أصبح تغيير لون الشعر روتينًا تجميليًا شائعًا لدى ملايين الأشخاص حول العالم، من إخفاء الشيب إلى تجربة ألوان جريئة ونابضة بالحياة، وتُقدم صبغة الشعر طريقة سريعة لتجديد المظهر وتعزيز الثقة بالنفس، ومع ذلك، يجهل الكثيرون أن بعض المواد الكيميائية الموجودة في صبغات الشعر قد تؤثر على الصحة العامة، وخاصة وظائف الكلى، وهو ما يوضحه تقرير موقع "تايمز أوف انديا".
فبينما يُعتبر الاستخدام العرضي لصبغات الشعر آمنًا بشكل عام، إلا أن الاستخدام المتكرر أو غير الصحيح قد يُسبب ضغطًا إضافيًا على الكلى مع مرور الوقت، مما قد يؤدي إلى التهاب أو إجهاد كلوي خفيف، لذلك فإن فهم هذه المخاطر، واختيار صبغات خالية من الأمونيا أو صبغات عشبية، وإجراء اختبارات حساسية على منطقة صغيرة من الجلد قبل الاستخدام، واتباع ممارسات صبغ الشعر الآمنة، أمر ضروري للحفاظ على صحة شعرك وكليتيك.
الآثار الجانبية لصبغة الشعر على الكلى
تعمل الكلى كمرشحات طبيعية، فتزيل السموم والفضلات من الدم، وعند وضع صبغة الشعر، تُمتص بعض مكوناتها الكيميائية عبر فروة الرأس، ثم تدخل مجرى الدم، وقد تُعالج الكلى مواد مثل بارا فينيلين ديامين (PPD) والأمينو فينولات، الموجودة عادةً في صبغات الشعر الاصطناعية، وفي حال التعرض المتكرر أو استخدامها لفترات طويلة، قد تُهيج هذه المركبات أنسجة الكلى، وتؤثر على الترشيح الطبيعي، وتزيد من خطر الالتهاب أو الإجهاد الكلوي الخفيف.
ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الباكستانية، ارتبط التعرض لمادة PPD، وخاصةً بكميات كبيرة، بمضاعفات كلوية خطيرة، بما في ذلك الفشل الكلوي الحاد، ويُبرز هذا كيف يُمكن لبعض المواد الكيميائية المستخدمة في صبغات الشعر، عند امتصاصها أو تناولها، أن تؤثر بشكل كبير على وظائف الكلى.
علامات تشير إلى أن كليتيك قد تتأثر بصبغات الشعر
لا يؤدي تلف الكلى دائمًا إلى ظهور أعراض فورية، ولكن إذا تكرر التعرض للمواد الكيميائية من صبغة الشعر فقد تلاحظ.. ما يلي:
تورم في ساقيك أو كاحليك أو يديك.
الشعور بالتعب أو الضعف.
الغثيان أو فقدان الشهية.
تغيرات في التبول (إما انخفاض في الإخراج أو لون البول داكن).
الحكة المستمرة أو الانتفاخ حول العينين.
فإذا ظهرت أي من هذه الأعراض بعد الاستخدام المتكرر لصبغة الشعر، فمن الضروري استشارة الطبيب أو طبيب أمراض الكلى لإجراء فحوصات.
مشكلات صحية أخرى تسببها صبغات الشعر
وبجانب تأثير صبغات الشعر على الكلى، تؤثر أيضًا على أعضاء أخرى بالجسم، فقد تسبب مشكلات في العظام وذلك في حال احتواء الصبغة على الرصاص، حيث يمكن أن تسبب هشاشة وضعف العظام، هذا بجانب تأثيرها على فروة الرأس فقد تسبب الحكة وتهيج الجلد بجانب التأثير على الشعر مسببة جفافه وتكسره، وقد يتطور الأمر إلى الإصابة بحالات جلدية مثل الإكزيما.
كما تؤثر الصبغات على العين، مسببة صبغة حكة في العينين والتهابًا في الجفون، بجامب مشكلات في التنفس، بسبب المواد الكيميائية الموجودة في الصبغات، مثل الأمونيا، وقد يتطور الأمر إلى نوبات الربو، والسعال، وضيق التنفس، خاصة للأشخاص المعرضين للخطر.
من يجب أن يكون أكثر حذرا عند استخدام صبغات الشعر؟
على الرغم من أن معظم البالغين الأصحاء يمكنهم استخدام صبغة الشعر بأمان عند اتباع التعليمات، إلا أن بعض المجموعات أكثر عرضة للخطر.. على النحو التالى:
الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة أو ارتفاع ضغط الدم.
الأفراد الذين يعانون من مرض السكري، حيث إن وظائف الكلى لديهم قد تكون معرضة للخطر بالفعل.
أصحاب البشرة الحساسة.
الأشخاص الذين يصبغون شعرهم بشكل متكرر أو يستخدمون صبغات داكنة غنية بالمواد الكيميائية.
فإذا كنت تنتمي إلى إحدى هذه الفئات، فقد يكون التبديل إلى خيارات التلوين الطبيعية اللطيفة أكثر أمانًا.
بدائل أكثر أمانًا لصبغة الشعر
ليس عليكِ التخلي عن صبغ الشعر تمامًا لحماية كليتيك وصحتك بشكل عام، ولكن يمكن تجربة البدائل التالية الآمنة:
الأصباغ الطبيعية مثل الحناء: فهى من المنتجات النباتية الخالية عمومًا من المواد الكيميائية القاسية، فالحناء النقية لا تُلون الشعر طبيعيًا فحسب، بل تُمنحه ملمسًا ناعمًا أيضًا.
منتجات خالية من الأمونيا وخالية من PPD: تقدم العديد من العلامات التجارية الآن خيارات أكثر لطفًا مصنوعة بدون مهيجات قوية قد تثقل كاهل الكلى أو تسبب ردود فعل تحسسية.
صبغات عشبية شبه دائمة: حيث تتلاشى الألوان في هذه الصبغات تدريجيًا وتحتوي على عدد أقل من المكونات الاصطناعية، مما يقلل من خطر امتصاص المواد الكيميائية.
احرص دائمًا على قراءة مُلصق المكونات بعناية قبل شراء أي صبغة شعر، وتجنّب المنتجات ذات الروائح الكيميائية القوية أو قوائم المكونات غير الواضحة.
ممارسات صبغ الشعر الآمنة للحفاظ على الصحة والوقاية من المخاطر
يمكنك الاستمرار في صبغ شعرك بأمان من خلال اتباع هذه الاحتياطات البسيطة والفعالة:
قُم بإجراء اختبار رقعة من الجلد قبل كل استخدام لاستبعاد أي ردود فعل تحسسية محتملة.
ارتدِ القفازات لتقليل ملامسة الجلد المباشر.
تجنب استنشاق الأبخرة أثناء الاستخدام، وتأكد من التهوية المناسبة.
لا تتجاوز الوقت الموصى به المذكور على العبوة.
اشطف الشعر جيدًا بعد الصبغة لإزالة جميع آثار المواد الكيميائية.
قم بتوزيع جلسات الصبغة الخاصة بك، مما يسمح لجسمك بالوقت الكافي للتعافي بين كل مرة.
حافظ على رطوبة جسمك واتبع نظام غذائي متوازن غني بمضادات الأكسدة لدعم عملية إزالة السموم من الكلى.