في واحدة من أغرب القصص في عالم كرة القدم الحديث، نجح اللاعب الهولندي بيرنيو جوردان إنزو فيرهاجن في خداع أربعة أندية محترفة عبر ثلاث قارات في عام واحد فقط، دون أن يمتلك أي مؤهلات كروية حقيقية أو يخوض دقيقة واحدة داخل المستطيل الأخضر.
ولد فيرهاجن في 13 فبراير 1994 بمدينة باراماريبو في سورينام، ونشأ في مدينة تيلبورج الهولندية، حيث بدأ مسيرته بين فرق الهواة مثل فيليم 2 وتي إس سي أوسترهوت، قبل أن يبدأ مغامرته المثيرة في عام 2019، والتي تحولت إلى قصة احتيال عالمية هزّت الوسط الرياضي.
ووفقًا لصحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية، تلقى نادي دينامو أوتو تيراسبول المولدوفي أول صدمة عندما أعلن التوقيع مع “الجناح الهولندي الواعد”، قبل أن يكتشف لاحقًا أنه لم يلعب مباراة واحدة ولم يكن حتى مدرجًا في قائمة الفريق الفنية. ورغم ذلك، استمر الإعلان عن الصفقة على موقع النادي الرسمي لعدة أيام قبل أن يتم حذفه بهدوء.
لم يتوقف فيرهاجن عند هذا الحد. ففي يوليو 2019، وقع مع نادي كيب تاون سيتي في جنوب إفريقيا بعد أن تم تقديمه "كنجم جديد" عبر وكيل مجهول الهوية ومقاطع فيديو مزيفة. لكن بعد 26 يومًا فقط، أدرك النادي الحقيقة وألغى العقد بعدما تبيّن أنه غير لائق بدنيًا وفنيًا.
لاحقًا، اتجه إلى أمريكا الجنوبية، حيث أقنع نادي أوداكس إيطاليانو التشيلي بالتوقيع معه في أغسطس 2019. لكن المدربين اكتشفوا بسرعة أن اللاعب يفتقر تمامًا إلى المهارات المطلوبة، وتم الاستغناء عنه قبل أن يخوض أي لقاء رسمي.
في نوفمبر 2019، أعلن نادي فيبورج الدنماركي تعاقده مع فيرهاجن بعد تلقيه رسائل إلكترونية مزيفة من أشخاص انتحلوا صفة موظفين في وكالة اللاعبين الشهيرة Stellar Group. وبعد أسابيع قليلة فقط، فتحت الصحافة الدنماركية تحقيقًا واسعًا كشف خطة الاحتيال الكاملة، مما أدى إلى إنهاء العقد فورًا وفتح ملفه الجنائي.
لم تقتصر جرائم فيرهاجن على عالم كرة القدم، إذ سبق أن أُدين في هولندا بتهم الاحتيال والاعتداء والسرقة، كما قضى عامًا في السجن في الدنمارك. وفي عام 2023، وافقت السلطات الكولومبية على تسليمه إلى هولندا بعد توقيفه هناك بتهم مالية جديدة.
اليوم، يقضي فيرهاجن عقوبة بالسجن تسع سنوات، بعد أن تحول من “لاعب كرة قدم دولي مزيف” إلى أحد أشهر المحتالين الرياضيين في التاريخ.
قضية بيرنيو فيرهاجن أصبحت اليوم درسًا تحذيريًا للأندية والاتحادات حول العالم في أهمية التدقيق في خلفيات اللاعبين ووكلائهم، خصوصًا في زمن تتسارع فيه التعاقدات الإلكترونية والصفقات العابرة للقارات.