هيئة الكتاب تستعد لإعادة افتتاح منافذ بيع جديدة فى الإسكندرية

تشهد الهيئة المصرية العامة للكتاب تحركًا جادًا لإعادة الحياة الثقافية إلى محافظة الإسكندرية، بعد غياب منافذ بيع الهيئة لسنوات، في خطوة تهدف إلى استعادة دور المدينة الساحلية كواحدة من أهم العواصم الثقافية في مصر.

الإسكندرية بلا منفذ رسمي لهيئة الكتاب

كشف الدكتور خالد أبو الليل، القائم بتسيير أعمال رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، عن مفاجأة مثيرة تتعلق بالمشهد الثقافي في مصر، مؤكدا أن محافظة الإسكندرية تخلو حاليًا من أي منفذ بيع لإصدارات الهيئة.

وأوضح الدكتور خالد أبو الليل أن هذا الوضع يمثّل فجوة كبيرة في وصول الإنتاج الثقافي والفكري إلى القراء والمثقفين بالمحافظة، خاصة مع تاريخ الإسكندرية الطويل كمركز إشعاع فكري وأدبي.

وأضاف "أبو الليل" أن الهيئة بدأت بالفعل التحرك العملى للبحث عن مقر مناسب يمكن من خلاله إنشاء منفذ دائم لبيع كتب الهيئة، مشيرًا إلى أنه أجرى اتصالات مع عدد من الشعراء والمثقفين والفاعلين في الوسط الثقافي بالإسكندرية للمساعدة في تحديد موقع ملائم يسهل وصول جمهور القراء إليه.

التعاون مع مكتبة مصر العامة

ودخلت هيئة الكتاب في مباحثات متقدمة مع مكتبة مصر العامة بالإسكندرية، لبحث إمكانية التعاون في إنشاء ركن دائم لعرض وبيع إصدارات الهيئة داخل المكتبة، ويُنتظر أن يتيح هذا التعاون فرصة للقراء للحصول على أحدث إصدارات الهيئة بأسعار مناسبة ومدعومة، مع تنظيم فعاليات توقيع كتب وندوات ثقافية بشكل دوري داخل المكتبة، بما يسهم في تنشيط الحراك الثقافي داخل المحافظة.

وأكد الدكتور خالد أبو الليل أن الهيئة على أتم الاستعداد لتشغيل أي منفذ جديد فور تهيئة الظروف المناسبة وتخصيص موقع مناسب من قبل الجهات المحلية، مشددًا على أن الهيئة تعمل بتنسيق كامل مع محافظة الإسكندرية لضمان أن تكون المنافذ الجديدة واجهة ثقافية تليق بتاريخ المدينة ومكانتها الأدبية.

خطة توسع تشمل المحافظات

ولا تتوقف جهود الهيئة عند الإسكندرية، إذ أوضح أبو الليل أن خطة العمل خلال عام 2025 تستهدف افتتاح منافذ بيع جديدة في محافظات سوهاج، وقنا، والبحيرة، وشمال سيناء، إلى جانب التعاون مع مكتبات الجامعات الكبرى لإتاحة إصدارات الهيئة داخل الحرم الجامعي بأسعار رمزية لتشجيع القراءة بين الشباب والطلاب.

مطالبات جماهيرية وواقع ثقافي متجدد

يأتى هذا التحرك فى وقت تتصاعد فيه تساؤلات جمهور الإسكندرية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى حول غياب منافذ هيئة الكتاب بعد إغلاق فرع محطة الرمل منذ سنوات، مما اضطر كثيرين للسفر إلى القاهرة لاقتناء الكتب.

كما أشار عدد من القراء إلى أن ارتفاع أسعار الكتب ومحدودية تنوع العناوين المتاحة في الأسواق المحلية فاقم من الأزمة، رغم وجود معرض الإسكندرية للكتاب وشارع النبي دانيال الذي يعد من أشهر أسواق الكتب في مصر.

إحياء الدور الثقافي لعروس البحر

وتراهن الهيئة على أن إعادة افتتاح منفذها في الإسكندرية، بالتعاون مع مكتبة مصر العامة، سيكون بداية لعودة الزخم الثقافي إلى المدينة التي طالما كانت منارة للإبداع والفكر عبر العصور، فالإسكندرية، التي احتضنت أول مكتبة في التاريخ الإنساني، تستحق أن تكون اليوم مركزًا نشطًا لنشر الثقافة والقراءة، في ظل توجه الدولة لإتاحة المعرفة للجميع ودعم الصناعات الثقافية الوطنية.