كشف فريق من جامعة كوبنهاجن عن تحليل 30 قطعة من علكة تعود إلى نحو 6,300 عام، استخدمتها مجتمعات العصر النيوليتي في منطقة جبال الألب ، لاستكشاف ممارسات وأدوار اجتماعية منذ آلاف السنين، حيث كانت تستخدم كلاصق للأدوات الحجرية والفخار وأحيانا لمضغه لأغراض علاجية أو غذائية.
وأشارت صحيفة انفوباى الأرجنتينية إلى أنه تم العثور على هذه القطع من العلكة النيوليتية ، راتنج لحاء الأشجار، في منطقة جبال الألب الأوروبية،وكان من المعتاد في العصر النيوليتي مضغ ما يشبه العلكة كما يفعل طلاب المدارس اليوم.
ويُعرف راتنج لحاء الأشجار باسم القطران، وكان يُستخدم لربط مقابض الأدوات الحجرية أو إصلاح الفخار، وفي بعض الحالات كان يُمضغ، و تقول عالمة الآثار آنا وايت، قائدة الفريق البحثي : السبب الدقيق لمضغ هذه المادة غير واضح، لكن يُرجح أنها كانت مضغوطة لأغراض علاجية، إذ تحتوي على مركبات طبيعية لها خصائص مضادة للميكروبات.
وكشف التحليل أن عدداً كبيراً من القطع تحمل آثار مضغ، بينما استُخدمت قطع أخرى كمواد لاصقة للأدوات دون علامات لمضغها، وبواسطة تسلسل الحمض النووي القديم (DNA)**، تمكن الباحثون من تحديد جنس الشخص الذي مضغ المادة.
وأظهرت النتائج أن الحمض النووي للذكور ارتبط بالقطع المستخدمة في تثبيت الأدوات الحجرية، بينما ارتبط الحمض النووي للإناث بالقطع المستخدمة في إصلاح الفخار، ويقترح الباحثون أن هذا يشير إلى تقسيم العمل حسب الجنس، فالرجال كانوا أكثر مشاركة في صناعة الأدوات والتعامل معها، بينما كانت النساء تتولين أعمال الفخار.
بالإضافة إلى الحمض النووي البشري، احتوت العينات على بقايا من الميكروبيوم الفموي وأثار للطعام أو إضافات مثل بذور الكتان والبابونج، ما يوفر معلومات عن النظام الغذائي والاستخدامات الإضافية للقطران، بجانب وظيفته كلاصق.
ويعد هذا الاكتشاف فتحًا جديدًا لدراسة الحياة الاجتماعية في الماضي البعيد، إذ إن بقايا الهيكل العظمي لهذه المجتمعات نادرة، بينما يحافظ هذا النوع من "العلكة النيوليتية" على معلومات بيولوجية وثقافية كانت صعبة الوصول إليها سابقًا.