الجيش الإسرائيلى يعلن استئناف وقف إطلاق النار بعد ساعات من الغارات على غزة.. ترامب: القصف لن يؤثر على الاتفاق.. ويؤكد: ليس خرقا لوقف إطلاق النار.. وشاحنات محملة بمستلزمات الشتاء تدخل القطاع

تعيش الأوضاع في قطاع غزة حالة من الترقب الحذر بعد ليلةٍ اتسمت بالعنف والتصعيد، قبل أن تعود الأجواء إلى هدوئها النسبي مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي استئناف وقف إطلاق النار صباح اليوم. وبينما تواصل الأطقم الطبية إحصاء الضحايا وتعمل فرق الإنقاذ وسط الدمار، تسعى الأطراف الدولية والإقليمية إلى تثبيت التهدئة ومنع انزلاق الأوضاع نحو جولة جديدة من العنف.

وفي موازاة المشهد العسكري، تمضي القاهرة في جهودها الإنسانية والإغاثية، حيث تستمر قوافل المساعدات المصرية والعربية في الوصول إلى المعابر، في محاولة لاحتواء الكارثة الإنسانية التي تعصف بالقطاع منذ أسابيع. مشهدٌ تتقاطع فيه النيران والمساعدات، ويختزل مأساة غزة بين نزيفٍ لا يتوقف، وجهودٍ مصريةٍ متواصلة لمنع الانزلاق إلى دائرةٍ جديدة من العنف.

ففي الساعات الماضية، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد غارات مكثفة شنها على مناطق متفرقة من القطاع، أسفرت عن استشهاد نحو 100 فلسطينى خلال الليلة الماضية، وقال جيش الاحتلال، إنه استهدف أكثر من 30 مسلحًا فى مستويات قيادية داخل القطاع، زاعمًا أن عملياته جاءت ضد "أهداف عسكرية".

وبحسب تقارير إخبارية، استشهد 91 فلسطينيًا نتيجة سلسلة مجازر دامية ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى على امتداد قطاع غزة، منذ مساء أمس الثلاثاء وحتى الساعة الثامنة من صباح اليوم الأربعاء.

وقالت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة- فى تصريح، اليوم، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إن في شمال القطاع استشهد 31، وسط القطاع 42 شهيدًا، وجنوب القطاع 18 شهيدًا، فى تصعيد دموى جديد.

وأضافت المصادر، أن الأعداد مرشحة للارتفاع نتيجة وجود عدد من الإصابات الخطيرة، واستمرار عمليات البحث عن مفقودين تحت أنقاض المنازل المدمرة.

وأكدت أن طواقم الإسعاف والإنقاذ ما تزال تواصل عمليات البحث والانتشال وسط دمار واسع وصعوبات ميدانية كبيرة ناجمة عن استهداف الطرق والمناطق السكنية المكتظة بالنازحين.

وعلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المستجدات الأخيرة، بقوله إن القصف الإسرائيلى على قطاع غزة لن يؤثر على اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة معتبرا إياه ليس خرقا للاتفاق، مؤكدا أن واشنطن تقوم بالتحقيق فى هذا الأمر لمعرفة جميع ملابسات واقعة مقتل جندى إسرائيل فى القطاع أمس.

وأضاف ترامب - في تصريحات أدلى بها للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية خلال جولته الحالية في آسيا - إن القصف الإسرائيلي جاء للرد على مقتل جندي إسرائيلي في غزة، ولكنه لن يؤثر على اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.. مشيرا إلى أن خطة السلام ستستغرق وقتا لتطبيقها على أرض الواقع، ودعا في الوقت نفسه حركة حماس إلى ضرورة التحلي بحسن التصرف والالتزام بصفقة تبادل الأسرى التي عقدت بواسطة الولايات المتحدة.

وأكد الرئيس الأمريكي سعي العديد من الدول الكبرى حول العالم لإحلال السلام في المنطقة، مستنكرا في الوقت نفسه الهجمات التي تسفر عن سقوط ضحايا في غزة.

ومن جهتها، أكدت حركة حماس الفلسطينية أنه لا علاقة لها بحادث إطلاق النار في رفح جنوبي قطاع غزة، مشددة على التزامها باتفاق وقف إطلاق النار.. ووصفت القصف الإسرائيلي لمناطق في قطاع غزة بأنه انتهاك صارخ للاتفاق الذي تم توقيعه في شرم الشيخ برعاية الرئيس الأمريكي.

وعلى المسار الإنساني، بدأت مئات الشاحنات من المساعدات الإنسانية فى الدخول بشكل منتظم اليوم الأربعاء، إلى معبرى كرم أبو سالم والعوجة تمهيدا لإدخالها إلى قطاع غزة.

وصرح مصدر مسئول بميناء رفح البري بأن المئات من الشاحنات الأخرى التي تحمل مئات الأطنان من المواد الغذائية والطبية والإغاثية والخيام تصطف انتظارا لدورها في الدخول إلى معبري كرم أبو سالم والعوجة.

وواصلت مصر جهودها الإنسانية والإغاثية لدعم الأشقاء في قطاع غزة، حيث انطلقت صباح اليوم قافلة جديدة من مبادرة "زاد العزة" محملة بالمساعدات العاجلة، وذلك عبر التنسيق المشترك بين الهلال الأحمر المصري ونظيره الفلسطيني.

وذكرت تقارير أن أولى الشاحنات المحملة بمستلزمات فصل الشتاء من بطاطين ومراتب وغيرها دخلت بالفعل إلى القطاع، في ظل أولوية يجري تحديدها بشكل مستمر وفق احتياجات الجانب الفلسطيني، موضحة أن عمليات التنسيق تتم بين فرق الهلال الأحمر المصري في شمال سيناء والسائقين لتنظيم دخول الشاحنات تباعًا عبر معبرى العوجة وكرم أبو سالم.

ويسير العمل الإغاثى بوتيرة منتظمة رغم الأحداث الأخيرة داخل القطاع، حيث أن حركة المعابر مستمرة ولم تتأثر حتى اللحظة، فى ظل جهود مصرية مكثفة لتأمين تدفق المساعدات بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني التي تضم أكثر من 3 آلاف متطوع، موزعين على سبعة مراكز لوجستية كبرى في العريش وشمال سيناء.

كما أن هناك زيارات متواصلة من منظمات عربية ودولية لدعم عمليات الإغاثة، فيما من المقرر أن تصل سفينة مساعدات عربية جديدة إلى ميناء العريش خلال الساعات المقبلة، بما يعكس استمرار الزخم الإنساني في دعم سكان غزة.