التراث والتجديد.. حسن حنفى يضع خريطة الطريق للفكر العربى المعاصر

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025 11:00 م
التراث والتجديد.. حسن حنفى يضع خريطة الطريق للفكر العربى المعاصر المفكر الكبير الراحل حسن حنفى

محمد عبد الرحمن

تمرّ، اليوم، الذكرى الرابعة لرحيل الفيلسوف والمفكر الكبير الدكتور حسن حنفى، أحد أبرز رموز الفكر العربى المعاصر، وأحد العقول الفلسفية التى شكّلت ملامح الخطاب الثقافى فى النصف الثانى من القرن العشرين وبدايات الألفية الجديدة، ففى مثل هذا اليوم 21 أكتوبر من عام 2021، غاب عن عالمنا المفكر الذى شغل الساحة الفكرية العربية لأكثر من ستة عقود، عن عمر ناهز 86 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا فكريًا ضخمًا ومشروعًا حضاريًا ما زال موضع نقاش وجدل حتى اليوم.

يُعدّ حسن حنفى واحدًا من المنظرين البارزين لتيار اليسار الإسلامي، وصاحب مشروع "الاستغراب" الذي سعى من خلاله إلى إعادة صياغة العلاقة بين الشرق والغرب من منظور عربي إسلامي يعيد للذات العربية ثقتها بنفسها وقدرتها على الإبداع والتجديد، كما يُعتبر من المفكرين العرب القلائل الذين امتلكوا مشروعًا فلسفيًا متكاملًا، لا يكتفي بالنقد أو التنظير، بل يسعى إلى بناء رؤية شاملة للنهضة تستند إلى التراث والتجديد، والعقل والواقع، والإيمان والحرية.

موسوعة الحضارة العربية الإسلامية

تم ترتيب الموسوعة ضمن أجزاء ثلاثة، عنى الجزء الأول بالفلسفة وبالكيمياء والصيدلة والفيزيقا وعلم النبات وبالجغرافيا والجيولوجيا وذلك كله فى الحضارة العربية، أما الجزء الثاني فقد شمل علم أصول الدين وعلم أصول الفقه والعقل والنقل، والقرآن وعلومه، والحديث وعلومه، نظرية الخلافة وغيرها من العلوم الدينية في الحضارة العربية، وتمّ تخصيص الجزء الثالث للمواضيع التالية: الفقه الإسلامي، القضاء والحسبة، فن الحرب عند العرب في الجاهلية والإسلام، أثر الحروب الصليبية في العالم العربي وغيرها من المواضيع التي تتناول العلوم الاجتماعية والأدبية في الحضارة العربية الإسلامية.

مستقبل الوسطية فى الثقافة العربية الإسلامية

ويرى حسن حنفي في كتابه، أن الوسطية ردُّ فعل على العنف الذى تمارسه الجماعات الإسلامية، كنوع من الجدال بالتى هى أحسن ونشر دعوة المحبة والسلام فى المجتمع، فالوسطية ضد التطرف الذى ينشأ كردِّ فعل على الاعتقالات والسجون والتعذيب.

وهى دعوة من الحكم للخارجين عنه، لها غرضٌ سياسى فى تهدئة المجتمعات، فهي موقف سياسي وليس تصورًا سياسيًّا يمكن تحليله في العلوم السياسية، وهي موقف العاجز الذي لا يملك إلا مواجهة التطرف بالوسائل السلمية، ومنها الوسطية والديمقراطية والتعددية الفكرية.

من الصعب تصنيف الشعوب طبقًا لطبيعة العنف لديها، كوضع الشعب الألماني وسط الشعوب العنيفة، والشعب الإيطالي والشعب الفرنسي ضمن الشعوب الرقيقة.

التراث والتجديد.. موقفنا من التراث القديم

يوصف كتاب "التراث والتجديد" بأنه "مانيفستو حسن حنفي"؛ إذ حدد فيه معالم مشروعه الفكرى؛ لذا فلا بد من قراءة البيان الحنفى الأول قبل الولوج إلى مشروعه الفكرى، طرح حنفي مشروعه "التراث والتجديد" الذى يعد واحدا من أهم المشاريع الفكرية في العالم الإسلامي فى العصر الحديث، منذ ثمانينيات القرن العشرين، وهو المشروع الذي أَفنى فيه عمره وبث فيه علمه وعمله، حاملاً على عاتقه رؤيته لتجديد التراث، منطلقا من دراسته ومحاولة فهمه لإِعادة بنائه مرة أخرى من خلال علومه، مؤسسا ما يمكن تسميته "أيديولوجيا الواقع" يقوم مشروع التراث والتجديد على ثلاثة محاور، الأول هو "موقفنا من التراث القديم"، والثاني هو "موقفنا من التراث الغربى"، أما المحور الأَخير فقد جاء بعنوان "نظرية التفسير".

من العقيدة إلى الثورة

يمثل كتاب "من العقيدة إلى الثورة" بأجزائه الخمسة ثورة على علم أصول الدين؛ فهو ينقد منهاج هذا العلم وأفكاره، ويدعو إلى تبني أفكار ومواقف جديدة تلائم العصر الحديث؛ فالحضارة الإسلامية ليست حدثا وانتهى، بل هي حدث إبداعي ينشأ في كل مرة يتفاعل فيها الإنسانُ مع المتغيرات السياسية والحضارية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب


الموضوعات المتعلقة


الرجوع الى أعلى الصفحة