تمر اليوم ذكرى ميلاد الشاعر والروائي والدبلوماسي اللاتيني ميجل أنخل أستورياس، إذ ولد في مثل هذا اليوم 19 أكتوبر عام 1899، وهو أديب جواتيمالي حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1967، وقد حصل في العام الذي يسبقه على جائزة لينين من الاتحاد السوفيتي، تناولت أعماله موضوع الاستبداد الذي تبعه فيه من بعدها الكثير من الروائيين الآخرين، وهو ما تسبب له في أن يعيش باقي حياته بالمنفى، وقد عرفته المكتبة العربية من خلال مجموعة من الأعمال التي ترجمت إلى العربية ومن بينهم:
السيد الرئيس
"سيدي الرئيس! سيدي الرئيس! السماء والأرض مَلِيئتان بأمجادك"!
بأسلوبٍ ساخرٍ يَرقى إلى حدِّ المأساة تَناوَل "أستورياس" صورةَ الديكتاتور، والتي استمدَّها من شخصيةِ "مانويل إستيرادا كابريرا" الذي حكَم "جواتيمالا" مدةَ عشرين عامًا، ومن حالِ الشعبِ تحت حُكم هذا الديكتاتور، من خلال القضية المعروفة ﺑ "رواق الرب"، وهي قضيةُ قتلِ الجنرال "باراليس سونرينتي"، كانت الشرطة قد قرَّرت توجيه تهمةِ القتل إلى كلٍّ من الجنرال "أيوسيبيو كاناليس" والمحامي "قابيل كارفخال" لأن السيدَ الرئيس غاضبٌ منهما، ولكنَّ هذا الاتهام مُنافٍ لما شاهَده الشحَّاذون الذي يَلجئُون إلى الرواق للمَبيت فيه ليلًا؛ حيث شاهدوا شخصًا آخَر يُلقِّبونه ﺑ "الأبله"، يهرب من الرواق في تلك الليلة مُخلِّفًا وراءه "سونرينتي" قتيلًا، ولكنَّ استبدادَ الشرطة المدعومة من الحاكم دفَعهم للإذعان لقرارها والاعتراف زُورًا باضطلاعِ الجنرال والمحامي في جريمة القتل، ما عدا شحاذًا واحدًا يُدعى "ذبابة" أصرَّ على أن القاتل هو "الأبله"، فقُتِل رميًا بالرَّصاص، وأُلقِيت جثته في القُمامة، والسؤال الآن هل ستَظهر الحقيقة، أم ستَستمرُّ حياةُ البؤس، وعتمةُ السجون، ورائحةُ الموت، وغيابُ العدالة؟

السيد الرئيس
الريح القوية
تكلم أحدهم عن الأشياء التي كانت هناك في الأسفل، ولكن، أي أشياء تلك؟ ليس هناك سوى أماكن، فالريح قد حملت كل شيء، ومن المكان الذي كان ينتصب فيه منزل آل عيد لم يبق سوى المكان المهجور، المكنوس، كما لو أن مكنيسة غضب قد كنست كل تلك الفتنة، من خلال الرمز ينسج أستورياس روايته الريح القوية التي جاءت في مناخات رحى بها الروائي إلى واقع لا بد ستأخذه رياح التغيير.

الريح القوية
البابا الأخضر
في مناخ استوائي يتوارعه الواقع والسحر، أسرار البحر وأسرار اليابسة، قوة الواقع وشاعرية الحلم، يتغلغل الروائي الجواتيمالي استورياس، في حياة شخوصه متنقلا من الأحداث الحميمية الساذجة الى الأحداث الكونية بأسلوب يمزج بين النثر والشعر والأغنية في رائعته "البابا الأخضر" حيث بطل الرواية قرصان امريكي أشقر يجوب البحار متاجرا بالأسلحة والنساء، ثم بتردد بين مهنة القرصنة وطموحه الى أن يصير زارع موز ينشر "الاخضرار" أينما حل، وعندما يحسم امره، يتقدم بخطى مدمرة زارعا الرعب في السكان الأهليين حارقا مزارعهم بحجة استئصال الأوبئة.

البابا الأخضر
الهاخاديتو "رامة الشحاذ"
قصة لصبي جاء ثمرة لعلاقة غير شرعية لواحدة من الأختين اللتين أخفتا عن والدهما من الأم الحقيقية لهذا الطفل، خوفا من جبروت بطشه، وينقلنا أستورياس من خلال هذه الرواية إلى عالم "يتخضخض" ما بين رقة وأسطورية الأحلام وهلاميتها في مرآة الطفولة السحرية، لا شيء تتلمس حقيقته، مجرد مرايا لأوهام طفل يفسرها بمنطق تهويم مبالغات جنوح الطفولة لأسطورة كل ما يراه ولا يجد من يشرح له حقيقته، أو من يفتح له مغاليق الفهم.

الهاخاديتو رامة الشحاذ