هنا، في مركز التدريب الجديد بحي الخيالة، تدور ماكينات الخياطة بلا توقف، فيما تشتغل الأحلام وتتجدد الأمال في حياة مجموعة من السيدات المعيلات اللاتي وجدن في هذه الورشة الجديدة فرصة حقيقية لبناء مستقبل أفضل، خلية نحل حقيقية تتناغم فيها الجهود، حيث تتحول الخيوط إلى أمل ينبض بالحياة.
دشنت وزارة الداخلية مركز تدريب متخصص في حي الخيالة لتعليم السيدات المعيلات فنون الخياطة وتفصيل الملابس، في إطار مبادرة "كلنا واحد" وتحت رعاية رئيس الجمهورية.
المبادرة ليست مجرد تدريب عادي، بل هي دعم عملي لتمكين المرأة اقتصاديًا، حيث توفر الوزارة بيئة تعليمية احترافية بإشراف مدربين متخصصين، إلى جانب تقديم ماكينات خياطة مجانية للسيدات المتميزات في الدورات التدريبية، مع منحهن شهادات إتمام الدورة، وهو ما أتاح لهن الانطلاق في مشاريع صغيرة من منازلهن.

هذه المبادرة تأتي استكمالًا لنجاح وزارة الداخلية في تأسيس مركز تدريب مماثل بحي الأسمرات، يهدف إلى إعداد المرأة اقتصادياً وتحسين ظروفها المعيشية، فضلاً عن افتتاح مركز جديد في حي أهالينا، ضمن خطة موسعة لإنشاء مراكز تدريبية في جميع المناطق الحضارية الجديدة.
تقول إحدى المشاركات في مركز الخيالة: "شكراً للرئيس السيسي، هو دائمًا مشغول بنا، فقد وفر لنا فرصة عمل وأعاد لنا الأمل في الاعتماد على أنفسنا، الآن نستطيع كسب رزقنا بيدينا"، كلمات تخرج من قلب امرأة عاشت سنوات من التحديات، لكنها اليوم تملك أداة ومهارة تبني بها مستقبلها.
وأخرى تقول: "تلقيت دورة تدريبية تعلمت فيها أساسيات الخياطة، ثم حصلت على ماكينة هدية، أحلامي كثيرة وأثق أنني سأحققها بفضل هذه الفرصة، شكراً للرئيس، وشكر خاص لوزارة الداخلية ولكل من ساعدني على الطريق".
.jpeg)
كما قدمت إحدى السيدات الشكر للوزارة والمدربين على الجهود الرائعة والدعم المتواصل، مؤكدة أن التدريب لم يقتصر على اكتساب مهارة فقط، بل فتح أمامها باباً جديداً للأمل والمستقبل.
سالي الشربيني، مسئولة التدريب في منظومة "أمان"، أكدت أن الهدف من هذه المبادرات هو تأهيل السيدات للعمل في المجال الصناعي أو من خلال مشاريع صغيرة في منازلهن، لتوفير مصدر دخل مستقر ومستدام يساعدهن على مواجهة التحديات الاقتصادية.
وزارة الداخلية أكدت في بيان رسمي أن هذه الخطوة تأتي في إطار مبادرة "كلنا واحد" التي يرعاها السيد رئيس الجمهورية، وتُعد امتداداً لجهود الوزارة في تمكين المرأة المعيلة في المناطق الحضارية الجديدة، وأكد البيان أن الوزارة لا تكتفي بتوفير التدريب فقط، بل تسعى لتوفير بيئة داعمة تُمكّن السيدات من تحويل المهارات إلى مصدر دخل حقيقي.

النجاح الذي حققه مركز الأسمرات كان بمثابة الدافع لفتح المزيد من المراكز، حيث توفر الوزارة مراكز مجهزة بأحدث الأدوات، ويشرف عليها فريق من المدربين المحترفين لضمان جودة التدريب وكفاءة المتدربات، كما تُعمل الوزارة على توسعة نطاق هذه المبادرة ليشمل كافة المناطق الحضارية الجديدة.
كما تحرص الوزارة على متابعة المتدربات بعد انتهاء الدورات، من خلال تقديم الدعم اللوجستي والمالي، مثل توزيع ماكينات الخياطة وأدوات العمل، ومساعدتهن على بدء مشاريعهن الخاصة من المنزل، وهو ما يعزز من فرصهن في تحقيق دخل ثابت ومستدام.
وقد بدأت العديد من السيدات في تنفيذ مشاريعهن الصغيرة بعد استلام ماكينات الخياطة، حيث شرعن في إنتاج الملابس وتفصيلها من منازلهن، مؤكدات أن هذه الخطوة لم تكن مجرد تدريب نظري، بل فرصة حقيقية لدخول سوق العمل بشكل فعلي، وتحقيق استقلال مادي.
الحقوقيون أثنوا على هذه المبادرة، مشيدين بما وصفوه بـ"المشهد المتحضر" الذي يعكس اهتمام وزارة الداخلية بحقوق الإنسان وتعزيز الأمن الإنساني من خلال تمكين المرأة اقتصاديًا، وهو ما يعد نموذجًا ناجحًا في مجال دعم الفئات الأكثر احتياجًا.
وأضافوا أن هذه المبادرة تمثل نموذجًا ناجحًا للدور المجتمعي للوزارة، الذي لا يقتصر على حفظ الأمن فقط، بل يمتد ليشمل دعم التنمية البشرية والاقتصادية، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تتطلب تقديم الدعم للفئات الضعيفة وتمكينها.
.jpeg)
تجربة السيدات المشاركات في المراكز التدريبية تثبت أن الدعم الحكومي يمكن أن يُحدث تغييرًا حقيقيًا في حياة الناس، حيث أن الجمع بين التدريب العملي وتوفير أدوات العمل يمثل حجر الزاوية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة للمرأة.
وهكذا تتحول ورش الخياطة إلى مدارس للأمل، حيث يتعلم المشاركات كيفية صناعة مستقبل أفضل، ويصنعن بيديهن فرصًا جديدة للحياة الكريمة، مما يعزز دور المرأة كركيزة أساسية في بناء المجتمع.
تؤكد هذه المبادرة أن التمكين الاقتصادي للمرأة المعيلة ليس حلمًا بعيد المنال، بل خطوة ملموسة تستند إلى رؤية واضحة وجهود متواصلة، وهو ما يعزز من دور الدولة في دعم المرأة وفتح أبواب جديدة أمامها لتحقيق استقلاليتها.
ومع استمرار وزارة الداخلية في التوسع في إنشاء هذه المراكز وتقديم الدعم اللازم، يمكن توقع زيادة أعداد السيدات اللاتي ستتخطى حياتهن الصعوبات عبر الاعتماد على مهارات جديدة وفرص عمل حقيقية.
في نهاية المطاف، تتحول ماكينة الخياطة التي تدور في مركز حي الخيالة إلى رمز للأمل والعمل، تعبيرًا عن قدرة المرأة على التحدي وتحقيق النجاح، مدعومة بسياسات حكومية تراعي مستقبلها وتعمل على تمكينها بكل الأشكال الممكنة.