كشفت فاطمة عبد الله، المتخصصة في الآثار المصرية، عن تفاصيل العرض الشامل لمقتنيات الملك توت عنخ آمون، والذي سيُقام لأول مرة في قاعات المتحف المصري الكبير، وأوضحت أن هذا العرض يضم المجموعة الكاملة للملك الذهبي، والتي تتجاوز 5000 قطعة أثرية.
وقالت فاطمة عبد الله، خلال لقاء عبر زووم ببرنامج "هذا الصباح"، المذاع على قناة إكسترا نيوز، إن العرض الجديد سيقدم تجربة مختلفة تمامًا عن المتحف المصري بالتحرير، حيث تمتد قاعات العرض على مساحة ضخمة تبلغ 7500 متر مربع، أي ما يعادل ستة أضعاف المساحة السابقة.
وأوضحت فاطمة عبد الله، أنه ينقسم العرض إلى خمسة موضوعات رئيسية، يبدأ أولها برحلة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، وأشارت إلى أن هذا الجزء سيضم نموذجًا يحاكي مقابر وادي الملوك، ليسلط الضوء على تفاصيل رحلة البحث عن الملك الشاب.
وتابعت: ومن بين القطع الفريدة التي سيتم عرضها، إناء أثري تم اكتشافه عام 1909، أي قبل اكتشاف المقبرة بنحو 13 عامًا، ويحمل هذا الإناء خرطوش الملك توت عنخ آمون، وكان أول مؤشر تاريخي يقود الأثريين إلى وجود ملك بهذا الاسم، وسيتم تخصيص جزء من العرض لتوثيق رحلة عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، والممول اللورد كارنارفون.
وأوضحت فاطمة عبد الله، أن أعمال الحفر التي قام بها الفريق في وادي الملوك بين عامي 1917 و1921 لم تسفر عن اكتشافات كبرى، مما دفع اللورد كارنارفون إلى التفكير في وقف التمويل، إلا أن إصرار كارتر أقنعه بتمديد العمل لموسم إضافي، وهو ما أثمر عن اكتشاف المقبرة في 4 نوفمبر 1922، بعد أيام قليلة من بدء موسم الحفر الجديد في 1 نوفمبر من نفس العام.
واختتمت عبد الله حديثها بالإشارة إلى أن زوار المتحف سيكونون على موعد مع تجربة فريدة، حيث سيتم عرض نموذج بمقياس 1:1 للمقبرة، مما سيمنحهم شعورًا بأنهم يشاركون في لحظة الاكتشاف التاريخية بأنفسهم.
يعد المتحف المصري الكبير، أحد أعظم المشروعات الثقافية والحضارية والسياحية الفريدة التي نفذتها مصر في العصر الحديث، والذي يمثّل تتويجًا لجهود الدولة المصرية في حماية وصون وعرض التراث الحضاري المصري وفق أعلى المعايير العالمية، ويتواجد المتحف بالقرب من الأهرامات والمنطقة الأثرية بالجيزة، وتم ربطه شبكة الطرق بمكان المتحف كما يتم إنشاء محطة مترو أمامه مباشرة ضمن الخط الرابع للمترو الجارى تنفيذه.
وللوصول للمتحف المصري الكبير هناك عدة طرق تؤدى بشكل مباشر للوصول للمتحف وقريبة منه على رأسها الطريق الدائرى، وطريق إسكندرية الصحراوى، وطريق الفيوم، وطريق الواحات، وطريق المنصورية، وشارعى الهرم وفيصل، وكل هذة الطرق تم تطويرها، وتوسعتها.
المتحف المصرى الكبير يتواجد على بعد خطوات من ميدان الرماية، وموقف الرماية وهو موقف يربط مع كل المحافظات ومناطق القاهرة الكبرى، ويمكن السير منه على الأقدام عدة أمتار للوصول إلى المتحف.