من شرم الشيخ لبروكسل مسافة السكة.. مصر تعيد رسم مكانتها على خريطة العالم وترسخ السلام لإنهاء النزاعات.. استقبال تاريخى للرئيس السيسى بأوروبا.. تقدير عالمى لجهوده فى وقف إطلاق النار..وسفير تركيا: مصر تفرض السلام

السبت، 25 أكتوبر 2025 06:35 م
من شرم الشيخ لبروكسل مسافة السكة.. مصر تعيد رسم مكانتها على خريطة العالم وترسخ السلام لإنهاء النزاعات.. استقبال تاريخى للرئيس السيسى بأوروبا.. تقدير عالمى لجهوده فى وقف إطلاق النار..وسفير تركيا: مصر تفرض السلام

إيمان حنا

ـ إشادات عالمية بجهود مصر المحورية لإرساء السلام 

ـ مكاسب سياسية واقتصادية فى قمة بروكسل التاريخية.. الرئيس السيسى يرسخ صورة مصر كرائدة المنطقة 

ـ السفير التركى لليوم السابع: دور مصر محورى فى ترسيخ السلام.. نثمن خطوات مصر الناجحة لتحسين مناخ الاستثمار.. ونتطلع لتوسعة الشراكة معها 

 

عشرة أيام فقط قطع خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسى المسافة المهمة بين "قمة السلام بشرم الشيخ"، ذلك الحدث الأبرز في 2025 على الساحتين الإقليمية والدولية بمشاركة زعماء وقادة 30 دولة، في محطة فارقة أثبتت مصر من خلالها قدرتها على صنع القرار الإقليمي، و"القمة التاريخية المصرية الأوربية"في بركسل التي عُقدت الأربعاء الماضى، والتى أثبتت أن مصر أصبحت شريكًا لا غنى عنه في معادلة الأمن والتنمية، واستقبل قادة الاتحاد الأوربي المشاركين في القمة الرئيس السيسى كقائد السلام بمنطقة الشرق الأوسط؛ التي عانت طيلة عامين من اضطرابات عنيفة كادت تزج بها في أتون نيران حرب شاملة لا حدود لها؛ لولا تدخل مصر بجهود مضنية لوقف هذا السيناريو المروع.

أثبتت مصر قدرتها على قيادة جهود إرساء السلام وترسيخه كمسار أوحد لإنهاء الصراعات والنزاعات في المنطقة من خلال استضافة قمة السلام بشرم الشيخ؛ فاستحقت أن تحوز على تقدير وإشادات دول العالم كافة لدورها المحورى في حقن الدماء ليس في قطاع غزة فحسب؛ بل منطقة الشرق الأوسط التي كانت حافة الحاوية.

وعن الدور المصرى في قيادة جهود إرساء السلام بالشرق الأوسط، قال سفير تركيا لدى القاهرة صالح موطلو، إن الدور الذى تلعبه الدولة المصرية بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى في استقرار المنطقة هو دور محورى ورئيسى.

الرئيس السيسى مع مفوضية الاتحاد الأوربى خلال القمة التاريخية ببروكسل
الرئيس السيسى مع مفوضية الاتحاد الأوربى خلال القمة التاريخية ببروكسل

أشار السفير، في تصريحات لـ"اليوم السابع"، إلى أن مصر قادت مفاوضات طويلة إنهاء الحرب فى قطاع غزة بالتوازى مع دورها فى إدخالا المساعدات الإنسانية ، ولعبت الدور الرئيسى للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؛ مضيفًا أنه لولا مصر ما كان لهذا الاتفاق أن يتم، وقد انعكس الدور المصرى بوضوح في استضافة الأراضى المصرية لقمة السلام في شرم الشيخ بتاريخ 13 أكتوبر، بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمير قطر وعدد من كبار زعماء وقيادات العالم، وهى القمة التي عكست صورة أمام العالم، مصر الكبيرة القوية القادرة على قيادة جهود السلام بالمنطقة، فاتفاق شرم يهيئ المناخ لترسيخ دعائم السلام في الشرق الأوسط.

وأشار السفير التركى، فى تصريحاته الخاصة، إلى أن بلاده ستساهم مع الجهود المصرية في عملية إعمار قطاع غزة وأيضًا إيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين الذين عانوا طيلة عامين؛ مؤكدًا أن بلاده ستظل بجانب الدولة المصرية كتفًا بكتف في جهودها على الصعيدين الدعم الإنسانى وإعادة الإعمار في قطاع غزة .

وعن أهمية العلاقات المصرية ـ التركية، أكد السفير التركى اعتزاز بلاده بهذه العلاقات؛ واصفًا إياها بـ"الصداقة الراسخة"، مضيفًا في تصريحاته لليوم السابع، قائلًا "نعتز بالتقارب معها حيث تجمع البلدين علاقات دينية وثقافية وتاريخية قوية، وهناك مساعٍ مشتركة لفتح آفاق أرحب للتعاون بين البلدين؛ مضيفًا ونثمن الخطوات الناجحة والكبيرة التي اتخذتها الدولة خاصًة على الصعيد الاقتصادى وتحسين مناخ الاستثمار.

ثم جاءت قمة بروكسل، كمحطة مفصلية لانطلاق قطار الشراكة الواسعة مع الاتحاد الأوروبي ووضع حجر الأساس لملاح مرحلة جديدة؛ لتؤكد قدرة الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسى على بناء شراكات متوازنة مع أوروبا.

وفى وصفها لمكانة وأهمية الشراكة مع مصر قالت المفوضية الأوربية، إنها شراكة محورية لاستقرار الشرق الأوسط، وأكدت أن القاهرة تعد شريكًا استراتيجيًا رئيسيًا للاتحاد، وأن القمة الثنائية فرصة ذهبية لتعزيز الشراكة بين الجانبين ، مضيفًة أن التعاون مع مصر يشهد زخمًا غير مسبوق كنتيجة لعدة إنجازات، من بينها مؤتمر الاستثمار عام 2024، وإطلاق منصة الاستثمار بين الجانبين في 2025، وانضمام مصر إلى مبادرة  أفق أوروبا .

 
الرئيس السيسى يتوسط زعماء العالم فى قمة السلام بشرم الشيخ
الرئيس السيسى يتوسط زعماء العالم فى قمة السلام بشرم الشيخ

 

السفير التركي فى جانب من لقائه مع اليوم السابع
السفير التركي فى جانب من لقائه مع اليوم السابع


مشاهد استثنائية..


من المشاهد اللافتة خلال زيارة الرئيس السيسى لبروكسل، الاستقبال الاستثنائى للرئيس على المستويين الرسمي متمثلًا في قيادات الاتحاد الأوربي، والشعبى متمثلًا في ترحيب أبناء الجالية المصرية ليس في بروكسل فقط بل من أنحاء أوربا كافة؛ الذين توافدوا على المنطقة الكائن بها مقر المفوضية الأوربية في بروكسل؛ لاستقبال الرئيس السيسى بالهتافات الوطنية والأعلام والقلوب المفتوحة لرئيسهم.

ففي قلب العاصمة البلجيكية بروكسل قدم المصريون للعالم مشهدًا يعكس الحب والانتماء لوطنهم، ويؤكد تلاحم المصريين بالداخل والخارج ووقوفهم صفًا واحدًا خلف قيادتهم ؛ حيث توافد أبناء الجالية المصرية على العاصمة بروكسل قادمين من أنحاء القارة العجوز المختلفة ؛ للترحيب بالرئيس عبد الفتاح السيسى الذى وصل بروكسيل فى زيارة استثنائية في أهميتها.

ترحيب الجالية بزيارة الرئيس السيسى إلى بروكسل
ترحيب الجالية بزيارة الرئيس السيسى إلى بروكسل

واصطف أبناء الجالية المصرية أمام مقر إقامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في بروكسل، للترحيب بوصوله للمشاركة في القمة المصرية الأوروبية الأولى التى عقدت أمس الأربعاء، رافعين أعلام مصر وصور الرئيس السيسى؛ مرددين هتافات تعبر عن اعتزازهم بوطنهم ودعمهم الكامل لقيادته السياسية، وصدحت عبارة "تحيا مصر"، في سماوات العالم؛ مؤكدين أن حضورهم الحاشد يعكس التفاف المصريين في الخارج حول القيادة المصرية، وتقديرهم لما تحقق من إنجازات داخل الوطن في مختلف المجالات وخطى الدولة الثابتة نحو تعزيز شراكاتها الدولية، وترسيخ مكانتها كركيزة للأمن والسلام في الشرق الأوسط.

وأعرب المشاركون عن فخرهم بما تحققه مصر من إنجازات بخطى واثقة وأن مشاركة مصر في هذه القمة التاريخية تمثل رسالة قوية للعالم حول ثقل الدولة المصرية ودورها الفاعل في القضايا الدولية، وتفتح آفاق أرحب أمام تعزيز الاستثمارات الأوروبية في مصر؛ مؤكدين فخرهم بالدور الريادي الذي تقوم به مصر بقيادة الرئيس السيسي، وإن زيارة الرئيس والمشاركة في القمة المصرية الأوروبية الأولى تمثل محطة فارقة في تاريخ العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، وتعكس بوضوح الثقة الدولية المتزايدة في الدور المصري الريادي إقليميًا ودوليًا.

وأكد أبناء الجالية ثقتهم في القيادة المصرية التى تفتح دائما أبواب أرحب للمصريين وهذا يتضح فى زيارة الرئيس السيسى إلى بروكسيل و مشاركته فى القمة الأوربية.

كما ردد المشاركون الأغانى الوطنية مثل أحلف بسماها وترابها .. أحلف بدروبها وأبوابها؛ وأغنية يا أغلى اسم فى الوجود يا مصر .. يا اسم مخلوق للخلود يا مصر نعيش اكثر نموت لمصر تحيا مصر ، وغيرها من الأغانى التراثية التى تغنى بها عمالقة الطرب المصرى مثل عبدالحليم حافظ وشادية حبًا في مصر .

279411-احتفالية-الجالية-المصرية-فى-بروكسل
279411-احتفالية-الجالية-المصرية-فى-بروكسل

 

مكاسب قمة بروكسل..


حصدت مصر مكاسب كبيرة على الصعيدين السياسى والاقتصادى من قمة بروكسل، فقد أعادت القمة المصرية الأوربية رسم ملامح الشراكة بين مصر و أروبا، واتفق الطرفان على المضي  بخطى سريعة نحو تنفيذ مشروعات واستثمارات مشتركة تدعم النمو والاستقرار في المنطقة تشمل الأمن الغذائي والتحول الأخضر والتغير المناخي، كما ناقش الجانبان تعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي، في ظل الإمكانات الضخمة التي تمتلكها مصر وقدرتها على أن تكون مركزًا إقليميًا للطاقة يربط بين الشرق والغرب.

وكان ضمن مكاسب تلك القمة حصول مصر على حزمة مالية بقيمة 7.4 مليار يورو حتى 2027 لدعم التنمية والتكامل الاقتصادي؛ حيث شهد الرئيس السيسي وأورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية وأنطونيو كوستا رئيس المجلس الأوروبي توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين مصر والاتحاد الأوروبي، من بينها مذكرة تفاهم بشأن حزمة الدعم المالي بقيمة ٤ مليارات يورو بين الاتحاد الأوروبي ومصر، حيث وقع من الجانب المصري الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومن جانب الاتحاد الأوروبي مفوض الاتحاد الأوروبي للاقتصاد والإنتاج فالديس  دومبروفيسكس.

 

كما شهدوا توقيع برنامج هورايزون أوروبا بين مصر والاتحاد الأوروبي، حيث وقع من الجانب المصري الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية ومن الجانب الأوروبي ايكاترينا زهاريفا مفوضة الاتحاد الأوروبي للشركات الناشئة والأبحاث والابتكار.

وشهدوا أيضًا توقيع بيان مشترك بشأن اتفاقية التمويل بشأن "دعم الاتحاد الأوروبي لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية"، حيث وقعتها من الجانب المصري الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومن جانب الاتحاد الأوروبي وقعت دوبرافكا سويكا مفوضة الاتحاد الأوروبي لشئون منطقة البحر المتوسط.

وعلى الصعيد السياسى ، رسخت الدولة المصرية أقدامها كربان لسفينة الشرق الأوسط، ومن يرغب بالتعامل مع هذه البقعة من العالم عليه الدخول من بوابة المحروسة وليس غيرها، كما شهدت القمة تحولًا في الموقف الأوروبي تجاه قضية سد النهضة، إذ أعلن الاتحاد الأوروبي دعمه الكامل لحقوق مصر المائية ورفضه لأي إجراءات أحادية تهدد استقرار المنطقة، وهو ما يعكس نجاح الدبلوماسية المصرية في تحويل الملف إلى قضية أمن إقليمي دولي.

لقد أعاد الرئيس السيسي إلى المواطن المصرى شموخه بكونه ينتمى لتراب مصر، ولدولة قادرة على صنع السلام وإعادة التوازن في المعادلات الأكثر تعقيدًا .
وفى سياق متصل، قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا إن القمة تركز على تعميق الشراكة السياسية والاقتصادية، وتعزيز التعاون الثنائي بما يدعم الاستقرار والسلام والازدهار المشترك.

وكانت مصر والاتحاد الأوروبي قد وقعا في مارس 2024 اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة، وتتضمن الشراكة الشاملة مع الاتحاد الأوربي حزمة مالية واستثمارية بقيمة 7.4 مليار يورو حتى عام 2027.

وشملت مباحثات القمة نقاشا واسعا حول فرص الاستثمار المشترك، وإقامة شراكات استراتيجية بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب الإصلاحات التنظيمية اللازمة لجذب الاستثمارات الخاصة طويلة الأجل ودعم اقتصاد قادر على المنافسة في المستقبل.


جهود مصر تقود للسلام..


وعلى صعيد قيادة جهود ترسيخ السلام في الشرق الأوسط، كللت جهود مصر طيلة عامين بقمة السلام؛ حيث وقف العالم إجلالًا وتقديرًا للحظة تاريخية سجلها التاريخ من مدينة شرم الشيخ، تحت مظلة "قمة شرم الشيخ للسلام" التي انطلقت 13 أكتوبر الجارى ؛ للإعلان عن اتفاق غزة لإنهاء 733 يوما من معاناة الفلسطينيين؛ بمشاركة كثر من 30 زعيما ورئيسا من أنحاء العالم كافة يتقدمهم الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس فرنسا إيمانويل ماكرون.

جاءت القمة بعد أيام قليلة من إعلان التوصل إلى اتفاق على المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، تمهيداً لوقف الحرب بشكل نهائي، وذلك استنادًا إلى الخطة التي قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

قمة السلام

وما بين الإشادات العربية والعالمية بجهود مصر فى الوساطة من أجل التوصل لهذا الاتفاق واحتفالات أهل فلسطين، استقبل العرب والعالم تلك اللحظة الفارقة في تاريخ المنطقة.
وحازت مصر على إشادات عالمية لدورها في إرساء السلام؛ فمن جانبه ثمن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جهود الوساطة المصرية لإنهاء الحرب كما أشاد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، باتفاق غزة وأكد أن السلام أصبح ممكنا بالنسبة لإسرائيل وغزة والمنطقة، كما أعربت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيب المملكة بالاتفاق الذى تم التوصل إليه بشأن غزة، والبدء فى تنفيذ المرحلة الأولى من مقترح الرئيس ترامب الهادف إلى وقف الحرب على قطاع غزة وتهيئة مسار سلام شامل وعادل ، وثمنت المملكة الدور الفاعل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وجهود الوساطة التي بذلتها مصر و قطر وتركيا للتوصل إلى هذا الاتفاق .

 



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب