فيسبوك
واتساب
اكتشف علماء الآثار، بقيادة الدكتور تيمور ساديكوف، أدلة جديدة حول الأصول المبكرة لفنون السكيثيين ذات الطابع الحيواني، وهو تقليد بصري امتدّ عبر السهوب الأوراسية، وفقا لنتائج دراسة منشورة في مجلة Antiquity، من تلة دفن تونوج في جمهورية توفا الروسية، والتي يعود تاريخها إلى ما يقرب من 2900 عام.
يسلط هذا الاكتشاف الضوء على كيفية استخدام البدو الأوائل لصور الحيوانات ليس فقط للزينة ولكن كرمز للإيمان والهوية والطقوس، وفقا لما نشره موقع greekreporter.
نظرة نادرة على الثقافة البدوية المبكرة
يقع الموقع في وادي أويوك، المعروف باسم "وادي الملوك"، يعد هذا التل، الذي بني بين عامي 833 و800 قبل الميلاد، من أقدم المعالم الأثرية المعروفة التي تجمع بين الأسلحة، وعتاد الخيول، والزخارف الحيوانية - ما يُسمى بالثالوث السكيثي.
اكتشف الباحثون عشرات القطع الأثرية المعدنية والعظمية، بما في ذلك أحزمة خيول، ومقابض خناجر، وزخارف مزينة برسومات حيوانات منمقة، ورغم التنوع الفني الذي اتسم به الفن السكيثي، ركزت هذه النسخة المبكرة على أربعة كائنات فقط: الكباش، والقطط، والطيور الجارحة، والثعابين.
زخارف محدودة
من بين الاكتشافات البارزة تمثال برونزى لكبشٍ مُثبّتٍ على حلقة، وأشكالٌ قططيةٌ ملتفة، وتركيباتٌ على شكل رأس طائر، تُبرز كل قطعةٍ الخطوطَ المنحنيةَ النظيفةَ والأنماطَ الهندسيةَ التي ميّزت لاحقًا التصميمَ السكيثي.
يُمثل تركيز الفنانين على الحيوانات الحقيقية، لا المخلوقات الأسطورية، مرحلةً مبكرةً من هذا الأسلوب، ووفقًا لساديكوف، يُشير هذا إلى أن الفن السكيثي المبكر حمل رسالةً رمزيةً أبسط وأعمق، متجذرةً في الحياة اليومية والطقوس أكثر من الخيال.
رؤى جديدة من الأعمال المعدنية
كشف تحليل المواد عن نوعين رئيسيين من المعادن، برونز القصدير وبرونز الزرنيخ، يُخالف هذا المزيج الأفكار السابقة القائلة بأن السكيثيين استخدموا برونز القصدير فقط، بل يُشير إلى تنوّع التقاليد المحلية وسهولة الوصول إلى الموارد.
عُثر على تركيبات معدنية مختلفة في مناطق متفرقة من التل، مما يشير إلى أن عدة مجموعات ربما تعاونت لبناء موقع الدفن وأداء الطقوس. يُبرز هذا الاكتشاف وجود مجتمع متنوع ومتعاون، وليس ثقافة واحدة موحدة.
تبرز الثقافة السكيثية المبكرة في دائرة الضوء
تُرجّح الدراسة بدايات فنّ السكيثيّين المُصوّر على هيئة حيوان إلى أواخر القرن التاسع قبل الميلاد، كما تُعزّز النظرية القائلة بأنّ هذا التقليد نشأ في آسيا الوسطى وجنوب سيبيريا، وليس نتيجةً للتأثير الغربي كما كان يُعتقد سابقًا.
يشير تنوع التصاميم والمواد إلى أن القبائل المختلفة كانت تتقاسم الأفكار وتكيفت معها، مما أدى إلى تشكيل ما أصبح أحد أكثر أشكال الفن شهرة في السهوب القديمة.
زخرفة برونزية على شكل رأس كبش
