أكد الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، مستشار رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، أن الهيئة تسير وفق فلسفة واضحة تقوم على مبدأ "إذا لم يأتِ الجمهور إلى الثقافة، فإن الثقافة تذهب إليه"، موضحًا أن هذه الفلسفة تُترجم عمليًا عبر برنامج العدالة الثقافية، الذى يُعد من أهم البرامج التى تنفذها الهيئة حاليًا للوصول إلى الأماكن التى يصعب الوصول إليها، خاصة المناطق التى لا تضم مواقع ثقافية تابعة للهيئة.
وأضاف ناصف، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الهيئة تعمل على تطبيق هذا النهج من خلال مجموعة من البرامج الميدانية المهمة، يأتي في مقدمتها برنامج "أهالينا"، وهو أحد برامج القوافل الثقافية التي تعتمد على المسارح المتنقلة، حيث تمتلك الهيئة 14 مسرحًا متنقلًا يقوم بتنظيم فعاليات ثقافية وفنية لمدة خمسة أيام في القرى والنجوع والكفور التي تخلو من أي مواقع ثقافية، مضيفًا أن هذا البرنامج يُعد أحد أهم أدوات الهيئة في تحقيق العدالة الثقافية والوصول إلى المواطن في موقعه.
نجاح برنامج صيف بلدنا
وأشار إلى أن الهيئة تنفذ كذلك برنامج "صيف بلدنا"، الذى حقق نجاحًا ملحوظًا هذا العام بعد تنفيذه فى نحو 18 موقعًا ومصيفًا مختلفًا تمتد من مطروح والعلمين والإسكندرية حتى رأس البر ودمياط الجديدة وبورسعيد وجمصة، موضحًا أن البرنامج يستهدف الجمهور الذي لا يزور قصور الثقافة، من خلال إقامة الفعاليات في أماكن تواجده، لا سيما في المدن الساحلية والمصايف، بما يتيح تفاعلًا مباشرًا مع فئات المجتمع كافة.
وأضاف ناصف أن من بين البرامج البارزة أيضًا برنامج "أهل مصر"، الذى يقوم على فكرة دمج فئات المجتمع المختلفة من الشباب والأطفال والمرأة من المحافظات الحدودية، مشيرًا إلى أن البرنامج يُنفذ على مدار العام في شكل أسابيع ثقافية وفنية تستمر كل منها عشرة أيام، وتشمل أنشطة متعددة في المدارس ومراكز الشباب ونُزل الشباب والمواقع الثقافية، بما يعزز من روح المشاركة والانتماء الثقافي.
وأوضح مستشار رئيس الهيئة، أن هذه البرامج لا تقتصر على العمل داخل المواقع الثقافية، بل تتسع لتشمل التعاون مع المدارس عبر الزيارات الميدانية والأنشطة التفاعلية، وتنظيم ورش فنية وتشكيلية تستهدف تلاميذ المدارس في مختلف المحافظات، مضيفًا أن هذا التوجه يعكس إيمان الهيئة بأهمية بناء الوعي الثقافي منذ الصغر.
المهرجانات الفنية والموسيقية
كما أشار إلى أن الهيئة تنظم عددًا كبيرًا من المهرجانات الفنية والموسيقية في مواقع مفتوحة خارج أسوار قصور الثقافة، مثل مهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية الذي أُقيم في المسرح الروماني المفتوح بالمدينة، والذي يتسع لنحو 1200 مشاهد، وشهد حضورًا جماهيريًا تجاوز 1500 شخص في حفل الافتتاح، إلى جانب إقامة فعاليات في الحدائق العامة بالإسكندرية والإسماعيلية وغيرها من المحافظات، تأكيدًا لنهج الهيئة في الخروج بالثقافة إلى الناس.
ولفت "ناصف" إلى أن من المبادرات اللافتة أيضًا "الأتوبيس الفني"، الذي يتنقل بين القرى والمدارس ليقدم للأطفال ورشًا في الفنون التشكيلية وإعادة التدوير والأشغال الفنية، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يمثل نموذجًا عمليًا في غرس القيم الجمالية وتنمية المهارات الإبداعية لدى الأجيال الجديدة.
واختتم ناصف تصريحاته مؤكدًا أن جميع هذه الجهود تأتي تنفيذًا لتوجهات وزارة الثقافة بقيادة الدكتور أحمد فؤاد هَنو، التي تؤكد على ضرورة أن تكون الثقافة حاضرة في كل مكان، وأن تصل إلى المواطن المصري في قريته ونجعه ومصيفه ومدرسته، لأن العدالة الثقافية ليست شعارًا، بل ممارسة واقعية تؤمن بأن الثقافة حق للجميع دون استثناء.
ويأتي ذلك في ظل توجيهات الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، بضرورة تعزيز التواصل مع المجتمع المحلي والانفتاح بالأنشطة الثقافية خارج أسوار المواقع، تواصل الهيئة العامة لقصور الثقافة تنفيذ خططها الهادفة إلى توسيع قاعدة المستفيدين من الخدمات الثقافية، والوصول إلى المناطق الأكثر احتياجًا، بما يسهم في نشر قيم الإبداع والمعرفة في مختلف ربوع مصر.