أثار اكتشاف نهر الذهب فى إسبانيا جدلا واسعا وعاد الحديث مجددا عن الأنهار التي تختبئ بين ضفافها ثروات طبيعية ونفائس تاريخية، فالمياه لم تكن يوما مجرد مصدر للحياة، بل أيضا مسرحا للأساطير والأكتشافات المدهشة من الذهب والألماس وحتى الزمرد.
وفى إسبانيا، وتحديدًا في إقليم الأندلس، كشفت الدراسات عن رواسب ذهبية دقيقة في نهر تيُنتو، الذي كان مصدر إلهام لأسطورة نهر الذهب، هذا النهر، الذي اشتهر بلونه الأحمر المائل إلى البرتقالي بسبب المعادن المؤكسدة، جذب الباحثين منذ العصور الرومانية، إذ كان الرومان يستخرجون منه كميات من الذهب والنحاس والفضة.
لكن أوروبا ليست وحدها التي تخفي كنوزها تحت سطح الماء، في إفريقيا، يُعد نهر أورانج الذي يمتد بين جنوب إفريقيا وناميبيا، أحد أغنى الأنهار برواسب الألماس في العالم. إذ تحمل تياراته الجبلية حبيبات الألماس التي تتكوّن في عمق الأرض وتنجرف عبر الرمال إلى السواحل الأطلسية، حيث ما زالت شركات التعدين تنقّب عنها حتى اليوم.
وفي أمريكا الجنوبية، يثير نهر ماديرا في البرازيل اهتمام الجيولوجيين بسبب تواجده في منطقة غنية بالذهب، بينما يرتبط نهر الأمازون بأساطير عن مدن ضائعة مثل إلدورادو، المدينة الأسطورية التي يُقال إنها مليئة بالذهب والزمرد.
ورغم مرور قرون على رحلات المستكشفين، لا تزال المنطقة تجذب المغامرين الباحثين عن الثراء والخيال.
أما فى آسيا فيعد نهر كالى على الحدود بين الهند ونيبال من أشهر الأنهار التي تروزى حولها قصص الكنوز القديمة ، إذ تشير بعض الروايات إلى أن الملوك القدماء رموا سبائك الذهب فى مياهه حماية لها من الغزاة.
كما يُعرف نهر يانجتسي في الصين باحتوائه على بقايا سفن غارقة من فترات إمبراطورية، يُعتقد أنها تحمل قطعًا أثرية ثمينة.
وفي أوروبا الشرقية، يجري نهر الدانوب كأحد أطول أنهار القارة وأكثرها غموضًا، ففي أعماقه بين رومانيا وبلغاريا، اكتُشفت عملات ذهبية تعود للعصور الرومانية، إضافةً إلى سفن تجارية قديمة محمّلة ببضائع فاخرة.
أما فى الولايات المتحدة فقد اشتهرت أنهار ولاية كاليفورنيا مثل ساكرامنتو وأمريكان ريفر خلال حمى الذهب فى القرن التاسع عشر، حيث هرع الالاف من الباحثين عن الثروة بحثا عن ذرات المعدن الأصفر فى مياهها الجبليةالباردة ، وحتى اليوم لا يزال بعض الهواة يغربلون الرمال بحثًا عن بريق الذهب في قيعان تلك الأنهار.
وفي مناطق من أستراليا، ولا سيما في ولاية فيكتوريا، لا تزال الأنهار تحتفظ ببقايا تاريخ طويل من التنقيب عن الذهب، الذي غيّر ملامح القارة وخلق موجة هجرة ضخمة في القرن التاسع عشر.