مجدى أحمد على

يا سينما يا غرامى أهمية أن نتثقف يا ناس / 9

الأحد، 26 أكتوبر 2025 08:00 م


"إذا لم تكن تعرف فتلك مصيبة وإذا كنت تعرف فالمصيبة أعظم" هذا ما خطر ببالي حين تأملت محادثتي مع رئيس المركز القومي للسينما الذي دفعه السيد وزير الثقافة لكي يطمأنني أن موضوع (الأرشيف) في الحفظ والصون وأن كله تمام وعال العال.

هل قرأ السيد الوزير الأوراق التي تركتها له والتي تحمل تفاصيل المشروع وتاريخ النضال من أجل تحقيقه؟ هل لا يدرك وزير الثقافة أن (الأرشيف القومي) لا يعني مجرد مخزن ترص فيه الأفلام المتواجدة داخل قبو في مبنى لا تعالج فيه نسبة الرطوبة ولا الحرارة ولا اساليب الحفظ الحديثة؟ هل لا يعرف السيد الوزير أن الأرشيف الحديث  هو "ذاكرة للوطن" .. هو مشروع طموح لتجميع كل تراث السينما المصرية (بل والعربية) من جميع جهات الإنتاج وترقيمه وتبويبه وعمل نسخ صالحة للعرض للدراسين وللأغراض الثقافية المتنوعة ؟ هل لا يعلم السيد الوزير أِن صناعة السينما المصرية الرائدة والتي زاد عمرها عن 120 سنة لا تملك كل أفلامها وأن الأفلام التي باعها أصحابها (لظروف نعلمها جميعا) قابلة للاستعادة والترميم وعمل نسخ ممتازة للعرض غيرالتجاري باتفاقات سيادية لا أظن أن الدولة غير قادرة على إبرامها؟


هل يعرف السيد الوزير أن منصب رئيس الأرشيف القومي الفرنسي مثلا منصب سام يتولاه شخص ذو حيثية ثقافية وسياسية ويجب أن يتمتع بصلاحيات (مستمدة من قرار رئاسي) ا الاتصال بجهات مانحة لن تمانع إطلاقا في دعم أي خطوة تؤدي إلى إنقاذ التراث السينمائي لأقدم صناعة سينمائية في المنطقة (وربما العالم) ؟ وأنني اقترحت شخصيات لرئاسة الأرشيف مثل عمرو موسى ومحمد سلماوي وغيرهم الذين يمثلون بوزنهم الثقافي والسياسي – وجها محترما قادر على تطوير المشروع مع التقدم التكنولوجي الهائل لكي يصبح واجهة لمصر ذات الحضارة والتاريخ؟
في الحقيقة بعد تأمل الموقف أدركت أن الوزير يعلم كل هذا

(المصيبة أعظم) هل يسخر منا السيد وزير الثقافة المحترم؟ لأنه من المستحيل أن نصدق أنه يعتقد أن (مخزن) المركز القومي للسينما هو نواة لمشروع الأرشيف... وهو يعلم قطعا أن مصر الدولة لا تملك سوى 212 فيما روائيا طويلا وأن (نيجاتيف هذه الأفلام على قلتها في حالة مزرية وأن باقي إنتاج السينما المصرية الذي يتجاوز عشرين ألف شريط موزع بين جهات متعددة داخل مصر وخارجها وأن (حقوق) عرض هذه الأفلام حتى للدارسين معقدة ومربكة ومتشعبة.. وأن استعادة كل هذه الشرائط في مجمع تكنولوجي حديث وأرشفتها بطريقة مبدئية وترميم النسخ السالبة منه والاحتفاظ بنسخ جيدة مبرمجة بحسب الحاجة (دراسة – أسابيع ثقافية – عروض مدرسية ... إلخ) وحتى عروض داخل قصور الثقافة والمجتمعات المحلية.. كل هذا يحتاج إلى جهد مخلص وفهم دقيق لا ينجزه سوى خبير مهتم بصدق بإنقاذ ما بقي من هذه الصناعة التي كنا روادها والتي توشك أن نفقدها.


وأخيراً.. رغم كل شئ :


تفاءلت عندما قرأت أن الزميل الاستاذ المصور محمود عبد السميع اتفق مع وزارة الثقافة على إعداد (متحف للسينما) وأنه بدأ في محاولة تجميع قطع نادرة من الكاميرات والأفيشات وأجهزة المونتاج القديمة إلخ.


ورغم عدم حماسي لفكرة أن يتولى شخص مهما كان جهده وإخلاصه كمحمود عبد السميع التصدي لمشروع يحتاج لجهد وزارة بل ودولة كاملة إلاوانني وعملا بحسن النية – توقعت خطوة ما من الاتجاه الصحيح إلى أن فوجئت بأن السيد الوزير يخبر بعض الزملاء ألا تتعجلوا فالدولة قررت عمل متاحف لكل الفنون خلف المتحف الكبير بالهرم ومن ضمنها متحف السينما..!!


اذن فلنصمت جميعا ولننسى كل ما حلمنا به وننتظر متحف للسينما .. هو في الواقع متحف لعقولنا التي أوشكت على الضياع وأملنا الذي يخيب دائما عند لحظة الترقب والتفاؤل.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة