أحمد التايب

اتفاق غزة.. هكذا يفكر نتنياهو وترامب..!!

الإثنين، 20 أكتوبر 2025 02:10 ص


كعادة إسرائيل في خرق الاتفاقيات، تحاول إسرائيل خلق مساحة لتجدد الصراع من خلال اتباع سياسة المراوغة وخلط الأوراق، وهو ما رآه العالم في نموذج جنوب لبنان، وها هو نتنياهو يفعل نفس الشئ، مع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بعد القيام بقصف مدرسة وخيم للنازحين في خان يونس ومناطق بغزة، بحجة القضاء على تهديد أمنى، وعدم تسليم حماس سلاحها، وادعاء أن الحركة تقتل المدنيين الأبرياء في القطاع وغير ذلك.

وهو ما يلقى الضوء على مستقبل خطة ترامب، خاصة أنها لاتزال تحتاج لجولات مضنية من التفاوض لكي يمكن التوافق حول تفاصيلها، في إطار الخلط المتعمد وإيجاد الذرائع لممارسة الضغوط القصوى على حماس، من جميع الأطراف، لتقبل بالتنازل الكامل في نهاية المطاف.

لأن ببساطة، هذا الخلط سينطبق على المضي قدماً في المراحل التي تضمنتها خطة ترامب، خاصة فكرة إحكام الوصاية والسيطرة الدولية لحساب إسرائيل على القطاع، بحيث تُحمَّل نتيجة فشلها على الدوام على المقاومة، وتفسح المجال لإعادة العدوان بشكل أكثر عنفاً، بما يسمح بالمضي قدماً في مسار التهجير وإخلاء القطاع من أكبر قدر ممكن من سكانه.
نقول هذا، لأن واشنطن لم تكن، في أي لحظة، طرفًا محايدًا، بل  دائما طرفًا فاعلًا يسعى إلى تثبيت الرؤية الإسرائيلية بأدوات سياسية بعد أن أنهكت الحرب كِلا الجانبين عسكريًا ودبلوماسيًا، وما يؤكد ذلك، قول ترامب أن الاتفاق جاء لتأمين إسرائيل والقضاء على أي تهديدات داخل قطاع غزة، في إشارة صريحة إلى حركة حماس وسلاحها المقاومة

غير أن الخطاب الأمريكي دائما ما يحمل دلالات استراتيجية تتجاوز وقف إطلاق النار، إذ يُظهر رغبة واشنطن في تحقيق أهداف إسرائيل عبر المسار السياسي بدلًا من العمل العسكري المباشر الذي أدّى إلى انتقادات دولية واسعة وأزمات داخلية إسرائيلية.


وأخيرا.. يجب الانتباه إلى أنه لا يوجد طرفان أمريكي وإسرائيلي، بل هو طرف واحد يعمل بتناغم تام لتحقيق وتثبيت المكاسب الإسرائيلية التي تحققت على يد ترامب، وتكريس الهيمنة الإسرائيلية المطلقة على كامل المنطقة نيابة عن الولايات المتحدة، لكي تستطيع إدارة معاركها على جبهات أخرى أمام الصين وروسيا.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب


الموضوعات المتعلقة