها زوجها في مذكراته، ملكة استثنائية، ودعمًا إنسانيًا لا يُقدّر بثمن، رغم اختلاف طرقنا فى الحياة.
وشدد خوان كارلوس على أن حضور صوفيا ودبلوماسيتها كانا عنصرين أساسيين فى استضافة الضيوف البريطانيين والتعامل مع الحساسيات بين ديانا وتشارلز.
احترام متبادل بين العائلتين الملكيتين
تُبرز المذكرات أيضًا العلاقة الودية التى جمعت العائلتين الملكيتين الإسبانية والبريطانية، إذ أشار السفير البريطاني الأسبق في مدريد أنتوني أكلاند إلى أن الملك خوان كارلوس كان يتحدث هاتفيًا مع الملكة إليزابيث الثانية بشكل متكرر، وأن بينهما احترامًا متبادلًا عميقًا.
وساعد هذا التقارب، بحسب المذكرات، على تخفيف الضغوط الإعلامية المحيطة بالأميرين البريطانيين خلال إقامتهما فى إسبانيا، كما عزز الروابط الدبلوماسية بين البلدين فى فترة شديدة الحساسية.
أسرار القصور.. تُروى بعد الصمت
تفتح هذه المذكرات الباب أمام مراجعة صريحة لأحداث ظلت غامضة لعقود، وتعيد رسم صورة مختلفة لسنوات كانت تبدو لامعة أمام الكاميرات، لكنها كانت خلف الكواليس مليئة بالتوترات الإنسانية والخلافات العائلية.
ويُتوقع أن تُحدث مذكرات الملك خوان كارلوس ضجة كبيرة فى الأوساط الإعلامية الأوروبية، خاصة أنها تأتى في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول إرثه السياسى والشخصى، وعلاقته بالعائلة المالكة الحالية فى إسبانيا.