نشر موقع "الجارديان" قصة المراهقة البريطانية ميلى باركهام، التى تبلغ من العمر 13 عاما، والتى أصيبت بمرض مزمن، يدعى مرض "لايم"، بسبب تعرضها للدغة قراد غير ملحوظة.
ووفقا لوالدها باتريك، بدأت ميلى عام 2021، والتى كانت أفضل لاعبة كرة قدم فى الموسم السابق، فى الشعور بإعياء شديد وغير مفهوم، جعلها تتوقف عن اللعب، مضيفا أنها كانت تزداد مرضا و لم يكن لدينا أي فكرة عما كان يحدث، حيث كانت تشكو من التعب الدائم، وتحدثت عن "عدم التركيز" - تعلمت لاحقًا أن تسمي هذا "ضباب الدماغ"، وذكرت آلامًا غريبة طعنية، معظمها في قدميها عند المشي، سرعان ما أصبحت مريضة جدًا بحيث لا يمكنها الذهاب إلى المدرسة.
وأضاف أنه ما لم يكن يعرفه حينها، ولن يتم اكتشافه حتى العام الحالى، هو أن جسد ميلي كان يتعرض للغزو من قبل بكتيريا خبيثة تدعى "بوريليا بورغدورفيري" ، والتي تختبئ في النسيج الضام، مما يربك أجهزة المناعة، ويحدث دمارًا، وذلك بعد إصابتها بمرض لايم ، والذي يأخذ اسمه من أولد لايم، بعد تعرضها للذغة قراد.
ويعد مرض لايم نوعا من العدوى البكتيرية التى تنتقل عن طريق القراد، وهي حشرة صغيرة تمتص الدماء تقفز على جلد الإنسان في الريف، حيث تنقلها الثدييات الأخرى، وخاصة الغزلان، و يوجد 476000 حالة سنوية، وهي في تزايد في أمريكا الشمالية وحدها بسبب الاحتباس الحراري العالمي الذى يجعل القراد أكثر انتشارًا.
تدهور الحالة الصحية لميلى
لم تكن ميلي، البالغة من العمر تسع سنوات، لاعبة كرة قدم فحسب، بل كانت تعشق الرقص والسباحة، وتحب المدرسة، وتتمتع بحس فكاهة ساخر للغاية وضحكة ساحرة، لكنها تحولت إلى فتاة منهكة لم تعد قادرة على الذهاب إلى المدرسة، وفى عام 2021، تم إجراء فحوصات لها، لكنها لم تظهر سبب مرضها الحقيقى.
وأوضح بابتريك أنه حاول مع والدتها تهيئة بيئة مريحة وإيجابية، لكنها مع مرور الوقت، ازدادت انطوائيةً لعدم معرفتها سبب ما يحدث لها، في النهاية، جاء تشخيص هيئة الخدمات الصحية الوطنية: متلازمة التعب المزمن (ME/CFS).
وبحلول خريف عام 2024 عندما بلغت ميلي الثالثة عشرة ، كانت ميلي قد قضت أكثر من ربع حياتها مريضة، وعامًا كاملاً خارج المدرسة، ، اتخذت الخطوة الحاسمة لاكتشاف حقيقة مرضها، موضحا أنه تذكر تعرضها للدغة قراد عند قضائهم إجازة قضيناها في منطقة البحيرة في عام ٢٠٢١، مما دفع للبحث حول إمكانية أن تكون مصابة بمرض لايم.
اكتشاف المرض
أسفرت التحاليل الجديدة الخاصة بميلى مستوى مرتفعًا من نشاط البوريليا، حيث كانت مصابة بعدوى مشتركة من البابيزيا والبارتونيلا، وهي بكتيريا يُعتقد أيضًا أنها تنتشر عن طريق القراد ويمكن أن تسبب أمراضًا خطيرة، كانت هذه البكتيريا تزيد من مرضها، ولم يستطع جهازها المناعي المنهك محاربتها.
وبالفعل بدأ علاج ميلى من مرض لايم بعد تشخيصها بشكل سليم، موضحا أن يأمل أن تتعافى ميلي جسديًا، وإذا تمكن جهازها المناعي من إصلاح نفسه والتغلب على البوريليا، فقد تعيش حياةً نشطةً وطبيعيةً، كذلك التعافى النفسى من فكرة قضاء سنوات من عمرها متعبة دون معرفة السبب.