"كيف وثّقت الصحافة المصرية والأجنبية أعظم ظهور للقديسة مريم؟".. رصد التسلسل الزمنى
وماذا قال البابا كيرلس السادس لمبعوثون جمال عبدالناصر للتحقق ؟
كنت أوقع على دفتر الحضور فى الجراج المواجه للكنيسة وسمعت الناس تصرخ فى الشارع جريت كان هناك سيدة تلبس ملابس بيضاء واقفة فوق القبة البحرية كأنها ستلقى بنفسها إلى الشارع، صحت فيها : "حاسبى .. انتظرى" ولكنها لم تتحرك من مكانها الناس من حولى تهلل مريم العذراء، ودققت النظر شاهدتها كأنها راهبة وفجأة طار من فوقها حمام أبيض لا أدرى من أين أتى استمرت بضع دقائق ثم اختفت، كانت هذه شهادة فاروق محمد عطوة سائق فى هيئة النقل المنشورة فى جريدة الأهرام يوم 27 أبريل 1968 حول ظهور العذراء مريم فى الزيتون.

أرشيف جريدة الأهرام عام 1968
بداية ظهور العذراء وفقا لشهادات المواطنين
وفى يوم الثلاثاء 2 أبريل 1968 ، بعد غروب الشمس والمساء ، كان الشارع المطل على مرآب هيئة النقل العام مقابل الكنيسة هادئا ، باستثناء بعض من السيارات المارة من حين لآخر وعدد قليل من المشاة فجأة ، لفت انتباه اثنين من المارة واثنين من عمال الجراج من خلال حركة غير عادية فوق القبة الوسطى للكنيسة، وضع العمال فناجين الشاى الخاصة بهم للتحديق فى المنظر، غير قادرين على تصديق ما كانوا يرونه.

جريدة الأهرام 5 مايو 1968
وبدت امرأة ترتدى ثوبًا أبيض ساجدة بجوار الصليب المثبّت أعلى القبة الوسطى، فصرخ فاروق محمد عطوة، أحد عمّال الجراج، محذّرًا إياها من أن تُلقي بنفسها من الأعلى، وكان يشير بأصبعه المربوط بسبب إصابة خطيرة وكان متوقعًا أن يبتره الطبيب الجراح في صباح اليوم التالي. وقد رفع صوته مناديًا المرأة أن تهبط، ظنًّا منه أنّها على وشك الانتحار. ثم أسرع إلى الاتصال بالشرطة، بينما عبر بقية العمّال الشارع في محاولة لاستدعاء كاهن الكنيسة، القس قسطنطين موسى، من منزله المجاور للكنيسة، وبالفعل، استجاب خادم الكنيسة المقيم وتوجّه إلى منزل القس قسطنطين موسى، قائلاً بحماسة: “السيدة العذراء على قبة الكنيسة”. وقد صرّح القس لاحقًا أنّه رآها في مشهد نصف مضاء. وفي تلك اللحظة، وجّه بعض عمّال الجراج مصابيحهم نحو القبة فازدادت الرؤية وضوحًا، ورأى الحاضرون السيدة واقفة على قدميها مرتدية ثيابًا مضيئة. عندها هتفت إحدى النساء غير المسيحيات: “إنها سيدتنا مريم!”
وفى ذات اللحظة، ظهرت فجأة سرب من الكائنات المضيئة على هيئة حمام، دون أن يتبيّن مصدرها، فحلّقت فوق موضع الظهور، ومنذ تلك اللحظة، بدأ الناس يتجمّعون حول الكنيسة ليلًا بشكل متزايد.
توثيق الحدث
وسجلت الجرائد والمجلات المحلية الحدث فى أولى صفحاتها وعناوينها الرئيسية، ومن أهم الصحف القومية التى وسجلت الخبر جريدة وطنى ومن الصحف القومية الأهرام والأخبار والجمهورية ومن الجرائد الصادرة باللغة الإنجليزية جريدة الإجيبشان جازيت، وجريدة بروجريه ديماش الصادرة بالفرنسية وسجلت الصحف تحقيقات مع شهود العيان، ومع من شُفوا من أمراض مستعصية بطريقة معجزية أثناء الظهور. ومن الأخبار الطريفة التي تشهد لاهتمام العالم بتلك المعجزة خبر عن شركات الطيران العالمية التي أعلنت عدم وجود أماكن شاغرة على متن طائراتها للقاهرة بسبب تزايد السياح القادمين إلى مصر لمشاهدة الظهور.

جريدة الأخبار يوم 5 مايو عام 1968
تسجيل الكنيسة
وسجلت الكنيسة شهادتها ببيان رسمى أذيع فى مؤتمر صحفي، وأجاب أساقفتها بعدما تحققوا بأنفسهم من حقيقة الظهور على استفسارات الحاضرين بكل شفافية. والذي صدر في الصحف المصرية والأجنبية يوم الأحد 5 مايو1968. من أهم الصحف التي نقلت أخبار المؤتمر الصحفي الأهرام – الأخبار – الجمهورية – وطني – جريدة الأنوار اللبنانية، The American daily newspaper-New York Times

بيان المقر الباباوى
وكلف قداسة البابا كيرلس السادس بطريرك الكرازة المرقسية نيافة الأنبا جريجوريوس أسقف البحث العلمي والدراسات القبطية واللاهوتية بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق فيما يختص بوقائع الظهور والمعجزات الكثيرة، المصاحبة له، وهذه اللجنة بخلاف اللجنة الأولى التي أكدت ظهور العذراء في الزيتون في 30 أبريل 1968م وقد كانت مهمة هذه اللجنة تجميع الوثائق من شهادات وتقارير من رأوا بعيونهم، وتنظيمها وتنسيقها، ثم فحص المعجزات الشفائية، التي تمت منذ التجلي المقدس، بمعرفة الأطباء والاختصاصيين أعضاء القسم الطبي من هذه اللجنة، ونشر كل ذلك على الناس باللغات العربية والأجنبية، وقد أصدرت اللجنة هذه التقارير في كتاب خاص بها نشر في وقته وقد ضم الكتاب مناظر التجلي للعذراء وهي 10 مناظر وأيضًا الظواهر الروحية المصاحبة للتجلي وعددها ستة .واعتبرت الكنيسة يوم (24 برمهات – 2 أبريل) من كل عام عيدًا من أعياد العذراء القديسة مريم، ودونت قصة الظهور في كتاب السنكسار لتُقرأ في جميع الكنائس في هذه الذكرى من كل عام.

اهتمام الصحف العالمية بظهور العذراء مريم
رد البابا كيرلس على مبعوثى الرئيس جمال عبدالناصر
وأرسل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى بطريركية الأقباط الأرثوذوكس بعض المبعوثين ليتأكدوا من ظهور العذراء مريم، وجاء مبعوثوه يسألون البابا كيرلس السادس: "هل العذراء ظهرت؟"، فلم يجبهم وعندما أصروا على الإجابة قال لهم: "اذهبوا وشوفوها بنفسكم".
وذكر الكتاب محمود فوزى فى كتابه جمال عبدالناصر والبابا كيرلس أن الزعيم جمال عبد الناصر قرر رؤية المشهد بنفسه وذهب ومعه عائلته وبصحبته حسين الشافعى، سكرتير المجلس الإسلامي الأعلى، وجلسوا في شرفة منزل أحمد زيدان، كبير تجار الفاكهة، والذي كان منزله مواجها لكنيسة السيدة العذراء بالزيتون، وليلتها ظهرت السيدة العذراء أم النور ظهورًا فريدًا في الخامسة صباحًا، وتحول فيما بعد الجراج المواجه لكنيسة الزيتون لكنيسة جديدة.

كتاب عبدالناصر والبابا كيرلس للكاتب محمود فوزى
تسلسل بناء الكنيسة
وذكر الموقع الرسمى الذى أطلقته كنيسة العذراء بالزيتون لتوثيق حدث ظهور العذراء فى أبريل 1968 أنه تم بناء كنيسة القديسة مريم فى الزيتون بعد ظهور مريم العذراء فى رؤية حلم لأحد أفراد أسرة ثرية حوالى عام 1918 والذى كان يعانى من أزمة عائلية ، وأمرته ببناء كنيسة قبطية هناك ووعدت بمباركتها فى غضون خمسين عاما.
وتم بناء كنيسة السيدة العذراء في عام 1925م، وقد صمّمها المهندس الإيطالي ليموفيلي بأسلوب معماري مستوحى من كنيسة آجيا صوفيا الشهيرة في القسطنطينية (إسطنبول حاليًا)، وقام بتدشينها الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف الاسبق، وكان أول من خدم فيها من الآباء الكهنة المتنيح القمص دانيال مسيحة.
وفى يوم 10 يونيو 1967بعد نكسة يونيو نشرت جريدة وطنى وجريدة الأهرام شهادات للأهالى بالمنطقة أن كنيسة الزيتون بالذات وقعت داخلها بعض الظواهر التى لا تفسير لها .. مثلا ليلة 10 يونيو الماضى وكانت القاهرة مظلمة بسبب العدوان وغير مسموح بإضاءة الأنوار ليلا .. وفجأة أضيئت أنوار الكنيسة من الداخل كلها .. كانت الساعة الثامنة مساء ولا أحد داخل الكنيسة فى ذلك الوقت على الاطلاق .. وصرخ عمال جراج هيئة النقل : ” أطفوا الانوار .. ” وهرعوا الى بيتى حيث ذهبت معهم الى الكنيسة وفتحتها بمفتاح معى .. ووجدت مفاتيح النور مضاءة .. أطفأت الانوار .. اذا بضياء لا يعرف أحد من أين جاء يملأ بهو الكنيسة كله لمدة دقيقتين ثم يختفى ليعود الظلام !!)

كنيسة العذراء بالزيتون
ظهور العذراء
وفى يوم 2 أبريل 1968 جاء أول ظهور للعذراء بالزيتون، وفى يوم 13 أبريل 1968 تمكَّن المصوّر الصحفى وجيه رزق من التقاط أول صورة فوتوغرافية موثَّقة لتجلّى السيدة العذراء مريم فوق قباب كنيسة السيدة العذراء بالزيتون – القاهرة.
وقام قسم التصوير بجريدة الأهرام بفُحص الفيلم الأصلي وتأكدت سلامته من أي تلاعب تقني، ثم نُشرت الصورة في عدد الأحد 5 مايو 1968.

صورة التقطها مصور صحفى لظهور العذراء مريم
تناول الصحف
وكانت جريدة وطنى أول جريدة تنشر خبر الظهور فى 14 أبريل 1968 وجاءت بعدها صحيفة الجمهورية كأول صحيفة قومية فى يوم 21 أبريل 1968 وفى 23 أبريل من نفس الشهر جاء تشكيل لجنة بابوية رسمية مكونة من القمص جرجس متّى مدير الديوان البابوي، والقمص يوحنا عبد المسيح سكرتير اللجنة البابوية لشئون الكنائس، القمص بنيامين كامل سكرتير قداسة البابا للتحقق من الظهور، وفى يوم 27 أبريل نشرت أول تصريح لها: ظهرت العذراء القديسة 24 مرة وتحقيق عن الظهور وفى 29 أبريل أوفد الأنبا أثناسوس موفدا من البطريركية للتأكد من الحدث ويقدم لقداسة البابا الأنبا كيرلس السادس شهادته: كيف رأى أم النور، وفى 30 أبريل قدم مدير الاستعلامات والشكاوي بوزارة السياحة التقرير عن ظهور السيدة العذراء
وذكرت صحف الأهرام ووطنى والأخبار يوم 5 مايو 1968 أن وزارة السياحة توزع تقريرها على الحاضرين فى المؤتمر الصحفى فى تمام الساعة 1 ظهرا، وكذلك ذهاب الأنبا غريغوريوس والأنبا صموئيل للزيتون ليلة 4 مايو و5مايو ورؤيتهم للعذراء، والبيان البابوي يقرأ في جميع الكنائس القبطية وقرار البابا المعظم الانبا كيرلس السادس بإضافة عيد ظهور العذراء بالزيتون لأعياد الكنيسة وإضافته للسنكسار .

جريدة وطنى 14 أبريل عام 1968
الكنيسة تطلق موقع إليكترونى لتخليد الذكرى
وأعلنت كنيسة السيدة العذراء بالزيتون عن قرب إطلاق الموقع الإلكتروني لظهور السيدة العذراء بالكنيسة ذاتها عام 1968.
ويشتمل الموقع على أبواب عدة خاصة بأطول ظهور للعذراء القديسة مريم فى التاريخ، كما أن الموقع سيتم تزويده بصور وأفلام تخص الظهور وملابساته وهو سجل تاريخي دقيق وشامل للوثائق والتقارير الكنيسة والتي صدرت عن الجهات الحكومية والخاصة بالظهور وأيضًا ما نشرته الصحافة المحلية والعالمية عن أخبار ومعجزات الظهور.

الكنيسة تطلق الموقع الإلكتروني لظهور العذراء بالزيتون
ويحتوي الموقع أيضًا على أقوال وشهادات أعظم المفكرين والباحثين من قادة المجتمع من المصريين ومن الكتاب الأجانب وأيضا قادة الطوائف الدينية المسيحية المختلفة بمصر، وبه كذلك ملخص لعدد كبير من الكتب العربية والأجنبية التي كتبت عن ظهور العذراء بالزيتون، كما سيضم الموقع قسم للصور والأفلام الوثائقية وسلسلة أفلام بالإضافة إلى بودكاست عذراء الزيتون، وبالموقع سجل تاريخي يؤرخ للأحداث الزمنية للظهور في خلال سنوات الظهور الثلاثة.
من المنتظر إطلاق الموقع يوم 18 أكتوبر الجاري بالتزامن مع الاحتفال بمناسبة اليوبيل المئوي لتأسيس كنيسة القديسة العذراء مريم بالزيتون.