ينتظر العالم فجر اليوم ظاهرة فلكية فريدة من نوعها تتكرر مرتين كل عام، حين تتسلل أشعة شروق الشمس إلى أعماق معبد الملك رمسيس الثانى بمدينة أبو سمبل بأسوان، لتضىء وجه الملك داخل قدس الأقداس فى مشهد مبهر يستمر نحو 20 إلى 25 دقيقة، مؤكدة عبقرية المصريين القدماء فى علم الفلك والهندسة المعمارية.
وفيما يلى نستعرض أسرار الغرفة المقدسة التى تتجه إليها أنظار العالم فى هذا الحدث الفلكى المهيب، على هيئة سؤال وجواب، للكشف عن إحدى أسرار الحضارة المصرية القديمة.
س: ما غرفة قدس الأقداس داخل معبد رمسيس الثانى؟
ج: تعد غرفة قدس الأقداس قلب المعبد وروحه، فهى المقصورة المخصصة للمعبود، والمعروفة فى اللغة المصرية القديمة باسم "ست ورت" أى العرش الكبير أو الموضع العظيم، وكان الملك رمسيس الثانى يقف فيها ليقدّم القرابين ويؤدي طقوس العبادة للمعبودات المقدسة.
س: أين تقع هذه الغرفة داخل المعبد؟
ج: تقع غرفة قدس الأقداس فى عمق المعبد عند نهايته، بعد سلسلة من القاعات الضخمة والأعمدة المزخرفة، وهى محاطة بغرف جانبية كانت مخصصة لحفظ القرابين والمقتنيات الطقسية.
س: ما التماثيل التى تحتويها الغرفة المقدسة؟
ج: تضم الغرفة أربعة تماثيل من أعظم ما نحته الفن المصرى القديم، وهى المعبود بتاح رب منفيس، وآمون رع رب طيبة، ورع حور أختى رب مدينة أون "هليوبوليس"، والرابع للملك رمسيس الثانى نفسه، الذى جعل فى مصاف الأرباب لتخليده.
س: متى تتعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى داخل قدس الأقداس؟
ج: كانت الظاهرة تحدث قبل عام 1964 يومى 21 فبراير و21 أكتوبر، أى فى ذكرى ميلاد الملك وذكرى جلوسه على العرش، وبعد نقل المعبد إلى موقعه الجديد لإنقاذه من مياه بحيرة ناصر، تغيرت الزاوية الزمنية للتعامد فأصبحت فى 22 فبراير و22 أكتوبر من كل عام.
س: ما السر وراء حدوث هذه الظاهرة الفلكية المدهشة؟
ج: اختلفت الروايات حول سبب التعامد، الرواية الأولى تقول إن المصريين القدماء بنوا المعبد وفق حركة الشمس والكواكب لتحديد بداية الموسم الزراعي وموعد فيض النيل، أما الرواية الثانية فتشير إلى أن تصميم المعبد كان احتفاءً بذكرى مولد الملك رمسيس الثاني وجلوسه على العرش، حيث صُمم الممر بدقة بحيث تخترق أشعة الشمس الظلام وتضيء وجه الملك في يومي مجده الشخصيين.