حازم حسين

وطن السلام بين أكتوبر وشرم الشيخ.. احتفال الحياة والعقل فى محيط من الفوضى والجنون

الإثنين، 27 أكتوبر 2025 02:00 م


قرابة ساعتين قضاهما الرئيس السيسى مساء أول من أمس بين الحضور فى احتفالية «وطن السلام»، على مسرح مدينة الفنون بالعاصمة الإدارية.
حمل الحدث رسائل ومضامين مهمة فى الشكل والمضمون؛ وأهم ما انطوى عليه ضمنيا فكرة التمسك بأجواء الحياة الطبيعية، فى سياق إقليمى وعالمى غير طبيعى على الإطلاق.


وعامل الدهشة الأول أن الغالبية فوجئوا بالحفل مع انتقال هواء القنوات التليفزيونية إلى القاعة الفخمة، والحشد الكبير من الضيوف والفنانين من كل الأجيال والأطياف.


إذ لم يكن مُعلَنًا عنه استباقيًّا كغيره من الفعاليات الشبيهة، على ضخامة ما عُرض من فقرات متلاحقة بتنوع عريض وإيقاع لاهث، وبما يكشف للعالمين بتفاصيل صنعة الإبداع والكرنفالات الفنية عن استعدادات طويلة فى الكواليس، وفترات تحضير لا تقل عن ثلاثة أو أربعة أسابيع فى أبسط التقديرات.


والإشارة هُنا أنَّ الذين أعدوا ورتبوا للاحتفال تحت العنوان المختار، بدأوا عملهم بينما كانت الأوضاع مشتعلة فى قطاع غزة، والإرباك على أشدّه بشأن المحاولات المتواصلة لوقف الحرب، وما اضطلعت به مصر من أدوار سياسية ودبلوماسية، وصولا إلى إنجاز الاتفاق واستضافة قمة شرم الشيخ للسلام.


ما يُنبئ عن محصولٍ استشرافىٍّ من الثقة والاطمئنان إلى فاعلية الجهود الوطنية، وكفاءة رجال الظل المضطلعين بالمهمة الصعبة، بالضبط كما كان فى تحديد مطلع نوفمبر لافتتاح المتحف المصرى الكبير، بعد إرجائه عن موعده السابق فى يوليو، بالتزامن مع ذكرى ثورة 30 يونيو وخارطة طريق الخلاص من الإخوان.


تعيش الدول وتمضى فى طريقها مهما كانت المُنغّصات؛ غير أن الحادث من حولنا طوال العامين الماضيين كان استثنائيًّا فى تركيبه المُعَقّد، وتزامنه واتصال حلقات النار فيه على اتساع حزامنا الإقليمى.


بدءا من الطوفان فى غزة، ثم اشتعال الحرب بين الجيش السودانى وميليشيا الدعم السريع، والتوترات التى أثارها الحوثيون جنوبا فى البحر الأحمر، ومثلت ضغطا قاسيا على الاقتصاد والموارد الحيوية للدولة من قناة السويس وغيرها.


ولم تكن تلك التفاصيل مزعجة من زاوية اتصالها بالأبعاد الاستراتيجية لنظرية الأمن القومى فحسب؛ إنما لأثرها المباشر على الداخل بما حملته من أعباء وموجات نزوح، وما حملناه اختياريا من التزامات أخلاقية وإنسانية تجاه الأشقاء جنوبا وشرقا.


وذلك؛ بالتزامن مع ملفات قديمة مُفتّحة فى كل مجالنا الجيوسياسى الحيوى، ومُربكات طارئة وتحمل فى ثناياها مخاطر وجودية عرضت كثيرا من الثوابت الوطنية لاختبارات قاسية، وتطلبت خوض معارك خفية ومعلنة؛ لم تغب عنها الخشونة وإن اتخذت مظهرا ناعما.


كُنّا وما نزال نعمل مع الأشقاء اللبنانيين من خلال اللجنة الخماسية، ولم تخرج ليبيا بتعقيداتها الموروثة والمستجدة من دائرة الاهتمامات.
استضفنا مؤتمرا لدول جوار السودان ولم نتوقف عن العمل على لملمة الفوضى وتداعياتها، وصولا إلى الرباعية النشطة حاليا لإنهاء الاقتتال واستعادة المسار السياسى.


تصدّينا بحزم سبّاق ومبكر للغاية لنوايا الاحتلال تجاه غزة، ووضعنا رفض التهجير عنوانا ثابتا على لائحة الاهتمامات الدولية، جنبا لجنب مع الدأب الجاد فى انتشال القطاع من مأساته، وتخطيط معالم مستقبل ينتهى بالتعافى والإعمار وإعادة وصل المنقطع بين جناحى الدولة الفلسطينية المأمولة.


وقد أعدنا «حل الدولتين» إلى الواجهة فى قمة القاهرة للسلام، أكتوبر 2023، ورعيناه من وقتها جنبًا إلى جنب مع رفض التهجير، وعلى الخط الذى رسمناه سار الجميع لاحقا.


لم تخضع مصر للابتزاز رغم الضغوط والإغراءات. كُنّا أكثر المتضررين من استعراضات الحوثيين التى ما آلمت إسرائيل ولا شكّلت خطرا عليها؛ لكننا رفضنا أن نكون شريكا فى العملية العسكرية عند باب المندب، بينما الأسباب الحقيقية للاشتعال والجبهة المثالية لإطفاء الحرائق يراها الجميع فى الشريط الساحلى الضيق جنوب غربى فلسطين.


كانت الصورة غائمة فى عيون الجميع تقريبا؛ إلا مصر وشعبها. وتحملنا جرّاء الوضوح والاستقامة ما لم يتعرض له الآخرون، وقد لا يُطيقه أحد سُوانا.
كانت المشكلات جُزئيّةً لدى كل الأطراف؛ حسب الهوى والمصلحة والحسابات الضيّقة، وظلّت كُتلةً واحدة بالنسبة لنا. إسرائيل تخوض حربًا ظالمة تأسست على ذرائع مكّنتها منها حماس تطوعا، والأخيرة فجّرت القنبلة وتركت شظاياها تتطاير فى كل الاتجاهات.


الاحتلال يسعى إلى إفناء القضية كلها، والفصائل تروم النجاة بنفسها حصرا، والمُمانَعة تستثمر فى فائض الفوضى، وغيرها يتفرّجون من منطقة الحياد؛ كأن المسألة لا تعنيهم من الأساس.


بينما كانت القاهرة وحدها تنشغل بإسكات البنادق، واستنطاق السياسة، وتخليص الضحايا من مخالب الجُناة والمغامرين على السواء.
فريق ينتقد نتنياهو، وآخرون يُغلظون النقد للسنوار وجماعته، وجميعهم يصوّبون ناحيتنا بالهوى وسوء الطويّة؛ حتى أنَّ الصهاينة تحدّثوا لغة الإخوان، والعكس، وتظاهر قطيعٌ من نفايات جماعة البنا ضدنا فى قلب تل أبيب.


خاض الخصمان حربًا صريحة وواضحة المعالم؛ لكنّنا خُضنا حروبًا عدّة، متشابكةً ومُتداخلة ومَطويّة على قدرٍ لا حصر له من التناقضات: إعلاء جدار القضية فى مواجهة الاحتلال، وانتشال الوجود الفلسطينى من طوفان الفصائل، تحييد الممانعة وترويض الاعتدال، والرد وتفنيد الشبهات من الصديق قبل العدو.


وكل هذا بالتزامن مع مجابهة الضغوط وأمواجها العالية من الخارج، واستقطاب المُحايدين وغير المقتنعين تماما بانحيازهم للجانب الخطأ من التاريخ وقيم الإنسانية والقانون.


درع يمنع التمادى فى أطماع قضم الجغرافيا وإزاحة الديموغرافيا، ووسيط يتجرّد قدر الإمكان لإنجاز التوافقات التى بدت مستحيلة وقتها؛ من دون أن يُفرّط فى ثوابته أو يُفرِط فى التحدى بينما لا عاقل سواه ليضطلع بمهمة الإنقاذ والإحياء.


والأهم على الإطلاق كان فى صد الدعايات، وحراسة السردية العادلة، وإعادة تسويقها للعالم بما يمهد لاعتدال موازينه المائلة، والوصول إلى النقطة التى وصلنا إليها اليوم.


خطة ترامب؛ على كل ما يمكن تسجيله بشأنها، تُلخِّص نجاح مصر فى وقفتها الفردية، بصدرٍ عارٍ من الادعاء، ومُمتلئ بالثقة واليقين. توقَّفت الحرب بالشروط التى وضعناها منذ فاتحة الأزمة، وسينطلق مسار التعافى والإعمار وفق الخطَّة المصرية.


ولا مقارنة تبرز الفارق قدر أن نضع عنوان «الريفييرا الشرقية» على لسان ترامب قبل ثمانية أشهر فقط، مقابل ورقة البنود العشرين الآن، بما تتحدث عنه صراحة من إعادة تأهيل غزة لأهلها، وضمنيا عن إفساح مجال للنضال الفلسطينى أن يتجسّد مُجدَّدًا تحت مظلَّة الإجماع، وبعدما يستوعب دروس الإخفاقات الماضية، ويُنعش هياكله وأجندته الوطنية لتكون قادرة على البزوغ كطائر الفينيق من رماد الوهن والمأساة.


جلسة الرئيس الواثقة المطمئنة فى الاحتفالية، وكلمته الموجزة التى كانت مُحمّلة بكل مشاعر الرضا والافتخار، لم تكن نابعة من حصيلة الأسبوعين الأخيرين فحسب؛ بل من مرارة الشهور الطويلة الماضية، واستيفاء الحقوق بعدما أقامت مصر حجتها على الجميع بالبرهان، وانتصرت فى معركة فُرضت عليها، لم تخترها أو تحدد ميقاتها وميدانها.


وذلك؛ مثلما حققت النصر فى الشهر نفسه قبل ما يزيد على نصف القرن، فكانت الحرب مدخلا إلى السلام عن اقتدار، وليس أقوى من أن تربح بالسياسة ما عجز الآخرون عن تحقيقه بالنار والبارود والقوة الغاشمة.


وإذا كانت الصِّلة الأقرب للاحتفالية تُحالُ بالمنطق والسياق إلى ذكرى أكتوبر الثانية والخمسين، فإنَّ شعارها مغروس فى طينة الحاضر ونابت منه؛ ليس لأننا عبّدنا الطريق للسلام على غير هوى من المتحاربين فى الجانبين، ولكن لأننا أفلتنا من المكيدة التى كانت تُدبر لنا وللقضية: نحن بتوريطنا فيما يتضاد مع مصالحنا الاستراتيجية، وقضية فلسطين بحرمانها من آخر حواضنها المخلصة والأمينة عليها، أو لعلها الوحيدة الآن كما كانت طوال الوقت.


وليس مجّانيًّا أن يُرفَقَ عنوانُ الحفل بالشطرة الشعرية اللامعة من نشيدنا الوطنى بدءا من عشرينيات القرن الماضى، «واسلمى فى كل حين»؛ لأنَّ السلامة التى غنمها الجنود بتضحياتهم على جبهة سيناء، وحفظها الساسة بالدبلوماسية والقانون بعدما استردوا الأرض كاملة غير منقوصة، كان يُراد تعريضها لامتحان يخلخلها انطلاقا من غرام البعض بالمقامرات الخاسرة والنزوات الحارقة.


ليست الأوضاع مثاليّةً على كل حال، والقيادة السياسية نفسها تقرّ بالضغوط والأحمال الثقال على البلاد والعباد.
ما من دولة تعرضت لما مررنا به طيلة السنوات الماضية منذ مطلع العام 2011، وقد تلقينا ضربات عفوية ومقصودة بما يكفى لإسقاط بلدان ومجتمعات أكثر تماسكا بشمولية السياسة أو استقرار بوفرة المال.


وما الدول الفاشلة من حولنا ببعيد، ولا التى كانت تتوهم أنها ناجحة وصارت تلعق جراحها وتتصدع نفسيا أمام احتمالات لا تعرف مداها ولا تقدر على إدارتها. وآخر ما نحتاجه اليوم أن نُختبر فى نقاط هشاشتنا، أو أن نغامر بما لدينا من عناصر قوة وصلابة.


الحفل تضمن إشارات تُوجب التفاؤل، أكان فى المضامين أم نوعية المشاركين. أسماء كانت خارج دوائر النظر، وتصويب لأخطاء أنتجتها ظروف متقلبة، ورسختها توازنات لم تكن الأفضل وقتها أو الآن.


وإذا أضفنا الصورة بكامل تفاصيلها، إلى سوابق كالحوار الوطنى رغم تحفظات البعض على خلاصاته الأخيرة، ثم مناداة الرئيس مؤخرا بإصلاح الإعلام وإفساح مجال فيه لتنوع الآراء، وما كان من نشاط لجان العفو الرئاسى وبقية الجهود العاملة فى المسار نفسه، وآخرها مناشدة المجلس القومى لحقوق الإنسان بشأن بعض المحبوسين، والاستجابة السريعة من رئيس الجمهورية؛ فإننا إزاء رغبة انفتاحية تتحرك على طريق الإصلاح؛ ولو ببطء واحتياط.


ذلك أنَّ رواسب السنوات بعد الربيع العربى، وفى معركة الإرهاب الطويلة مع الإخوان وذيولهم، تركت كثيرا من العُقد وتراكمات الارتياب بين كل الأطراف، وهى مسألة تحتاج إلى النظر فيها بعقلٍ موضوعى بارد، ونفسٍ مُنفتحة ومُتجرّدة، من دون إبطاءٍ طبعا؛ إنما من دون استعجال أيضا.


عبرنا انتخابات الشيوخ ونتحضر للنواب، وقد لا يكونان الأفضل؛ لكنهما من قبيل استحثاث الخطى على أسلم الطرق الصالحة لممارسة الحياة الطبيعية، فى ذاك السياق المُطوّق لنا من كل ناحية باختلاله واستثنائيته القاسية.


إنها وصفةٌ لمحاولة التغلُّب على إرثٍ لم نكن صانعيه بإرادة خالصة؛ قدر ما أُجبرنا عليه واضطررنا له تحت وطأة الأحوال غير الاعتيادية. وإذ نتحرك عن احتياج لا يُنكَر للحركة؛ فإن منبع المبادرة من جهة الدولة يُؤشر على الرغبة الحقيقية، ويستلزم الاحتضان والمواكبة.


ولا أستنكف القول إن سلوك الإدارة ينطوى على شىء من المراجعة الإيجابية؛ فيما تتكلس أغلب القوى السياسية وتتجمَّد عند ماضيها القديم، ولا تُراجع نفسَها؛ كما لو أنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان، وأنه لن يكون سواه أيضًا.


الإعلام فى حاجة للاشتغال على الذات، وهو جهد أَولَى وأنفع من اللجان والفعاليات المُرتَّبة بعناية مع السلطة التنفيذية.
الأحزاب عليها أن تُشخِّصَ عِلّاتها الراهنة وتجِدّ فى طلب العلاج والتعافى، والنقابات والمجتمع المدنى ومراكز الفكر كذلك.
وقد كشفت الشهور الماضية عن خلل عميق فى تصور المسائل الاستراتيجية، وتعاطى بعض التيارات معها؛ حتى أن خطاب الإخوان أو ما يُشبهه بدا كأنه يتردد على ألسنة من يدّعون عداوتهم، وما تزال الأغلبية تتعثر جبرا أو اختيارا بين العقل والعاطفة.


رأيت فى الاحتفالية وطنًا يستعيد رائحة ماضيه المشرّف، ويُعَقِّب عليه بحاضرٍ لا يقلُّ جلالاً ومَهابة. توارى كثيرون وقتما برزت مصر من بين الجموع، أوقفت الحرب كما أرادت؛ لأنَّ العِبرة لم تكن فى التهدئة؛ قدر ما أن تكون على مُرتكزاتٍ تصون ولا تُبدِّد، وتحفظ حقوق الفلسطينيين ولا تُمكّن أعداءهم من تعميم نكبتهم الثانية زمانًا ومكانًا.


كان احتفالا بالفاعلية لا الاستعراضات الشكلية، وحملات العلاقات العامة المدفوعة والمساحات المُشتراة فى الصحف وعلى الشاشات، مثلما سيكون الحال بعد خمسة أيام فقط، إذ نُغنِّى فى مواكب المتحف الكبير وعُرس افتتاحه، بينما يقتسم الذين أرادوا لنا السوء مرارة إخفاقهم مُجدَّدًا.


وقد تكسَّرت أحلافهم المُستَترة والظاهرة، وتواطؤهم الضمنىّ والمُتّفَق عليه، وآلت حملات الدعاية السوداء، إعلامًا وتظاهُرًا وقوافل وحصارًا للسفارات، إلى رصيدٍ إضافى فى حساب القاهرة، وفضيحة تُكلّل هامات أصحابها والسائرين معهم فى زفّة العار.


الذين أطلقوا الطوفان كانوا مُستعدّين له؛ أو هكذا يُفتَرَض، وحلفاؤهم من خلفهم بالتبعية. والذين تعرّضوا لانفجاره الهادر يعيشون أبدًا على «حدِّ السكين»، وينظرون لإسرائيل كجيشٍ بُنِيَت من حواليه دولة.


المستعدون من الجانبين خابوا فى الاستراتيجية ويتنازعون على التكتيك، بينما ربح الغزِّيون بصلابتهم المعجونة بالدم وغبار البيوت المتهدمة، ومعهم مصر التى دافعت عن وجودهم من الرصاصة الأولى إلى الأخيرة، وأدارت المواجهة بحصافة المطّلع على الخفايا، وكما لو أنها تخترق كهوف الأسرار هُنا وهناك، وتعرف مدى اللعبة، أو حددت النطاق الذى يجب أن تنتهى عنده ولا تتجاوزه.


احتفالية «وطن السلام» استدعاء لأكتوبر الحقيقى الأصيل، المُؤَسَّس على اعتقاد وطنى صافٍ، لا تتنازع فيه المصالح والأهواء، وعلى إعداد واستعداد تُؤخَذُ الأمورُ فيهما بحقِّها، وليس عن طيش وانفعالٍ، وخصام طارئ بين أُصولِيَّتَين بعد ردحٍ من التخادُم المُتبادَل.
كما أنها احتفاء بنزاهة المقصد وكفاءة الوسائل والأدوات، وبالثقة التى يُجسِّدها الفعل وتجرحها الاستزادة فى الكلام والشعارات، والردع الذى لا معنى له إنْ اضطُرِرتَ لاختباره.


حفلٌ للنصر بالسلاح والسياسة، وباتفاقِ شرم الشيخ، وبالقمَّة التى انتُزِعَت فيها تعهُّدات أمريكية كانت فى عداد المستحيل قبل أسابيع، ولم تَرتَخِ قبضة القاهرة فيها؛ وقتما كان العالم يتسابق على رضا سيد البيت الأبيض، بما يملكونه من مُقدّراتهم الخالصة، قبل ما يزهدونه ويُجاملون به من حقوق الفلسطينيين.
حفلٌ وطنى خالص؛ اللهم إلَّا من بعض الأشقاء الغزِّيين الأبرياء، ومنهم الطفلة ريتاج التى استقبلها الرئيس وأجلسها بجواره؛ وقد حضروا لأنها كانت تضحياتهم ومأساة القطاع، واستُحضِر الاحتفالُ بوَقفها فى القاهرة؛ لأنها كانت معركة مصر، بهم ومعهم، ومن قبلهم وبعدهم ودون الجميع أيضًا.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب