تتجه أنظار العالم الى مصر خلال تلك الفترة، فبعد اتفاق شرم الشيخ التاريخي تصدرت القاهرة المشهد السياسي، والآن أصبح افتتاح المتحف المصري الكبير خلال أيام قليلة في ذروة الاهتمام العالمي، ومن المتوقع أن يحضر قادة وزعماء من حول العالم الحفل المقرر اقامته السبت المقبل.
سلطت مجلة نيوزويك الأمريكية الضوء على استعدادات الدولة المصرية لـ افتتاح المتحف المصري الكبير، وأشارت إلى أن البناء بدأ عام 2005، ودخل مرحلة الافتتاح التجريبي الجزئي في عام 2024 وأشارت المجلة إلى أن هناك حالة ترقب عالمية لمشاهدة مجموعة توت عنخ آمون.

وقالت المجلة الأمريكية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي روج للمتحف المصري الكبير باعتباره معلمًا وطنيًا يهدف إلى عرض تراث مصر على الساحة العالمية، وخاصةً تراث مصر القديمة الذي أسر العالم لقرون، حيث تعرض مجموعات أثرية ضخمة من العصر الفرعوني في مؤسسات عالمية مثل متحف اللوفر في باريس، والمتحف البريطاني في لندن، ومتحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك، وغيرها. واستشهدت المجلة بتصريحات الرئيس السيسي في ديسمبر 2024: حيث قال : يُمثل المتحف الكبير نقلة نوعية في عالم المتاحف، ليس فقط في مصر، لأنه أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة، وهي الحضارة الفرعونية".
وقالت المجلة عن مجموعة توت عنخ آمون إنها جوهرة المتحف، وتضم كرسيه الاحتفالي وضريحه الجنائزي المذهب، بالإضافة إلى 100 ألف قطعة أثرية من الحضارة المصرية القديمة التي تمتد عبر العصور الفرعونية واليونانية والرومانية بعضها معروف وبعضها يعرض للمرة الأولي.

ونشرت صورا بالأقمار الصناعية تُظهر التقدم المحرز في بناء المتحف على مدى العقد الماضي، وأشارت إلى جهود الدولة المصرية في مجال السياحة، وقالت إن المتحف الكبير جزءًا من مشروع أوسع لتطوير هضبة الأهرامات، ويؤكد طموح مصر الكبير.
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إن المتحف المصري الكبير هو مشروع عملاق بالقرب من اهرامات الجيزة تجاوزت تكلفته مليار دولار (765 مليون جنيه إسترليني) حتى الآن، وسيضم المتحف، الذي يُعد أكبر متحف أثري في العالم، أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من كنوز مصر القديمة
وأشارت إلى المعروضات في المتحف خلال فترة الافتتاح التجريبي في القاعات الاثنتي عشرة تتناول جوانب من المجتمع والدين والمعتقدات في مصر القديمة وقد تم تصنيف جميع القاعات المفتوحة حسب السلالات الحاكمة والترتيب التاريخي، وستعرض كل قاعة ما لا يقل عن 15 ألف قطعة أثرية.

وفي إيطاليا، قالت صحيفة الكوديتيانو الإيطالية بأنه أضخم مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين وأشارت الصحيفة تحت عنوان، افتتاح المتحف المصرى الكبير يضم كنوز توت عنخ آمون كاملة، إلى أن المتحف يحمل رحلة فريدة فى عمق الحضارة المصرية القديمة وسحرها الخالد الذى لا يزال يأسر العالم حتى اليوم.
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ قرون، لا يزال مصر تشغل خيال الإنسانية بأساطيرها وكنوزها ومعابدها الضخمة التي تجمع بين الطقوس الدينية والفن والعلم، واليوم، يأتي المتحف المصري الكبير ليُعيد تقديم هذه العظمة بروح معاصرة، في صرح معماري يجمع بين الحداثة والهوية المصرية.
وأوضحت الصحيفة أن المتحف لا يهدف فقط إلى عرض الآثار، بل يسعى إلى سرد قصة الإنسان المصري القديم وإنجازاته التي غيرت العالم، من اختراع الورق إلى تقويم 365 يومًا، مرورًا بأسرار الفراعنة التي لا تزال تحير العلماء، وعلى رأسها قناع توت عنخ آمون الذهبي.

ويمتد المتحف على نصف مليون متر مربع ليكون جسرا بصريا يربط بين النيل بالصحراء ويتناغم فى الأفق مع الأهرمات وأبى الهول ، كأنه جسر من الحجر والزجاج بين الماضى والمستقبل.
ويضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية موزعة على 12 قاعة عرض ضخمة، وتحكي تطور الحضارة المصرية من عصور ما قبل التاريخ حتى العهد اليوناني الروماني أما قلب المتحف فهو قاعة توت عنخ آمون، التي تمتد على مساحة 7 آلاف متر مربع، وتضم جميع القطع الـ5,500 التي اكتشفها عالم الآثار هوارد كارترداخل مقبرة الفرعون الشاب عام 1922.
كما يحتضن المتحف تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني وتوليموس الثاني وأرسينوي الثانية، إلى جانب برديات نادرة وكنوز الملكة حتب حرس، والدة الملك خوفو كما يضم المتحف حدائق مستوحاة من نباتات مصر القديمة، ومتحفًا للأطفال ومراكز للبحث والترميم، ليكون وجهة تعليمية وسياحية متكاملة تستهدف الأجيال الجديدة أيضًا.
وتؤكد الصحيفة أن افتتاح المتحف ليس مجرد حدث ثقافي، بل يمثل رمزًا لنهضة مصر الحديثة وسعيها لاستعادة مكانتها كعاصمة للثقافة والتراث العالمي.