تتجه أنظار العالم إلى القاهرة مع اقتراب موعد الافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير فى الأول من نوفمبر المقبل، فى حدث سلطت الصحف العالمية والأوروبية عليه الضوء، ووصفته بأنه الأضخم فى تاريخ الثقافة العالمية خلال القرن الحادى والعشرين، مشيرة إلى أن هذا الصرح العملاق الذى يجاور أهرامات الجيزة يُعد تتويجًا لطموح مصرى استمر لأكثر من عقدين، ليصبح أكبر متحف أثرى فى العالم وواجهة جديدة للهوية الحضارية المصرية.
ووصفت وكالة نوفا الإيطالية الافتتاح بأنه، الحدث الأهم فى تاريخ المتاحف الأثرية الحديثة، مشيرة إلى أن مصر أنهت استعداداتها لاستقبال وفود دولية رفيعة المستوى تضم رؤساء دول وحكومات وملوكًا من أوروبا وآسيا وإفريقيا. ومن أبرز الحاضرين رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، والرئيس الفلسطينى محمود عباس، والرئيس الألمانى فرانك-فالتر شتاينماير، بالإضافة إلى ملك إسبانيا فيليبى السادس، إلى جانب ممثلين عن منظمة التعاون الإسلامى وعدد من المؤسسات الثقافية الدولية.
الإعلام الإسباني يشيد بالمتحف المصري الكبير ويصفه بأنه منارة الفن الفرعوني في قلب القاهرة
أما صحيفة الإسبانيول فقد وصفت المتحف بأنه منارة جديدة للفن الفرعونى تعكس مجد مصر الحضارى، مؤكدة أنه ليس مجرد متحف، بل مشروع ثقافى ضخم يعيد إحياء الذاكرة المصرية القديمة عبر عرض أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطى فترات تمتد من عصور ما قبل التاريخ إلى العصور اليونانية والرومانية.
ووصفت الصحيفة الإسبانية المتحف المصرى الكبير بأنه منارة جديدة للتراث الإنسانى ويمثل ذروة مشروع ثقافى ضخم امتد لسنوات طويلة شهد خلالها عمليات بناء متقطعة وإعادة هيكلة متكررة، ومع اقتراب لحظة الافتتاح الرسمى فإن القاهرة تستعد لتقديم تحفة معمارية وثقافية غير مسبوقة تضم مجموعة هائلة من الآثار المصرية القديمة من بينها كنوز توت عنخ آمون التى تعرض كاملة لأول مرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المتحف، الذى تبلغ مساحته نصف مليون متر مربع وتجاوزت تكلفته مليار دولار، يُقام عند سفح الأهرامات ليكوّن مشهدًا بصريًا فريدًا يمزج بين عظمة الماضى وروح الحاضر. ويضم المتحف المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون، التى تُعرض لأول مرة منذ اكتشافها، إلى جانب تماثيل ضخمة لرمسيس الثانى والملكة حتشبسوت، والمركب الشمسى الذى أُعيد ترميمه بعناية علمية دقيقة.
وأشارت صحيفة لابانجورديا الإسبانية إلى أن الملك فيليبى السادسسيشارك فى حفل الافتتاح تلبية لدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى مشيرة إلى أن الملك عبر عن فخر بلاده بالمساهمة فى إنشاء هذا الصرح العالمى الذى يعكس مكانة مصر كعاصمة للتراث الإنسانى.
يضم المتحف اثنتى عشرة قاعة عرض رئيسية، مزوّدة بتقنيات رقمية حديثة وأنظمة إضاءة تفاعلية تتيح للزائرين عيش تجربة سردية متكاملة عن الحضارة المصرية. كما يحتوى على مركز عالمى للترميم ومكتبة أثرية ومركز للتدريب والتعليم، ما يجعله مجمعًا ثقافيًا متكاملاً وليس مجرد متحف للعرض فقط.
وتشير التقديرات إلى أن أسعار تذاكر الدخول للأجانب ستبلغ نحو 30 يورو، بينما تتوقع وزارة السياحة المصرية أن يؤدى الافتتاح إلى رفع معدلات إشغال الفنادق إلى ما بين 85 و90%، مع استقطاب ما يقارب 18 مليون سائح بنهاية عام 2025، مقارنة بـ 15.3 مليون العام الماضى.
ويرى خبراء الآثار والثقافة أن افتتاح المتحف المصرى الكبير يمثل لحظة فارقة فى استعادة القوة الناعمة المصرية عبر الثقافة والفنون والتراث، مؤكدين أن المشروع لا يهدف فقط إلى عرض الآثار، بل إلى بناء جسور حوار بين الحضارات وإعادة تقديم مصر للعالم بوصفها حاضنة للتاريخ الإنسانى.
ومع مشاركة هذا العدد الكبير من القادة والزعماء، يتحول افتتاح المتحف المصرى الكبير إلى احتفالية عالمية تعيد رسم خريطة السياحة الثقافية فى الشرق الأوسط، وتكرّس القاهرة كعاصمة للتراث والضوء والمعرفة. ومن على أعتاب الأهرامات، تعلن مصر للعالم أن ماضيها العظيم ما زال يلهم حاضرها ويقود مستقبلها بثقة ورؤية حضارية جديدة.