"القتل على مائدة الطعام".. صاحب محل أدوية بيطرية يقتل سيدة وأطفالها الثلاثة بـ"سم فى عصير".. ويوزّع جثثهم للهروب من جريمته.. العثور على الطفلين سيف وجنى يكشف الفاجعة.. وخبير قانونى: الإعدام مصيره المحتوم.. صور

الإثنين، 27 أكتوبر 2025 01:00 م
"القتل على مائدة الطعام".. صاحب محل أدوية بيطرية يقتل سيدة وأطفالها الثلاثة بـ"سم فى عصير".. ويوزّع جثثهم للهروب من جريمته.. العثور على الطفلين سيف وجنى يكشف الفاجعة.. وخبير قانونى: الإعدام مصيره المحتوم.. صور المجني عليهما

كتب: أحمد حسنى

"القتل على مائدة الطعام".. عبارة قصيرة لكنها تختصر الكثير من الدماء المهدرة، فالمائدة التي وُجدت لتجمع الأحبة وتُطعم الجائعين، تحوّلت في هذه الجريمة إلى مسرح موت، والشراب الذي يُطفئ العطش صار وسيلة لغدر لا يرحم، فالحب للطعام والشراب لا يمكن للبشر أن يمنعوه عن أنفسهم، لكن هذا الحب ذاته قد يطيح بحياتهم إن اختلط بالسم.

ورغم أن الإحصاءات العالمية تشير إلى أن النساء هنّ الأكثر استخدامًا للسم في جرائم القتل – لعجز كثير منهن عن المواجهة المباشرة أو استخدام العنف – فإن هذه الجريمة تثبت أن الرجال أيضًا قد يستخدمون السم حين يكون الهدف الانتقام البارد الذي لا صوت له.

في الجيزة، كان صاحب محل أدوية بيطرية هو بطل هذه المأساة، رجل استخدم أدوات عمله لا لإنقاذ حياة حيوان، بل لقتل أم وأطفالها الثلاثة.

بحسب التحقيقات، أقامت الأم مع المتهم في شقة مستأجرة بصحبة أبنائها الثلاثة، قبل أن تتوتر العلاقة بينهما بعد أن اكتشف ما وصفه بـ"سوء سلوكها"، ومن هنا بدأ تنفيذ خطة الموت الهادئ.

في يوم 21 من الشهر الجاري، دسّ السم في كوب عصير وقدّمه للمرأة، التي سرعان ما شعرت بإعياء شديد، نقلها إلى المستشفى مدعيًا أنها زوجته، وسجّل بياناته باسم مستعار، ثم غادر تاركًا جثمانها بعد وفاتها.

وبعد ثلاثة أيام، قرر التخلص من أطفالها، اصطحبهم في نزهة، وقدّم لهم العصير الممزوج بالسم نفسه.

رفض أحدهم، طفل في السادسة من عمره، تناول العصير، فكان مصيره الإلقاء في مجرى مائي بإحدى الترع، أما شقيقاه ففقدا الوعي بعد تناول العصير، فنقلهما المتهم بمعاونة عامل وسائق "توك توك" حسن النية إلى مكان العثور على جثتيهما لاحقًا.

التحريات كشفت خيوط الجريمة كاملة، وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على المتهم الذي اعترف بتفاصيل جريمته البشعة.

النيابة العامة أمرت بإحالته للفحص النفسي والعقلي للتأكد من سلامة قواه الإدراكية أثناء ارتكاب الجريمة، إلى جانب تحليل مخدرات شامل لبيان ما إذا كان تحت تأثير أي مواد أثناء التنفيذ، بعد قرار حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.

القانون لا يرحم من يغدر بالسم

يقول المحامي بالنقض خالد محمد إن القانون المصري يعتبر القتل بالسم من أشد أنواع القتل عمدًا وخطورة، لأنه يجمع بين الغدر والخيانة والجبن، إذ لا يتيح للمجني عليه فرصة الدفاع عن نفسه، خاصة أن الجريمة عادة تُرتكب بيد من يثق بهم الضحية – كزوج، أو صديق، أو قريب.

ويضيف أن القتل بالسم يُعدّ قتلًا عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، لأن الجاني يفكر ويتحين الوقت المناسب لتنفيذ فعلته، فيشتري السم ويضعه في الطعام أو الشراب عن قصد.

ولهذا، فإن العقوبة المقررة قانونًا هي الإعدام شنقًا، لتوافر جميع أركان القتل العمد المقترن بالنية المسبقة والترصد.

جريمة "قتل البراءة بالسم" لم تترك فقط خلفها ضحايا أبرياء، بل خلّفت أيضًا سؤالًا إنسانيًا قاسيًا: كيف يمكن للإنسان أن يحوّل مائدة الطعام، رمز الحياة، إلى وسيلة موت بارد؟

إنها مأساة تختصر أقصى درجات الخيانة، حين يُقدَّم السم بيدٍ كانت تُمسك يومًا بكوب المحبة.

المتهم
المتهم

 

صورة تعبيرية بالذكاء الاصطناعي (1)
صورة تعبيرية بالذكاء الاصطناعي

 

صورة تعبيرية بالذكاء الاصطناعي (2)
صورة تعبيرية بالذكاء الاصطناعي 

 

صورة تعبيرية بالذكاء الاصطناعي (3)
صورة تعبيرية بالذكاء الاصطناعي


أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب