كشفت الدكتورة شروق الأشقر، الباحثة بمركز الحفريات الفقارية وعضو فريق سلام لاب البحثي، تفاصيل اكتشاف حفريّة نادرة لتمساح يعود عمره إلى نحو 80 مليون عام، مؤكدة أن هذا الاكتشاف يمثل إنجازًا علميًا مصريًا خالصًا يعكس ثمرة الجهد والبحث على مدى أكثر من 15 عامًا.
وقالت الأشقر، خلال لقائها ببرنامج «مصر تستطيع» المذاع على قناة DMC، إن قصة الحفرية بدأت عام 2010 عندما قاد الدكتور هشام سلام، مؤسس مركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة، رحلة استكشافية في منطقة الوادي الجديد، حيث تم العثور على بقايا التمساح القديم. وأوضحت أن الدكتور سلام، الذي كان قد أنهى دراسته للدكتوراه في جامعة أكسفورد آنذاك، آثر أن يحتفظ بالعينة ليجري عليها أحد الطلاب المصريين دراسته مستقبلاً، في إطار رؤيته لبناء مدرسة مصرية في علم الحفريات.
وأضافت الباحثة أن الحفرية أُعيد اكتشافها فعليًا عام 2018 عندما بدأت الباحثة سارة صابر دراسة الدكتوراه الخاصة بها، حيث سلّمها الدكتور سلام العينة الأصلية التي تم حفظها منذ سنوات. وأوضحت الأشقر أن الفريق بدأ في فتح "الجواكت" — وهي الأغلفة الجبسية التي تُستخدم لحماية العينات عند نقلها من الجبل إلى المعمل — استعدادًا لدراسة التكوينات البيولوجية للتمساح.
وبيّنت أن الحفرية تضم ثلاثة أفراد من التماسيح تنتمي إلى مراحل عمرية مختلفة: صغير، وشاب، وبالغ، مما أتاح للفريق فهمًا أعمق لدورة حياة هذا الكائن القديم. وعن خصائصه، أوضحت أن التمساح المكتشف كان يعيش في بيئة بحرية، ويتميز بفك طويل مقارنة بالتماسيح النيلية الحالية، ويصل طوله إلى نحو 3.5 إلى 4 أمتار.
وأشارت الأشقر إلى أن الفريق أطلق عليه اسم «وادي سوكس»، تيمنًا بمنطقة الوادي الجديد التي وُجد فيها، موضحة أن كلمة "ودي" في اللاتينية تعني تمساح. وأكدت أن هذا الاكتشاف يبرهن على قدرة العلماء المصريين على المنافسة عالميًا، وعلى أن مصر باتت تمتلك مدرسة بحثية رائدة في علم الحفريات الفقارية.