قال الفنان طارق الكومي، نقيب التشكيليين، إن المتحف المصري الكبير يعد حدثا عالميا بكل المقاييس، ليس فقط لصدى افتتاحه، بل لقيمة توقيته الذي يأتي في مرحلة حساسة يسعى فيها العالم إلى السلام وسط توترات وحروب.
وأوضح طارق الكومي، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن نجاح مصر في إنشاء أكبر متحف أثري في العالم هو في حد ذاته رسالة واضحة بأن مصر تبني ولا تهدم، وأنها ما زالت حاضنة للثقافة والفكر والإبداع، مضيفا أن المتحف يمثل خطوة مهمة فى ترسيخ صورة مصر كقوة حضارية وإنسانية.
وأضاف نقيب التشكيليين، أن المتحف لا يقتصر على عرض الآثار فقط، بل يمتد ليكون صرحًا ثقافيًا متكاملًا يضم مساحات مخصصة للحفلات والفعاليات، ومناطق للتسوق واقتناء الهدايا التذكارية، فضلًا عن بعده الأكاديمي والعلمي، مشيرًا إلى أن المتحف سيكون منبرًا لطلاب الفنون والباحثين لإجراء أبحاثهم ودراساتهم، معتبرا أنه ليس مجرد مكان للزيارة أو التنزه، بل أنه بيئة عمل وإبداع وبحث علمى.
متحف المصرى الكبير
بدأت فكرة إنشاء المتحف المصرى الكبير فى تسعينيات القرن الماضي، وفى عام 2002 تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف ليُشيَّد فى موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة الخالدة، حيث أعلنت الدولة المصرية، وتحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولى للمهندسين المعماريين، عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، وقد فاز التصميم الحالى المُقدم من شركة هينجهان بنج للمهندسين المعماريين بأيرلندا Heneghan Peng Architects، والذى اعتمد تصميمه على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هى المتحف المصرى الكبير.
وقد تم البدأ فى بناء مشروع المتحف فى مايو 2005، حيث تم تمهيد الموقع وتجهيزه، وفى عام 2006، أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط، خُصص لترميم وحفظ وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف، والذى تم افتتاحه خلال عام 2010.