في مثل هذا اليوم من عام 1728، وُلد المستكشف البحري البريطاني جيمس كوك، أحد أعظم رواد الملاحة في التاريخ الحديث، الذي غير بخبراته وجرأته خريطة العالم المعروف آنذاك، قبل أن تنتهي رحلته الدرامية على شواطئ هاواي عام 1779.
منذ شبابه، جذبته البحار والمغامرة، فبدأ كوك حياته في الأسطول التجاري قبل أن ينضم إلى البحرية الملكية البريطانية، وهناك لمع نجمه كقائد متمكن وخبير في رسم الخرائط والملاحة، بفضل دقته وبراعته، أصبحت خرائطه مرجعًا مهمًا للبحّارة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
رحلاته الاستكشافية
قاد كوك ثلاث رحلات استكشافية كبرى بين عامي 1768 و1774، كانت الأولى منها إلى تاهيتي ثم إلى نيوزيلندا والسواحل الشرقية لأستراليا، ليكون أول من رسم خريطة دقيقة لتلك المناطق، وفي رحلته الثانية عام 1772، توغل في أعماق المحيط الجنوبي مقتربًا من القطب الجنوبي، مكتشفًا أراضٍ جديدة مثل كاليدونيا الجديدة.
أما رحلته الثالثة، فقادته إلى جزر هاواي عام 1778، ليكون على الأرجح أول أوروبي تطأ قدمه تلك الجزر. استقبل السكان المحليون كوك وطاقمه بحفاوة، معتبرين وصولهم حدثًا ذا طابع مقدّس. لكن سرعان ما تحوّل هذا الترحيب إلى صدام دموي بعد عام، حين اضطر كوك للعودة إلى الجزيرة إثر عطل في سفنه.
وعاد إلى هاواي لإصلاح أعطال السفينة حيث لقي حتفه في 14 فيفري عام 1779 في إحدى المناوشات التي دارت حول قارب مسروق.
ورغم نهايته المأساوية، بقي إرث جيمس كوك شاهدًا على عصر من الاكتشافات التي فتحت آفاقًا جديدة أمام البشرية، ورسّخت مكانته كأحد الرموز الخالدة في تاريخ الملاحة البحرية.