مواجهات القيادة الحمراء تملأ شوارع البرازيل بالدماء.. اعرف الحكاية

الخميس، 30 أكتوبر 2025 06:23 م
مواجهات القيادة الحمراء تملأ شوارع البرازيل بالدماء.. اعرف الحكاية ضبط أعضاء فى عصابة القيادة الحمراء

محمد جمال

اصطفت عشرات الجثث فى شوارع مدينة ريو دى جانيرو، بعد الاشتباك الكبير بين الشرطة البرازيلية وعصابة "القيادة الحمراء(Comando Vermelho)"، والذى أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص، فى العملية الأكثر دمويةً على الإطلاق التى خاضتها الشرطة

جاءت المواجهة بعد أن شن نحو 2500 من أفراد الشرطة غارة ضخمة على عصابة تهريب المخدرات فى ريو، مما أدى إلى إغراق المدينة فى حالة من الفوضى، وإطلاق النار، وإلقاء المتفجرات من مسيّرات المجرمين على الشرطة خلال العملية، لكن فى النهاية، أُلقى القبض على 81 مشتبهًا، وقُتل 119 شخصًا.

فوضى فى البرازيل بسبب مواجهات الشرطة مع القيادة الحمراء

وقال سكان لوسائل إعلام محلية أن حالة من الفوضى سادت يوم الثلاثاء، حيث تفادوا الرصاص خلال الغارة التى تسربت إلى شوارع المدينة.

ونشر حاكم المدينة كلاوديو كاسترو مقطع فيديو على موقع "إكس"، واصفًا المداهمة بأنها "يوم تاريخى فى مكافحة الجريمة فى ريو دى جانيرو".

ووصفت صحيفة "ريو تايمز" المداهمة بأنها "اليوم الأكثر دموية فى تاريخ ريو"، بينما وصفتها صحيفة "أو جلوبو" بأنها "أكبر ضربة تلقتها القيادة الحمراء منذ بداية تاريخها".

وذكرت وسائل إعلام محلية أن أفراد العصابات قاموا بإغلاق الطرق فى شمال وجنوب شرق ريو ردًا على ذلك، مما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بالحافلات، فى حين أفادت التقارير أن العشرات من الجامعات والمدارس ألغت الفصول الدراسية.

ما هى جماعة القيادة الحمراء فى البرازيل ؟ 

هى أقدم جماعة إجرامية فى البرازيل، وفقًا لما نقلت مجلة "تايم" الأمريكية عن مركز InSight Crime، وهو مركز أبحاث متخصص فى الجريمة المنظمة.

وحسب ملفات المركز البحثى، نشأت العصابة فى سجن بريو دى جانيرو فى سبعينيات القرن الماضى كوسيلة لحماية السجناء، مستلهمة أفكارها من العصابات اليسارية. وقتها، "دفعت الظروف الرهيبة فى سجن كانديدو مينديز، فى جزيرة إلها جراندى فى ولاية ريو دى جانيرو، السجناء إلى التكاتف من أجل البقاء على قيد الحياة داخل النظام".

فى ثمانينيات القرن الماضى، انخرطت العصابة فى إنتاج الكوكايين والاتجار به، وتشمل أنشطتها الإجرامية الاتجار بالمخدرات والأسلحة، والابتزاز المالى، والإقراض بفوائد فاحشة، وصراعات النفوذ ضد منظمات إجرامية أخرى فى المنطقة. لكنها، مع هذا، حافظت على دورها الاجتماعى فى المجتمعات المهمشة فى إحدى أكثر مدن البرازيل استقطابًا للزوار.

وفى السنوات الأخيرة، واجهت "القيادة الحمراء" ميليشياتٍ تحاول بسط سيطرتها على المنطقة، بالإضافة إلى مداهماتٍ واسعة النطاق شنتها الشرطة البرازيلية، لا سيما منذ جائحة "كوفيد-19". لكنها عملت على توسيع سيطرتها على ريو تدريجيًا منذ عام 2022، وتخوض معارك مع الميليشيات التى تحافظ على علاقاتها بالدولة والشرطة، للاستيلاء على الأراضى وتعزيز قبضتها على المدينة.

ويزعم المركز البحثى الأمريكى أن العصابة تمكنت خلال العامين الماضيين من استعادة السيطرة على ريو، حيث باتت تسيطر على أكثر من نصف المدينة.

بحسب جوليا كويرينو، وهى طالبة دكتوراه فى علم الاجتماع والأنثروبولوجيا فى الجامعة الفيدرالية فى ريو دى جانيرو (UFRJ)، فقد توسعت العصابة مؤخرًا لتطوير تطبيقات عبر الهاتف المحمول.

ونقلت عنها "تايم": "إن هذا الأمر أكثر من مجرد فضول، بل هو مؤشر على كيفية قيام الجماعات المسلحة غير القانونية بدمج التقنيات الرقمية لتوسيع قدرتها على السيطرة الإقليمية وتنويع الإيرادات"، كما توصلت أبحاث كويرينو.

وبحسب أبحاثها وتقارير الأمن العام، فإن 11% فقط من أرباح العصابة تأتى من مبيعات المخدرات، فى حين تأتى الأغلبية من "ابتزاز التجار" و"توفير خدمات أساسية" مثل توزيع الغاز، وبيع المياه، والنقل.

بحلول عام 2024، تحوّلت موازين القوى لصالح "القيادة الحمراء"، وفقًا لتقرير InSight Crime. كما وسّع التنظيم نطاق سيطرته خارج ريو.

وبحلول نهاية العام، سيطرت على نصف بلديات منطقة الأمازون، مقابل ربعها فى العام السابق، وفقًا لوكالة "أسوشيتد برس".

لذلك، كانت العملية فى ريو تهدف إلى وقف انتشار العصابة، وفقًا لمسؤولين.



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب