تدشين تمثال الحرية بالولايات المتحدة.. هل كان قطعة واحد؟

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2025 04:00 م
تدشين تمثال الحرية بالولايات المتحدة.. هل كان قطعة واحد؟ تمثال الحرية

محمد عبد الرحمن

في مثل هذا اليوم 28 أكتوبر من عام 1886، شهد العالم حدثًا تاريخيًا أصبح أحد أبرز رموز الحرية في العصر الحديث، وهو تدشين تمثال الحرية في ميناء نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.

كان التمثال هدية من الشعب الفرنسي إلى الشعب الأمريكي تعبيرًا عن الصداقة بين البلدين وتقديرًا لقيم الحرية والديمقراطية التي جمعت بينهما، وفي 28 أكتوبر 1886، وقف الرئيس الأمريكي جروفر كليفيلاند ليعلن تدشين تمثال الحرية رسميًا كهدية من فرنسا إلى الشعب الأمريكي.

كان التمثال رمزًا مزدوجًا: شكر من فرنسا لأمريكا على دعمها في حرب الاستقلال، وتجسيدًا لفكرة النور والتحرر التي حلم بها بارتولدي أول مرة في مصر.

قصة تمثال الحرية

صُمم تمثال الحرية في فرنسا بواسطة النحات الشهير فريدريك أوجست بارتولدي، بينما تولى جوستاف إيفل "مصمم برج إيفل لاحقًا" تصميم الهيكل الداخلي الحديدي الذي يدعم التمثال، تم نحت وصب التمثال في فرنسا من صفائح نحاسية رقيقة، ثم جرى تفكيكه إلى 350 قطعة تقريبًا، ووُضِعت هذه الأجزاء داخل أكثر من 200 صندوق خشبي.

بحلول صيف عام 1885 كان تمثال الحرية في نيويورك على شكل قطع في انتظار التجميع. ودفعت الحكومة الفرنسية ثمن التمثال الذي كان هدية دبلوماسية للولايات المتحدة، ومع ذلك، لم تتمكن الولايات المتحدة من جمع 250 ألف دولار لبناء قاعدة من الجرانيت للتمثال.

ويقول رودريجو ديفيز، الباحث في مركز الإعلام المدني في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إنه بفضل حملة صحفية والتبرعات الصغيرة من عدد هائل من السكان تم بناء القاعدة في النهاية، فيما يعد أول مشروع تمويل جماعي كبير في أمريكا.

تمثال الحرية على 350 قطعة

خلال رحلتها عبر المحيط الأطلسي على متن الفرقاطة "إيزير"، تم تفكيك تمثال الحرية إلى 350 قطعة منفصلة، وجرى تعبئتها في 214 صندوقًا خشبيًا، وصلت السفينة إلى ميناء نيويورك في 17 يونيو عام 1885، وبينما كان يجري بناء القاعدة التي سيُقام عليها التمثال، بقيت أجزاؤه مفككة على ما كان يُعرف حينها باسم جزيرة بيدلو.

كانت القاعدة الحجرية ما تزال قيد الإنشاء على جزيرة "ليبرتي آيلاند" (كانت تُعرف آنذاك بجزيرة بيدلو)، بعد اكتمال القاعدة، تم إعادة تركيب التمثال قطعةً قطعةً على مدار عدة أشهر.

تمثال الحرية رمزًا للسكان الأصليين

لسنوات طويلة، كانت الجزيرة مصدرًا مهمًا للغذاء بالنسبة لسكان الـ"لينابي" الأصليين، ثم للمستوطنين الهولنديين الذين جاؤوا بعدهم.

وفي عام 1807، أعلنت الجيش الأمريكي الجزيرة موقعًا عسكريًا، وبنى فيها حصنًا ذا أحد عشر ضلعًا لحماية ميناء نيويورك. لاحقًا أُطلق عليه اسم حصن وود (Fort Wood)، وهو اليوم يشكل القاعدة الحجرية التي يقوم عليها التمثال.

اكتمل بناء القاعدة في أبريل 1886، وأخيرًا في 28 أكتوبر من العام نفسه، أشرف الرئيس الأمريكي جروفر كليفلاند على حفل تدشين تمثال الحرية أمام حشد كبير من آلاف المتفرجين.

أُزيح الستار رسميًا عن التمثال فى 28 أكتوبر 1886 فى احتفال كبير بحضور الرئيس الأمريكي جروفر كليفلاند، بذلك أصبح التمثال رمزًا دائمًا للحرية والديمقراطية، وهدية من الشعب الفرنسي إلى الشعب الأمريكي.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب


الموضوعات المتعلقة


الرجوع الى أعلى الصفحة